عين غزال قرية فلسطينية لا يمحوها الاحتلال مهما طال الزمان

بواسطة قراءة 14886
عين غزال قرية فلسطينية لا يمحوها الاحتلال مهما طال الزمان
عين غزال قرية فلسطينية لا يمحوها الاحتلال مهما طال الزمان

بسم الله الرحمن الرحيم

والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد الأنام والمرسلين موقع قرية عين غزال، ومن هي قرية عين غزال… عين غزال قرية فلسطينية من قرى حيفا.

كانت غزالة تسرح، وظبية تهيم بين الأودية وتتجول فوق قمم الجبال، حرة طليقة لا قيدها القيود في رجليها، ولا سلاسل في يديها… تطأ الحصى بمناسمها وتستنشق الهواء العليل… إذا شاءت نامت وإذا شاءت قامت.. بات أهلها في نعيم وصحوا وكأن شرابهم من تسنيم… لا يحملون في قلوبهم حقدا، ولا يضمرون لإنسان كيدا…. الله خلقهم فأحسن رعايتهم، وكلأهم فأحسن معيشتهم.

استمر هذا الحال إلى أن تبدت أطماع الصهاينة اليهود بفلسطين، وأخذوا يعدون العدة للاستيلاء عليها فهب أهل فلسطين للدفاع عنها، بما فيهم أهل قرية عين غزال الصغيرة، فقاومت أشد مقاومة، واستبسلت أروع استبسال، فصمدت صمود الأبطال، ولم يستطع الصهاينة الاستيلاء عليها رغم تكرر الهجمات وتعدد الحملات، فعودوا إلى قصفها من البر والبحر والجو رغم قلة عدد المدافعين عنها وشح عتادهم فدمرت القرية وهجر أهلها وكان هذا في 27 تموز عام 1948 من اختار موقع قرية عين غزال الجغرافي لا شك أنه ذواقة بعيد النظر واسع الخيال فالبلدة غاية في جمال الموقع، بل آية في الجمال…. تقع على ربوة مشرفة تحف بها السهول من بين يديها والجبال من وراء ظهرها وعلى مد بصرها يتراءى البحر الأبيض المتوسط. والسهل الساحلي الذي تجثم قبالته عين غزال مشهود له بالخصب والثراء تقع قرية عين غزال على السفح الغربي لجبال الكرمل وتطل على البحر الأبيض المتوسط وذلك جنوب حيفا بحوالي 23كم. ويضم قضاء حيفا حوالي 52 قرية وتجمع سكاني كلها دمرت على أيدي اليهود ولم يبق منها سوى ثمان تبلغ مساحة أراضي عين غزال 80 ألف دونم.

واليك ترتيب أسماء أراضي عين غزال من الشمال إلى الجنوب تقع عين غزال على الساحل الشرقي للبحر الأبيض المتوسط، ومناخ شرقي البحر الأبيض عامة معتدل ونموذجي، ويمتد فيه فصلا الخريف والشتاء من أوائل أيلول حتى نهاية آذار. أما الربيع والصيف فتمتد من بداية نيسان حتى نهاية أب، وعادة يبدأ هطول الأمطار من نهاية أيلول ويستمر حتى بداية شهر نيسان. وتكون ذروة الأمطار في كانون الأول وكانون الثاني وشباط، حيث تشكل أمطارها ما يقارب %70 من مجموع الأمطار السنوية. أما عدد الأيام الماطرة خلال العام فتكون ما بين 45-65 يوما قد تزيد في بعض السنوات أو تنقص ولا يوجد هطول للثلوج في منطقة عين غزال، غير أن البرد ربما يتساقط في بعض أيام السنة أما الحرارة صيفا فيكون معدلها ما بين 25-35 مئوية.

عدد سكان عين غزال 1948 3000ـ4000 وكان عدد المنازل عام 1931 يبلغ 247 منزلا وأكثرهم حاليا موجودون في الأردن وسوريا والعراق البلدات المجاورة لقرية عين غزال:

1- الطيرة وهي من اكبر قرى قضاء حيفا تعدادا للسكان، وتقع شمال عين غزال وجنوب حيفا بحوالي 5 كم.

2- عتليت وتقع شمال عين غزال بحوالي 7 كم وهى مشهورة بحصونها.

3- عسقيا ودالية الكرمل وعين حوض والمزار، وتقع هذه القرى شمال وشمال شرق عين غزال.

4- اجزم وجبع وتقعان إلى الشمال والشمال الشرقي من عين غزال وعلى مقربة منها وقد شكلتا مع قرية عين غزال مثلث الصمود الشمالي أثناء معارك عام 1948.

5- أم الزينات والريحانية ودالية الروحا وخبيزة والسنديانة وعارة وعرعرة وصبارين وأم الشوف وتقع هذه القرى إلى الشرق والجنوب الشرقي من عين غزال.

6- السوامر وهي جزء من عين غزال وتقع إلى الجنوب الغربي منها.

7- الفريديس وتقع جنوب عين غزال وعلى بعد 8 كم منها.

8- الطنطورة وتقع جنوب عين غزال على بعد حوالي 10 كم. وقد ارتكب فيها الصهاينة
مجزرة مروعة عام 1948.

المستعمرات المجاورة لقرية عين غزال:

1-    مستعمرة بتاح تكفا، أقامها الصهاينة عام 1881على أراضي قرية ملبس.

2-    مستعمرة الخضيرة، أقيمت عام 1890 على أراضي قرية الخضيرة العربية.

3-    مستعمرة بردس حنا أقيمت عام 1903 قرب الخضيرة.

4-    مستعمرة بنيا مينا أقيمت على قرية الشونة العربية.

5-    مستعمرة زخرون يعقوب (زمارين) إلى الجنوب من عين غزال أقيمت عام 1882.

6-    مستعمرة الشفيا أقيمت على قرية الشفيا العربية عام 1889.

7-    مستعمرة أم الجمال، وتقع شرق الشفيا.

8-    مستعمرة أم الجمال، على بعد 8.5 كم شرق الشفيا.

9-    مستعمرة عتليت، أقيمت عام 1904 وقد أقيمت مستعمرة عين ايالا ومستعمرة عوفر على أراضي قرية عين غزال وذلك بعد النكبة عام 1948 وكبرت والتحقت بها عائلات كثيرة حتى استطاعت أن تقاوم اليهود تلك المقاومة الشرسة.

أسماء العائلات التي كانت تقطن عين غزال:

العيوش، العثامنة، المناصر،الرحمانة، الزياتنة، ال غليون، وال سيلان، وال يعقوب، وال القاروط، وال أبو شريف، وال الطنيب، وال عقاب، والبربراوي، وعائلة حسين عبد الهادي، وال فيصل، وال الطبوخي، وال السيتان، وأبو عمارة، وعائلات أخرى ونعتذر من العائلات التي لم تذكر.

قدمت عين غزال أكثر من 33 شهيد منهم محمد قاسم أبو قاسم سليم الصعبي سعيد عبد السلام عثمان جابر زوجة عثمان الجابر وابنه وابنته جميل أبو أردانة أحمد الشعبان وزوجته وأبنه صبحي سعيد الأنيس عبد الله أبو محمود، والكثير من الأسماء عذرا لعدم ذكرهم.

استمرت الحرب ثلاثة أشهر بعد سقوط حيفا ولم ينجد القرية أحد من الناس اللهم إلا فئة قليلة قدمت من منطقة ناباس على الرغم من أن الجيش العراقي كان معسكرا في عارة وعرعرة قرب عين غزال غير أنهم لم يحركوا ساكنا فشن اليهود هجومهم على عين غزال بعملية عسكرية سميت عملية شوطير أي عملية الشرطي وذلك في الفترة الواقعة ما بين 24-25 تموز عام 1948.

وكلف اللواء الكسندروني بتنفيذها مع بعض السرايا التابعة للوائين جولاني وكرمللي. أما القوة العربية فقد تألفت من 800 من المتطوعين المحليين والمسلحين بالبنادق، في المرحلة الأولى تم شل العملية الاسرائيلية بكمين عربي أدى إلى إصابة الكثيرين من أفراد اللواء جولاني. كما لم تستطع الوحدة العسكرية التابعة للواء كرمللي من تحقيق الهدف الموكول إليها بسبب الحواجز الكثيرة والنيران التي واجه بها الجانب العربي القوات المتقدمة. وفي يوم 25 تموز عام 1948 ازداد القصف البري والبحري والجوي على القرية والمسلحين فاضطر المقاومون إلى الانسحاب. ولم يدخل اليهود القرية إلا بعد أربعة أيام من انسحاب المجاهدين منها. عبر عارة وعرعرة ومنها إلى جنين عين غزال بلدة مدمرة حاليا، عمد الصهاينة على إزالة حتى ركام بيوتها كاد التاريخ أن ينساها ويغمرها لكنها ستظل حاضرة في ضمائر أهلها….مهما طال البعاد ومهنا طالت الغربة والهدف من كتابة المقال هو أن تبقى القرية حاضرة في أذهان أهلها، وتعريف من ولد من أهلها في المهجر بها…. ومن أهداف هذا المقال التأكيد على أن أهل هذه القرية لا يقبلون بدلا عن العودة إليها مهما طال البعاد وغلت التضحيات... كما سنهتم نحن وبقية الأخوة الكتاب بباقي القرى المدمرة وسيدافع من أجل حق عودة اللاجئين إلى مدنهم وقراهم.

كتبت المقالة من خلال مصادر للعلم خاطرة تطوف النجوم وتسقط كالتراب لتنشر حبا يفوق الخيال وتشرق الشمس بنورها حلكة الظلام فتمزقها عنوة دون استئذان وتنثر بعنانها لتبث الاطمئنان في قلوب البشر تتهاوى الآهات في قلب ذاك الإنسان الذي لا تخترق ظلماته إلا لهيب الشوق والحرمان بعيدا عن أهله ووطنه.. لسعتني عقارب الوقت تسارقني الأحزان..  أيام مضت والشمس لا تشرق إلا لتبعث في عيني ضوء النهار.. كأن الغربة تأسرني في أعماق اللهيب وأجعل من سنيني رماداً ليوم حزين وصوت الزمان يسرقني إلى البعيد.

دقات قلبي أوقفت الزمن للحظة عندما سمعت اسم بلادي وعين غزال عبر الأثير ورغم المسافات والكثبان..  نظرت بين عينيها لاح في تفكيري صفو الأيام الجميلة أيام الصبا حين كان الحب جارفاً ومضى الوقت كشهاب في السماء ودموع الفراق تلاحقني تؤلمني..  أخذتني غربتي وتفرقنا وذبنا في بقايا الزمن.. سأحن إلى وطني وقريتي وأعدها بالمجيء رغم الظروف سأنادي بآهاتي بقلبي الحزين.. رغم الصعاب رغم المسافات رغم الآهات سأضع صورتك يا قريتي بروازاً في قلبي سأعيش حبك حتى الفناء سأروي بستاني المقفر من دموع الفراق واستنبت أزهاري رغم العناء فلا أريد عطراً ولا أريد حباً ولكني أريد قلباً ينبض بالحياة فلا حياة ولا وجود ولا اطمئنان إلا بحديقة عمرنا يرويها الزمان مسقط أجدادي وذكريات صباي قريتي الحبيبة.. عين غزال فليس لوردي عطراً وليس لأيامي شمساً....  إلا تنهيدات حزين مغترب عن أهله وبلده...

3/7/2009

بقلم الزيداني

 

 

"حقوق النشر محفوظة لموقع "فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"