التقرير الذي ورد على موقع حفريات :
فلسطينيون
: الإمارات أنقذت الأونروا ودعمت مشافي غزة وأعادت إعمار مخيم جنين
تمثل
القضية الفلسطينية ودعمها في كافة المجالات، الإقليمية والدولية، إحدى ركائز
السياسة الخارجية لدولة الإمارات العربية المتحدة، سعياً منها لاستعادة الشعب
الفلسطيني حريته، وإنهاء احتلال أرضه، وتخفيف معاناته، ودعم احتياجاته الأساسية،
وكذلك دعم مواقف القيادة الفلسطينية، فتواصل الإمارات لعب دورها الإنساني والسياسي
في دعم الفلسطينيين في قطاع غزة والضفة الغربية، وفي الشتات، لتعزيز صمودهم،
انطلاقاً من مبادئ دولة الإمارات الدينية و"القومية" والإنسانية.
الباحث
تيسير الريماوي لـ "حفريات": الإمارات قدمت ملايين الدولارات لتزويد
مستشفيات قطاع غزة بالوقود، وأعادت بناء مخيم جنين الذي دمّره الاجتياح
"الإسرائيلي" عام 2002
وكان
وزير الخارجية الإماراتي، عبدالله بن زايد، قد أكّد، في 10 "أيار
(مايو)" الماضي، رفض بلاده لمخططات "إسرائيل" لضمّ أراضٍ فلسطينية،
ووفق وكالة الأنباء الإماراتية "وام"؛ فقد أعرب بن زايد عن بالغ قلقه
ورفضه لما تضمنه برنامج الحكومة "الإسرائيلية" الجديدة من خطط وإجراءات
لضمّ أراضٍ فلسطينية في الضفة الغربية، وفرض السيادة "الإسرائيلية"
عليها.
تحذير
إماراتي من مخطط الضم
من
جهته، حذّر وزير الدولة الإماراتي للشؤون الخارجية، أنور قرقاش، في تغريدة له
باللغة الإنجليزية عبر تويتر ، في "حزيران (يونيو)" الماضي، من أنّ
"أيّة خطوة تقوم بها "إسرائيل" نحو ضمّ أراضٍ فلسطينية في الضفة
الغربية المحتلة، يمثّل "انتكاسة خطيرة لعملية السلام"، والحديث
"الإسرائيلي" المستمر عن ضمّ أراضٍ فلسطينية، لا بدّ من أن يتوقف".
وتتصدّر
الإمارات المرتبة الرابعة بين أكبر 10 دول داعمة مالياً لدولة فلسطين، منذ قيام
السلطة عام 1994، بحسب معطيات المجلس الاقتصادي الفلسطيني للتنمية والإعمار
"بكدار"، الذي أكّد أنّ الإمارات قدمت مساعدات بقيمة 2 مليار و104 مليون
دولار أمريكي للشعب الفلسطيني، منذ قيام السلطة وحتى بداية 2019.
وتؤكّد
الأمم المتحدة أنّ الإمارات، إضافة إلى كونها واحدة من أكبر الجهات المانحة لوكالة
غوث اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، فإنّها ساهمت بأكثر من 828.2 مليون
دولار، من 2013 إلى "نيسان (أبريل)" 2020، لتمويل مختلف القطاعات في
الأراضي الفلسطينية المحتلة.
ووفق
المستشار الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"،
عدنان أبو حسنة؛ فإنّ دولة الإمارات ساهمت بدور كبير وفعّال في إنقاذ أونروا من
أزمتها المالية، وذكر في حديث لقناة "الغد" الفضائية، أنّه "خلال
الأعوام الثلاثة الماضية، تقدمت الإمارات لإنقاذ ميزانية "أونروا"، بعد
أن قطعت الولايات المتحدة الأمريكية مساعداتها؛ حيث تقدّمت الإمارات ودفعت 50
مليون دولار.
إنقاذ
الأونروا
وأعرب
منسق مكتب الأمم المتحدة الخاص لـ"عملية السلام" في الشرق الأوسط، في 19
"أيار (مايو)"، عن امتنانه لحكومة دولة الإمارات على إرسالها 14 طناً من
الإمدادات الطبية العاجلة، لدعم الجهود الرامية إلى احتواء وباء كورونا والتخفيف
من أثره على الأراضي الفلسطينية المحتلة، وشملت المعونة مستلزمات الحماية الشخصية
ومعدات طبية، إضافة إلى 10 من أجهزة التنفس الاصطناعي التي تشتدّ الحاجة إليها في
الوقت الراهن.
وانطلقت
في العاصمة الإماراتية، أبو ظبي، فعاليات "مؤتمر القدس .. المكان
والمكانة"؛ الذي نظّمه الاتحاد العام للأدباء والكتّاب العرب، واتّحاد كتّاب
وأدباء الإمارات، في 26 "نيسان (أبريل)" 2018، بمشاركة أكثر من 130
شخصية علمية وأدبية، وبحضور الشيخ نهيان بن مبارك آل نهيان، الذي أكّد أنّ الشعب
الفلسطيني يمثّل نموذجاً للتمسك بالحقوق، وأنّ الفلسطينيين هم أبطال الأمة، مؤكداً
على مركزية القضية الفلسطينية، وضرورة الاصطفاف من أجل دعم القدس وحمايتها، مشدداً
على أنّ القدس هي العاصمة الأبدية للشعب الفلسطيني والأمة العربية.
قضية
الإمارات المركزية
ويقول
الباحث والأكاديمي الفلسطيني، تيسير أبو رمانة، لـ "حفريات"؛ إنّ
"القضية الفلسطينية هي قضية مركزية للإمارات، قيادة وشعباً، التي حرصت على
نصرة الشعب الفلسطيني في كافة المحافل الدولية والإقليمية، ومساندته في مطالبه
العادلة لـ"نيل حقوقه المشروعة وتحرير أرضه وفق قرارات الشرعية
الدولية"، مبيناً أنّ الإمارات كانت من الدول الأولى التي أعلنت اعترافها
بـ"دولة فلسطين"، بعد الخطاب الذي أعلنه الرئيس الفلسطيني الراحل، ياسر
عرفات، في "تشرين الثاني (نوفمبر)" 1988م في الجزائر".
ويضيف
أبو رمانة، الحاصل على درجة الدكتوراه في العلوم السياسية، حول أطروحته التي حملت
عنوان "السياسية الخارجية الإماراتية تجاه القضية الفلسطينية خلال العام
2008- 2018": "السياسية الخارجية الإماراتية كانت، وما تزال، تمثّل مدى
انتماء دولة الإمارات للأمة العربية عامة، وفلسطين خاصة، على كافة المستويات
الاقتصادية والسياسية، منذ عهد مؤسسها، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وحتى عهد
نجله الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، في تجديد رفضها للانتهاكات "الإسرائيلية"
المتكررة بحقّ الشعب الفلسطيني والذي تسبّب لأعوام طويلة في تقويض "الجهود
الرامية لتحقيق السلام بين الجانبين"".
الانحياز
إلى الفلسطينيين
ولفت
الباحث الفلسطيني إلى أنّ "دولة الإمارات العربية، منذ تأسيسها في ستينيات
القرن الماضي، وعبر تاريخها الحافل في دعم القضية الفلسطينية ومساندتها، كانت وما
تزال من المنحازين إلى حقوق الفلسطينيين، قيادةً وشعباً، من خلال الوقوف إلى
جانبهم، و"دعم خياراتهم في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها
القدس""، مشيراً إلى أنّ "هذا الدعم لم يكن مجرد شعار يرفع لتحقيق
أهداف سياسية مشروطة، وإنما كان يعبّر عن انتماء الإمارات لقضايا الأمة العربية،
والوقوف إلى جانبها في مواجهة الأخطار المحيطة بها".
وعن
الدعم المالي الذي تواصل تقديمه دولة الإمارات العربية للفلسطينيين، بيّن أبو
رمانة؛ أنّ "المعطيات والوقائع على الأرض تثبت دعم الإمارات لموازنة السلطة
الفلسطينية بمئات الملايين من الدولارات، وكذلك دعم عدد من مشروعات البنى التحتية
والمؤسسات التعليمية والصحية والإنسانية والغذائية، بما يزيد عن 400 مليون دولار،
خلال عامَي 2017 و2018".
المستشار
الإعلامي لوكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "أونروا"، عدنان أبو
حسنة: دولة الإمارات ساهمت بدور كبير وفعّال في إنقاذ أونروا من أزمتها المالية
وأضاف
الأكاديمي الفلسطيني؛ أنّ "الإمارات العربية لعبت دوراً محورياً بعد عام 2010
على الساحة الإقليمية والدولية، ووصلت أياديها البيضاء ومساهماتها الإنسانية
والمالية، إقليمياً وعالمياً، وكان لفلسطين النصيب الأكبر من تلك المبادرات
الإنسانية"، مؤكداً أنّ دولة الإمارات لم تتوانَ عن الحضور في كافة المحافل
والمؤتمرات السياسية، الداعية إلى حماية الشعب الفلسطيني ودعم حقّه في تقرير
مصيره، وإنهاء الاحتلال "الإسرائيلي"، و"إقامة دولته الفلسطينية
على حدود الرابع من حزيران"".
دعم
مسيرة التحرر الفلسطيني
وتحدث
الكاتب والمحلل السياسي، تيسير الريماوي، عن العلاقة الفلسطينية الإماراتية،
قائلاً: إنّ "دولة الإمارات ما تزال تشكّل علامة مضيئة في تاريخ القضية
الفلسطينية، من خلال مواقفها الداعمة للحقوق الفلسطينية، رغم البعد الجغرافي بين
الدولتين، إلا أنّ ذلك لم يكن عائقاً أمام استمرار الإمارات العربية المتحدة، في
مواصلة دعمها السياسي والاقتصادي والإنساني للشعب الفلسطيني وقيادته، ودعم مسيرة
التحرّر التي ينتهجها في معركته لنيل حقوقه المشروعة، المبنية على "قرارات
الشرعية الدولية ومبادرة السلام العربية"".
ويضيف
الريماوي، لـ "حفريات": "الإمارات ترتكز في قراراتها على ترسيخ
الحقوق الفلسطينية، ورفض السياسة "الإسرائيلية" الاستيطانية في الضفة
الغربية ومصادرة المزيد من الأراضي، واعتبار القدس هي جوهر القضية الفلسطينية،
وأنّ المساس بها يهدّد الاستقرار في الشرق الأوسط"، مبيناً أنّ قيادة دولة
الإمارات كان لها موقف حازم من نقل سفارة الولايات المتحدة إلى
"إسرائيل"، الذي تسبّب بزيادة معاناة الشعب الفلسطيني، والقضاء على
"مبدأ حلّ الدولتين"".
مسيرة
خير منذ الشيخ زايد
وعلى
المستوى الإنساني، بيّن الريماوي؛ أنّ "الإمارات العربية المتحدة واصلت تقديم
مساعداتها منذ مؤسسها الأول، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، وتعدّى الدعم المادي
والإنساني إلى تقديم ملايين الدولارات لتزويد مستشفيات قطاع غزة بالوقود، وكذلك
إعادة بناء مخيم جنين، الذي تمّ تدميره بشكل كامل خلال الاجتياح"
الإسرائيلي" للمخيم، عام 2002، بإضافة إلى إقامة عدة مشروعات تنموية وبنى
تحتية واسعة، استفادت منها شريحة واسعة من أبناء الشعب الفلسطيني، وتجاوزت تلك
المشروعات الـ 325 مليون دولار أمريكي".
وأكّد الريماوي: أنّ "الإمارات العربية المتحدة
كانت، وستبقى، الداعمة الأولى للقضية الفلسطينية في كافة المحافل والأروقة
الدولية، ولن تدّخر جهداً في تخفيف معاناة الشعب الفلسطيني على كافة الأصعدة،
للوصول إلى حقوقه المشروعة، ورفض أيّة حلول مجتزأة، تنال من قضيته العادلة".
المصدر : حفريات
17/11/1441
8/7/2020