انعكاسات وتداعيات صفقة تبادل الأسرى على طرفي الصراع - كمال نصار

بواسطة قراءة 2024
انعكاسات وتداعيات صفقة تبادل الأسرى على طرفي الصراع - كمال نصار
انعكاسات وتداعيات صفقة تبادل الأسرى على طرفي الصراع - كمال نصار

 في تقديري ستكون لهذه الصفقة انعكاسات ايجابية رائعة على الطرف الفلسطيني أهمها الوحدة الوطنية وعودة الأمل بتحقيق النصر على العدو الصهيوني .

وستكون هذه الصفقة هي الخط الفاصل مابين صعود وانحدار العدو الصهيوني بمعنى وصل العدو في صعوده إلى القمة وبدأ الآن بالانحدار منها وبتقديري ستشكل هذه الصفقة بداية النهاية بإذن الله للعدو الصهيوني ودولته المسخ (إسرائيل) .

خاصة بعد أن تخلى الصهاينة عن مفاهيم كانوا يعتبروها حتى وقت قريب  خطوط حمراء لا يمكن التنازل عنها ، بمعنى أخر ستكون تداعيات هذه الصفقة على العدو لها ما بعدها من تداعيات .

ابتهج شعبنا الفلسطيني في الوطن وفي الشتات بتحرير أسرانا البواسل فكانت الفرحة بادية على محيا (جبين) كل فلسطيني خاصة ذوي الأسرى فكان يوماً مفعماً بالفرح والابتهاج فألف ألف مبروك للأسرى وذويهم بمناسبة الإفراج عنهم .

وتحية عطرة ممزوجة بكل أنواع الفخر بهؤلاء الرجال الذين ضحوا بأنفسهم من أجل أن تظل راية الوطن عالية خفاقة وألف تحية للرجال الرجال الذين تفاوضوا عن الجانب الفلسطيني .

كان اليوم فرحة فلسطينية خالصة الكل فرح وسعيد وكان من أهم انعكاسات هذا الفرح هو زهو الإنسان الفلسطيني بنفسه وعودة الأمل من جديد لشعبنا بإمكانية تحقيق النصر على العدو من خلال القوة والصمود ووسائل المقاومة الأخرى .

وقد تأكد للقاصي والداني أن المفاوضات تحتاج لعناصر قوة تؤازرها وهذا ما أكدته   هذه الصفقة وأن عدونا لا يفهم سوى لغة القوة والقوة فقط .

وبأن القوي يفرض شروطه على الجميع وهذا ما حصل في صفقة تبادل الأسرى بحيث استطاع المفاوض الفلسطيني من فرض إرادته على العدو وبالفعل حقق المفاوض الفلسطيني أقصى ما هو ممكن له تحقيقه .

واضطر العدو الصهيوني المتغطرس من الرضوخ لمطالب الفلسطينيين في نقطتين في غاية الأهمية :

1. أجبر الفلسطينيون العدو الصهيوني على التنازل عن مقولته السابقة بأنه لا يمكن أطلاق سراح من تلطخت أيديهم بالدم اليهودي ونراه في هذه الصفقة يرضخ لإطلاق سراح أكثر من مائتي أسير فلسطيني كان يتهمهم بأن أياديهم ملطخة بالدم اليهودي .

وبهذا أسقطت المقاومة أول خط أحمر صهيوني وهذا له تداعيات رهيبة على العدو وانعكاسات ايجابية على المقاومين الفلسطينيين بحيث يكون لدى المقاتل الفلسطيني أمل كبير في إطلاق سراحه هذا فيما لو وقع في الأسر وهذا يقوي من عزيمته وعزيمة كل المقاومين .

وأعتقد بأن (إسرائيل) حفرت قبرها بيدها بتنازلها عن موقفها القديم .

2. أجبر الفلسطينيون الكيان الصهيوني على الاعتراف بهم ككتلة وطنية وجغرافية واحدة من خلال إصرار الفلسطينيون أن تشمل صفقة أطلاق سراح الأسرى كل مناطق فلسطين ( قطاع غزة ، الضفة الغربية ، القدس ، أراضي ما يسمى بالخط الأخضر) باعتبار فلسطين في نظر المفاوض الفلسطيني ( كل لا يتجزأ) وبهذا أسقط الفلسطينيون التسميات والتقسيمات ( الإسرائيلية) بأن فلسطينيي القدس وفلسطينيي ما قبل عام 1948غير مشمولين بالصفقة بحكم أن سكان هذه المناطق هم ضمن دولة (إسرائيل) إلا أن المفاوض الفلسطيني أسقط هذا المفهوم الصهيوني الخبيث في تقسيم الشعب والأرض الفلسطينية وبهذا استطاع أبطالنا من فرض إرادتهم وكسر مفاهيم العدو البالية التي طالما حاول ترسيخها في أذهان الكثيرين ، وفرضها بالقوة على الآخرين .

فألف تحية ومليون تقدير للرجال الأبطال الذين استشهدوا بإذن الله في عملية خطف الجندي الإسرائيلي .

وكل التقدير للرجال الذين احتفظوا بالأسير طوال خمسة سنوات واعتقد كانت مهمتهم عسيرة بل هي الأصعب والأخطر إذا ما علمنا بأن طائرات التجسس الصهيوني موجودة في سماء غزة على مدار الساعة إضافة لكم كبير من أجهزة المخابرات العالمية التي وظفت نفسها من أجل الحصول ولو لمعلومة بسيطة تؤدي إلى معرفة مكان الجندي الصهيوني .

حاصروا غزة وصمدت غزة شنوا أبشع هجوم وحشي في التاريخ المعاصر عليها مستخدمين كل وسائل القتل والتدمير في حرب الصهاينة على غزة عام 2008 وصمدت غزة وصمد أهلها والأهم ظل أسيرهم بحوزتهم .

حاول الصهاينة بكل الوسائل اختراق الصفوف داخل غزة من خلال سيطرتهم وهيمنتهم المطلقة على وسائل الاتصالات والهدف هو الحصول على معلومة بسيطة عن الجندي المأسور جلعاد شاليط إلا أن جميع محاولاتهم باءت بالفشل الذريع أمام صمود شعبنا الفلسطيني في غزة .

تحية خاصة لرجال فلسطين الأبطال الذين حاولوا التمويه على العدو بخطوات كانت في قمة الذكاء والمهارة كي لا يعرف عدوهم مكان الجندي الأسير .

صدقوني إذا قلت لكم وبدون مبالغة بأن عدونا كان يعرف كم (طاوة وكم طنجرة في مطبخ فلان أو فلان من الناس من أبناء غزة) إلا أنهم عجزوا عن معرفة مكان جنديهم المأسور فألف تحية لهؤلاء الرجال الذين استطاعوا الاحتفاظ بمكان وجود الجندي الأسير مدة خمس سنوات كاملة هذا إذا علمنا بأن مساحة قطاع غزة تساوي 360 كم متربع أي أصغر من مساحة مدينة بغداد .

هذا إنجاز له ما بعده من انجازات على الصعيد الفلسطيني وله تداعيات لها ما بعدها على العدو الصهيوني .

كانت صفقة تبادل الأسرى إنجاز وطني رائع تجسد في أطلاق سراح أسرى من كل فصائل وشرائح المجتمع الفلسطيني ومن كل مناطق فلسطين لهذا ركز المفاوض الفلسطيني على وحدة التاريخ والجغرافيا الفلسطينية .

وهذا السلوك الرائع له انعكاسات ايجابية منها العمل على وحدة الصف الفلسطيني وانجاز المصالحة الوطنية الفلسطينية التي طال انتظارها وعلينا أن لا ننسي بأن الأسرى الفلسطينيين من كافة الفصائل هم أصحاب وثيقة المصالحة الوطنية لأنهم كانوا الأكثر معاناة وبهذا منطقيا أن يكونوا الأكثر حرصاً على وحدة الصف الفلسطيني (الوحدة الوطنية الفلسطينية) .

الرحمة إن شاء الله لشهدائنا بإذن الله الأبطال الأكرم منا جميعاً .

تحية تقدير لأسرانا البواسل الذين لا زالوا يرزحون  في الأسر وراء القضبان يحذونا الأمل بتحريرهم إن شاء الله كما تحرر إخوانهم الذين سبقوهم .

وألف مبروك لأسرانا المفرج عنهم ولذويهم .

مع كل الحب والتقدير لشعبنا الفلسطيني الصامد في وجه الحصار الصهيوني في قطاع غزة الذي أسقط كثير من المفاهيم التي طالما تشدق بها العدو الصهيونيوتحية احترام تقدير لكل أبناء فلسطين في الوطن وفي الشتات هذا الشعب الصامد الصابر في وجه كل أنواع البلاء من القريب قبل البعيد ومن الصديق قبل العدو .

 

بقلم / كمال نصار

18 / 10 / 2011

 

ملاحظة : مقالي القادم بإذن الله هو عن الدروس والعبر المستفادة من هذه الصفقة (صفقة تبادل الأسرى هذه) .

 

 

المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"