يخلط الكثيرون بين مصطلحي القيادة والإدارة ويعتبرونهما وجهان لعملة واحدة. لكن المصطلحين مختلفان تماماً في الحقيقة. فالقائد يمكن أن يكون مديراً أيضاً ولكن ليس كل مدير يصلح قائدا , والقيادة تركز على العلاقات الإنسانية وتهتم بالمستقبل, وتهتم القيادة بالرؤية والتوجهات الإستراتيجية وتمارس أسلوب القدوة والتدريب . فالإدارة على النقيض من القيادة تركز على الإنجاز والأداء في الوقت الحاضر. ومن هنا فهي تركز على المعايير وحل المشكلات العالقة . كما تهتم بالنتائج الآنية إلى أن يحدد وتتضح معالم مستقبلنا في هذا البلد المضياف. نعم أن أدارة مجتمعنا المدني دون قيادة تجعلنا لا نرى سوى مشاكلنا اليومية التي تستغرقنا فلا يتاح لنا الوقت للتفكير والتخطيط للغد. إنها تجعلنا نبتعد عن الأهداف طويلة الأمد والصورة الكلية وقد ننسى في فورة قضية شعب بأكمله عانى الهجرات المتكررة منذ عام 1948 وصولا إلى جمهورية قبرص.الا إننا في واقع الحال لا سلطة لنا عليه إلى أن تثبت قانونية وجودنا هنا البعض يقول أعادة توطين والبعض يقول ترحيل والبعض الأخر يقول نسبة كبيرة أعادة توطين والأخرى توطين ....إلخ من الهواجس والتكهنات والتي جعلت الكثير منا أن ينتابه شعور عدم الاستقرار وتجاهل كثير من الأمور وخاصة موضوع تعلم اللغة والمشكلة والطامة الكبرى الكثير منا لا يحاسب ولا يتابع ولا يوجه أبنائه التلاميذ بخصوص التعليم والمدارس وحتى لو سمعنا أن هناك تقصير من الأبناء لا نبالي له بحجة هاجس الشك واليقين لعدم بقائنا في قبرص , بحيث مر علينا أكثر من 3 سنوات ونحن نراوح في هذه العقلية والتفكير .أن ضياع سنة في حياة جيل يعني تخلف هذا الجيل عن أقرانه ولكي لا نضيع الوقت الطويل وكما تعودنا من الدراسة المعدة سابقا وإتباعا للنظرية الموقفية في أدارة أنفسنا ونثبت لمن حولنا وللجميع أننا شعب منظم لنا القدرة أن نعكس صورة لائقة غير مهزوزة عن هذا الشعب الذي شهد له التاريخ . وأن كانت هناك مخاوف البعض من القيادة أو من يقود من والمقارنة مع الحقبة الزمنية السابقة بعد النكبة وبسبب المفاهيم التي عاصرتنا ولاصقتنا عندما تعددت الأحزاب والتنظيمات السياسية التي قادتنا في ذلك الزمان , ولا ننكر كانت هناك صراعات داخلية هدفها الأساسي تنظيم البيت الفلسطيني وصراعات أخرى هدفها توحيد الصف وأخرى هدفها من يقود من . ليطمئن أصحاب هذه المفاهيم وبصفة عامة فإن القيادة تتعلق بشخصية الإنسان ككل. وهي بروز الشخصية القيادية الحقيقية، وهذا أمر يحتاج إلى الكثير من الوقت والصبر، إذ أن الشخصية القيادية لا يمكن أن توجد وتدرب وتصقل وتكتسب الخبرة اللازمة للقيادة في يوم وليلة، بل هي عملية تأخذ سنوات من العمر إضافة لذلك يشير بعض العلماء أن العامل الوراثي وحتى الجينات الوراثية تلعب دورا هام في صناعة الشخصية القيادية. ولكي لا نضيع الكثير وفي هذا الوقت دعونا نتفق على منهج معين وهو اتخاذ قراراتنا في غياب القائد وأن تكون قراراتنا بالتصويت بعد المشورة ويكون لنا ناطق رسمي عوضا عن القائد إلى أن تتضح الأمور بأسرها ونعكس المألوف في تعين أعضاء أدارتنا اتبعا لنظام التزكية والأولوية لمن قدم أكثر ومن بدء أولا ونأخذ الأمور بروح فلسطينية ونجعلها كما اتبعناه في تجربتنا الأخيرة والتي كانت شاقة ومتعبة بعض الشيء لكن وفي اعتقادنا ومن خلال التعبئة الشعبية وعدم تهميش فئات معينة ومشاركة الجميع بالأهداف وتحقيق الإنجازات أولا والسماح لمن يرغب بالعمل الطوعي دون النضر للعنصرية من جانب أحادي وتشجيع البعض من يصور له هذا العمل خاص لفئة معينة وهذا المكان لرموز معينة والانخراط به له دواعي سلبية ومهينة , ولو كان عكس ما نقول كان أجدر بنا أن نسرع في شرعية عملنا هذا وحسب ما يسمح به القانون القبرصي من خلال جمع 21 الين شريطة أن يكون موقع ومضاف إليه رقم الهاتف الشخصي لصاحب هذه الهوية القانونية والركيزة الأساسية التي تعتمد عليها السلطات الحكومية من الأقرباء والأصدقاء والعمل تحت غطاء قانوني موزع بيننا بالتراضي لكن بالحقيقة عملنا هذا يتطلب العشرات من الأفراد المنتخبين والأصلح وأن يكون كل فرد بالمكان المناسب وفقا لخبراته المتراكمة ومواهبه التي يقيمها الآخرين ليس بالاعتماد على ما يرى هو ,وحسب ما مخطط له الكل له دور ودور هام في هذا التنظيم الإداري لمجتمعنا الفلسطيني ولا نقصد هنا مجتمعنا بأسره بل من انتمى لهذا العمل لأنه باختصار فكرة أدارة مجتمعنا تنحصر بمن انتمى وتقدم بمليء استمارة انتساب ويدفع اشتراكات شهرية بسيطة لكي تستمر عجلة تنظيمنا بالدوران فنحن لا نمثل من لم ينتمي لهذا العمل لكن أن أراد العون وبإرادته في أمر معين ولنا القدرة على ذلك سوف نكون السباقين والمتفانين في هذا المجال لتحقيق مطلبه لأنه بالنهاية هذا الشخص هو من أبناء مجتمعنا وعملنا مبني على العمل الأجتماعي ويحمل أيضا في طياته روح الوطنية . بالحقيقة يد واحدة لا تصفق أبدا، هكذا هو الحال في العمل التطوعي الذي يتطلب من جميع المشاركين أن تجتمع قلوبهم وعقولهم وجهودهم على قلب رجل واحد حتى ينجحوا في تحقيق أهدافهم ولن يتحقق ذلك إلا إذا خلصت النوايا وتضافرت الجهود وتحلى المشاركون بروح المحبة والتعاون والإرادة التي لا تلين؛ وكلها عوامل تلعب دورا حاسما في تذليل الصعاب ومن خلال مؤشرات ومعاني النجاح المتكررة في كافة الجوانب سواء كانت رياضية أو تربوية أو اجتماعية أو فنية ........الخ نجد نظريتنا وأدواتنا المستخدمة في أدارة أنفسنا أعطت نتائج ناجحة ومرضية ومن هنا ندعو الجميع أن نصفق سويا في هذا العمل الذي يحتاج منا وقفة جادة من الجميع دون تعالي وكبرياء على الأقل في هذه المرحلة لأننا وبصراحة لم نعتمد القوالب الجاهزة كما تعودنا في السابق بل فصلنا قالب لنا للعمل به من خلال الإمكانيات المتواضعة وحققنا أفضل النتائج لحد الآن وعلى الرغم كانت هناك مراهنات علينا بالفشل ومنغصات واتهامنا بولائنا وانتمائنا لجهات سياسية يتشرف الفرد الفلسطيني الانتماء إليها واللعب بعقول البسطاء منا وصور لهم أن عملنا موجه ويخدم مصالح شخصية وعلى الرغم من ذلك التزمنا المعاير الأخلاقية التي ننتهجها في أدارة أنفسنا وفي حياتنا أيضا على حد سواء. ومن هنا ندعو الجميع بالمشاركة في تحقيق الذات لمجتمعنا الذي يتطلب الكثير منا ويستحق الكثير وخصوصا بعد أن تحققت لدينا حاجة ورغبة ألأمان في هذا البلد ولم يبقى لنا في سلم الحاجيات والرغبات إلا وأن نشبع حاجة تحقيق الذات حسب سلم ماسلو للحاجات .
حسن عصفور أداري ومهتم في شؤون أدارة المجتمع المدني في قبرص 12\12\2009 |