طالما وجهت السلطة الفلسطينية أصابع الإتهام
لإيران بأنها وراء الخلافات الفلسطينية التي وصلت إلى حد الصراع المسلح في غزة
وسيطرة حماس على مقاليد الأمور هناك , لكننا وبقدرة قادر بدأنا نرى علامات تغير
بالموقف من السلطة الفلسطينية ومنها حركة فتح بل هو موقف للتنظيمات اليسارية
والعلمانية الفلسطينية في مغازلة المحور الإيراني وتأييد بشار وما إعطاء عباس
الجنسية الفلسطينية للمدعو "غسان بن جدو" العميل الإيراني ومدير قناة
الميادين المنافحة عن النظام السوري إلا دليل على هذا !!!.
وفي موقف لافت آخر أيضا: دعا نائب وزير
اللجنة المركزية لحركة فتح جبريل الرجوب لتعزيز العلاقات الثنائية بين إيران وحركة
فتح.
ووفقا لتقرير صدر من السفارة الإيرانية في
بيروت، فقد أدلى بهذه التصريحات الرجوب في اجتماع عقد مؤخرا مع السفير
الإيراني غضنفر ركن أباديفي في لبنان بحضور السفير الفلسطيني في بيروت أشرف دبور.
وأعرب الرجوب عن آماله بتحرير الأراضي
الفلسطينية بالدعم المستمر الذي تقدمه إيران وغيرها من مؤيدي فلسطين كذلك .[1]
وأخيرا أعلنت "كتائب شهداء
الأقصى" الجناح المسلح لحركة فتح في بيان لها نشر على موقعها وتناقلته
الكثير من المواقع على شبكة النت..أكدت فيه على علاقتها الإستراتجية والمتينة مع
حزب الله وأمينه العام حسن نصر الله مبينة أنه وعدهم بأن البوصلة كانت ومازالت نحو
المسجد الأقصى المبارك والقضية فلسطين ستبقى الأم حتى إنهاء الاحتلال..!!! كما
يحوي البيان على عبارات فيها مدح لإيران ومحورها الممانع وتمجيد بها بينما على
النقيض يطعن هذا البيان بالدول العربية.
فما سر هذا التقارب والغزل ...علاقة
ستراتيجية ومتينة مع من ؟؟؟ مع من يقتل أطفال سوريا وشيوخهم ويهدم مساجدهم وكيف
تكون البوصلة بإتجاه المسجد الأقصى وجحافل حزب نصر الشيطان تقتل وتفتك بالإبرياء
في سوريا ذلك البلد الذي طالما وقف شعبه مع قضية فلسطين وساندها ...
ومتى كان حسن نصر مع القضية الفلسطينية ومتى
هاجمت مليشياته إسرائيل لعيون الفلسطينيين؟؟ وهل هدفه تحرير فلسطين ؟؟؟ أم
سيطرة إيران على المنطقة العربية وماذا فعل هذا الحزب عندما كان اليهود يقصفون
غزة..؟؟ حيث تبرأ من عدة صواريخ أطلقت على شمال إسرائيل آنذاك.
تقول الكتائب : وهذا مثبت على الأرض بدعم
أمريكي غير مسبوق للقبة الحديدة ونشر صواريخ باتريوت بتركيا والأردن والإمارات وما
خفي أعظم لعمل ثلاث دوائر مضادة للصواريخ لحماية العدو الصهيوني,
الدائرة الأولى المقاومة الفلسطينية وحزب الله تتكفل بها القبة الحديدية أما
الدوائر الباقية لمنع صورايخ طويلة المدى مصدرها الجمهورية الإسلامية الايرانية
والجمهورية السورية.
كنا لا نتوقع من كتائب شهداء الأقصى أن يصل
بها الحد إلى هذا المستوى الضحل من ... وهل من الممكن أن ينخدعوا ببعض التصريحات
والجعجعات الإيرانية بإزالة "إسرائيل" من الخارطة !!! وما يمنعهم من ذلك؟؟؟ فأين
صواريخ إيران عندما كانت تسحق غزة بل أين إيران عندما ضرب اليهود قلب دمشق ؟؟؟
وأين إيران عندما غزت أمريكا العراق وهل زار
نجاد بغداد والمنطقة الخضراء إلا تحت حراسة الحراب الأمريكية... ولنرجع قليلا إلى
الوراء ونسأل كتائب شهداء الأقصى مع من كانت فضيحة "أيران غيت " أي
الأسلحة الإسرائيلية المصدرة إلى إيران أبان الحرب العراقية الأيرانية ....؟؟؟؟.
تقول الكتائب في بيانها : شعبنا الفلسطيني
بذبح بسكين مسموم منذ 65عام قدمنا من التضحيات التي عجز الشعراء عن وصف حجم هذه
المعاناة.
نقول للكتائب: إن لم تكن تعرف هذه المعلومة
فتلك مصيبة وان تك تعرف فا.... , نقول للكتائب: أن معظم مذابح الفلسطينيين كانت
على يد المحور الذي تتغنى به وهو " محور الممانعة " الإيراني فتدمير
منظمة التحرير وحرب المخيمات في لبنان كان على يد المقبور النصيري حافظ الأسد
وحصار مخيمات صبرا وشاتلا حتى أكل أهلها لحوم القطط والكلاب كان على يد حركة أمل
ودون إنكار من إيران آنذاك, تلك الدولة التي تتغنى بممانعتها الكتائب , أما في العراق فحدث
ولا حرج , فارتكبت بحق الفلسطينيين هناك أبشع المجازر على يد الملشيات الشيعية
العميلة لإيران والآن تقصف المخيمات الفلسطينية
في سوريا ويشرد أهلها على يد الممانع النصيري السوري ..!!!.
فما هو رأي شهداء الأقصى بهذا أم أنها لا
تستنكر على محور الممانعة هذا الذبح بحق الفلسطينيين كحال كل أبواق إيران وتقول أن
هنالك " حملة تشويه لمحور الممانعة الداعم للقضية الفلسطينية " !!!!.
تقول الكتائب في البيان : الحقيقة التي
يجب أن يعرفها الجميع وبوضوح وكما هي أن الداعم الأساسى لتزويد المقاومة
الفلسطينية بالسلاح وتحدي الدول الغربية الداعمة للعدو الصهيوني خلال الانتفاضة
الثانية هم ثلاث جهات, الجمهورية الإسلامية الإيرانية والجمهورية السورية وعلى
رأسهم حزب الله اللبناني بزعامة السيد حسن نصر الله الذي دعم بالسلاح
والعتاد ولم يدخر جهدا من أجل رفع قدرة المقاومة الفلسطينية فشكرا حزب
الله (من لم يشكر الناس لا يشكر الله) .
أي جيد أن تستدلوا بحديث "من لا يشكر الناس"
لكن أينكم من حديث : ما من امرئ يخذل امرءا مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه
و ينتهك فيه من حرمته إلا خذله الله تعالى في موطن يحب فيه نصرته و ما من أحد ينصر
مسلما في موطن ينتقص فيه من عرضه و ينتهك فيه من حرمته إلا نصره الله في موطن يحب
فيه نصرته .[1]
وننصحكم ألا تكونوا كما قال تعالى :
"...أَفَتُؤْمِنُونَ بِبَعْضِ الْكِتَابِ وَتَكْفُرُونَ بِبَعْضٍ...".
ألم تنهتك الحرمات وتهدم المساجد ويسحق الناس
وتنتهك أعراض أهل السنة على يد محور الممانعة الإيراني ؟؟؟ ثم نقول للكتائب
إن لإيران مشروع تصدير الثورة أي تصدير التشيع بنكهة مجوسية فارسية فلا بأس عندهم
من تزويد بعض التنظيمات ببعض الأسلحة ليكونوا لهم جسورا لتنفيذ هذا المشروع ,
ونعود فنقول أين الجمهورية الأسلامية من ذبح الفلسطينيين في العراق وسوريا, وغيرها
فهي تقدم بيد وتذبح باليد الأخرى علما أن التقديم مشروط بتوسيع نفوذها ومشروعها
وإلا لما توترت العلاقة مع حركة حماس إلا لأنها لم توافق إيران على دعم الأسد فإن
الأمر ليست مقاومة وممانعة بل هو مشروع لا يتناقض مع المشروع الصهيوني في المنطقة
. حيث لم يسجل التاريخ لإيران معركة واحدة خاضتها مع اليهود على العكس من كثير من الدول
العربية .
تقول الكتائب : ندعو ونرجو ونستغيث بعلماء
المسلمين في العالم الإسلامي إلى عدم الانجرار والوقوع في فخ المخطط (الصهيوأمريكي)
باستجلاب الغزو الصليبي الغربي إلى المنطقة العربية تحت مسمى الديمقراطية وحقوق
الإنسان وتغذية الفتن الطائفية.
ونحن نرجو الكتائب بعدم الإنجرار وراء
المشروع الصفوي الإيراني وعدم استجلاب العدو الإيراني لغزو المنطقة تحت غطاء
الدفاع عن المراقد والتشيع لآل البيت فهل هذا حلال عند كتائب الأقصى وإلا ماذا
فليبينوا لنا موقفهم ؟؟؟.
أما من يغذي الفتن الطائفية فهي إيران صديقة
الكتائب الجديدة فهذه فضائياتها أو العميله لها تسب خير جيل للأمة وهم الصحابة
الكرام ..أم أن هذا غير مهم عند الكتائب..!! لكنه مهم عند علماء المسلمين السنة.
وأخيرا نقول للكتائب التي تحذر من المشروع
الأمريكي الصليبي أن زعيمهم ياسر عرفات هو من تفاوض مع اليهود ولقاءاته المكوكية
مع الأمريكان واليهود مشهورة ومعروفة , ولقاءات عباس وبقية مسؤولي فتح فحدث عنها
ولا حرج ولا يحتاج النهار إلى دليل... فلماذا النظر بالعين العوراء على الإمارات
وقطر والسعودية ونسيان ما تفعله حركة فتح مع المحور الأمريكي الصهيوني.. بل نسيان
ما يفعله عملاء إيران بالعراق من تعاون مع الأمريكان..!!.
لقد بدأنا نرى أن معظم القوميين واليساريين
والعلمانيين والليبراليين العرب قد وقفوا صفا واحدا بجانب ما يسمى الإسلام الشيعي
وضد الإسلام السني وبان هذا واضحا وجليا بموقفهم من الجهاد في سوريا , فهم يقفون
مع طاغية الشام النصيري بشار وضد أهل السنة المظلومين هناك .. ولا ندري ما سبب هذه
الإزدواجية أهو بريق التومان الفارسي المغري أم هو الخوف من قدوم وتمكن الإسلام
السني في ربوع المنطقة , فالقضية لا مقاومة ولا ممانعة ولا هم يحزنون.
ونقول لكتائب شهداء الأقصى...أن الأقصى فتحه
عمر بن الخطاب رضي الله عنه وحرره صلاح الدين... ومحورهم الشيعي الممانع الجديد
يلعن هؤلاء الأبطال... ويكرم فيه نجاد الكاتب الذي يدعي أن الأقصى ليس هذا الموجود
في فلسطين بل الأقصى في السماء !!!.
.....................................................
[1] موقع فلسطينيو العراق
المصدر : موقع الحقيقة – لجنة الدفاع عن عقيدة
أهل السنة في فلسطين
20/6/2013