فهل هذه الملابس تقدم بالفعل أنموذجًا للمرأة
الفلسطينية؟!، بالتأكيد ليس الأمر كذلك، فالعام كله يعرف الفلسطينية أنها الأم
التي تدفع ابنها نحو الشهادة، وربة البيت التي تصبر على هدم منزلها، والزوجة التي
تجهز لزوجها بندقيته ليقاوم المحتل، وفي نهاية المطاف بلسم كل جراحها أن ذلك
"في سبيل الله" و"كله فداء فلسطين" .
المعلقون "الفيسبوكيون" على هذا الخبر
تمنوا لو أن الاهتمام تركز على القدس التي تهود على بعد كيلومترات قليلة من مدينة
رام الله، ولو أن الفعالية كانت لنصرة الأسرى الذي يعانون في سجون مشيدة على الأرض
المحتلة نفسها، وأكثرهم رأوا أن هذا العرض وما يشابهه من عروض إنما هو وصمة عار
على جبين القائمين عليه، وإساءة للشعب الفلسطيني، قائلين: "إنهم سيذهبون إلى
مزبلة التاريخ، ويبقى الشعب الفلسطيني التقي والشريف بالفطرة".
ومن بين التعليقات: "ثقافة العري هذه ليست
ثقافتنا، عافى الله منها الأمة الإسلامية"، و"يجب على شعبنا أن يعمل على
طرد هؤلاء من حياة هذا الشعب الأبي"، و"نحن نريد لبناتنا ونسائنا لباس
أمنا عائشة رضي الله عنها وجميع الصحابيات الطاهرات العفيفات؛ فأعراضنا أغلى من
أرواحنا" .
الكاتب الفلسطيني إبراهيم حمامي كتب على صفحته
على (فيس بوك): "الاقتصاد الفلسطيني دعم فلسطين تارة بـ(أرب آيدول)، وتارة
بعروض الأزياء، ولا ننسى أكبر صحن مسخن وأكبر صينية كنافة، وكذلك مهرجان "البيرة"
(الخمور)، وحفلات (بونب أم)، هذه الصورة الحضارية التي يتحدثون عنها، والهدف
"تدجين" الشعب وإلهائه وضرب منظومته الأخلاقية" .
وتساءل المعلقون: "هل هذه هي الحضارة التي
يسعى إليها بعضٌ؟!، وهل تقوم هذه الحضارة على أن تكون المرأة سلعة؟!"، وبعضهم
قال: "فهل نستعيد الأرض أم العرض؟!، إنها وسائل النصر واستعادة العرض، آه
عفوًا (الأرض)" .
مستخدمو (فيس بوك) سخّروا تصميم الرسوم في
التعبير عن لباس المرأة الفلسطينية الذي يرونه مناسبًا ويتماشى مع الالتزام الذي
يتميز به المجتمع، ومع العادات والتقاليد، التصميم الأكثر انتشارًا كان لخريطة
فلسطين مغطاة بالتطريز الفلاحي الفلسطيني، ويعلوها الكوفية الفلسطينية على هيئة
حجاب، لتبدو الخريطة بذلك سيدة محجبة بشكل يليق بالمرأة الفلسطينية.
الاستياء لم يتوقف عند حدود التعليق على الأخبار
والمنشورات المتعلقة بخبر أسبوع الأزياء، وإنما ظهر غضب المعلقين أيضًا في ردودهم
على بعض صور الاشتباكات مع جنود الاحتلال في الضفة، مطالبين السلطة بالالتفات إلى
ما يهم الشعب الفلسطيني، وما يعبر عنه، وحمايته من الاحتلال بدل التوجه نحو عقد
فعاليات من هذا النوع .
وزارة الأوقاف في حكومة رام الله كان لها كلمة في
هذا الشأن، موقفها أثار استغراب مستخدمي (فيس بوك)؛ لأنه "جاء على غير
العادة"، إذ استنكرت الوزارة عقد هذا العرض، معلقون آخرون انتقدوا تأخر
موقفها؛ فقد كان من الأولى _في رأيهم_ أن تتدخل لمنعه قبل إتمامه .
إلى الوراء قليلًا عاد مستخدمو (فيس بوك)
واستخرجوًا من الذاكرة بعضًا من الحالات المشابهة، مستعينين بأرشيف الأخبار ومقاطع
الأخبار التي يزخر بها (الإنترنت)، مما استذكروه "أكبر صينية مفتول"،
و"أكبر صينية كنافة"، إضافة إلى مقطع (فيديو) يظهر فيه جبريل الرجوب متحدثًا
في برنامج على إحدى القنوات "الإسرائيلية"، يبدي فيه وجهة نظره المتلخصة
في أن يرى العالم الفتاة الفلسطينية ترتدي (الشورت) وتلعب الرياضة أفضل من أن
يراها محتجبة .
المصدر : فلسطين أون لاين
3/5/2013