قد نستغرب في بداية الامر كيف لاجهزة امنية تقوم بعمليات سطو وتسليب وهي قادرة على الحصول على اي اموال واشياء ثمينة من غير تلك العملية الخسيسة لكن من يعرف الاجهزة الامنية العراقية في ظل الاحتلال خصوصا انها من طائفة معينة وتتعامل بعنصرية فائقة وظاهرة مع المعتقلين من الفئات الاخرى سنجد الحقائق والجواب واضحا وجليا.
كل من يدخل للمعتقلات التابعة لوزارة الداخلية سواء في التسفيرات وما يسمى مكافحة الارهاب واستخبارات الداخلية وغيرها من المسميات يعلم يقينا ما الذي يحصل من خفايا وخبايا في تلك الاماكن المخفية عن اعين وانظار الناس لكن لا تخفى على رب الناس وقد يتم تسريب بعض الحقائق من حالات التعذيب والامتهان لحقوق الانسان والابتزاز وحالات النصب والتسليب بشتى الطرق حتى يصبح ذوو المعتقل بين نار معتقلهم ومصيره المجهول ونار المبالغ الباهظة التي لابد منها وكما يقال ( الغرقان يمسك بقشة ) وهذا ما يحصل في الغالب.
كلنا عاش ولن ينسى ما حصل عام 2005 عندما اقتحمت قوات لواء الذيب مجمع البلديات واعتقلت اربعة فلسطينيين وتحت التعذيب والاكراه اجبروهم على الادلاء باعترافات واعمال لم يرتكبوها لكن في حينها كان الاحوال والاوضاع بخالف الوضع الحالي فكان لا زال هنالك بقايا من الحيثيات التي تقوي وتعضد وتدافع عن حقوق الفلسطينيين لا سيما بعض وسائل الاعلام واثمرت بعد عدة جهود وتم الافراج عنهم والكل يعرف القصة لكن الآن ونحن ننظر لعمليات الاعتقال التعسفي والتسلط بل ان شئت فقل ( التسليب المنظم ) بذريعة اعترافات او شكاوى او مخبر سري او قائمة اسماء وما شابه من المبررات الجاهزة ولم يحرك احدا ساكنا فهل نحن مع قصة بغداد الجديدة جديدة؟!!!
قبل اكثر من عام فجع مجمع البلديات باعتقال احد الاخوة الذين يعملون بالتجارة ولا زال لحد الآن رهن الاعتقال دون محاكمة ونحن يفترض في دولة تسمى دولة قانون ووصلت مراحل متطورة في حماية حقوق الآخرين بحسب التصريحات الحكومية والكل يعرف ان الاخ المذكور لا غبار عليه ولا اشكال وليس له اي ارتباط او حتى شبهة لكن هل تعلمون ما السبب الذي اذا عرفناه بطل العجب لانه تاجر ومنشغل بتجارته وبعمله ومتفاني فيه فوجدوا فرصة لعملية سطو وتسليب ( وخاوة باللهجة العراقية ) ولم يحال لحد الآن لاي محاكمة وعلى السفير الفلسطيني وجميع اللجان والهيئات والشخصيات الذين طالما لمعوا صورة الحكومة العراقية ودافعوا عنها ان يطالبوا بشكل قوي وحازم ولا يخافوا في الله لومة لائمة بمصير هذا الاخ وبقية المعتقلين ويحالوا للقضاء العادل باشراف فلسطيني او عربي او حتى دولي لاننا لا نثق بالقضاء العراقي اطلاقا.
والعجيب ان الاعتقال كان قبيل رمضان المنصرم ليعاد نفس السيناريو ويتم اعتقال عدد من الفلسطينين وبطبيعة الحال تحت التعذيب والاكراه لا ندري ما هو مصيرهم وعلى اي شيء سيعترفون حيث تم اعتقال الاخ دريد شاهين صاحب معمل الحلويات بعملية تسليب واضحة وكذلك الاخ حمادة حلمي صاحب اسواق البركة وعدد آخر فهل برايكم هذه الاعتقالات جاءت مصادفة او غير مرتبة او لها تنظيم وترتيب مسبق؟!!!
هنالك اعداد اخرى من المعتقلين كالاخ سليم وكركر ومصطفى الحردان واشرف خميس وغيرهم لماذا لحد الآن لم يحالوا الى محاكمتهم ويتم الافراج عن الابرياء منهم واعلان نتائج الآخرين ؟ وهل اصبح الفلسطيني عرضة للاعتقال لاي سبب كان من خلال المخبر السري او خلاف بالراي او عدم الرضى عن موقف ما ؟
انا ارى ان عملية الاعتقال بهذه الطريقة لاشخاص معروفين ببعدهم عن الشبهات لا معنى له الا انها عملية تسليب منظم وابتزاز لذويهم بشتى الطرق وكذلك اضعاف الجانب المادي لكل من تسول له نفسه الرزق الحلال او الطموح في بلد القانون وعراق ما بعد 2003 .
والسؤال هنا اين دور تلك الشخصيات التي ما فتئت بالدفاع عن دور ومسار وسلوك الاجهزة الامنية والحكومة تجاه الفلسطينيين والتي صورت الوضع في العراق للفلسطينيين بالوردي؟ واين السفارة الفلسطينية التي من المفترض تطالب وبكل قوة وحزم بمصير هؤلاء المعتقلين ؟ واين اللجان المشكلة او القانونيين او حتى من لديه هم في الدفاع عن اهله؟ ام ان الجميع ينتظرون ويتفرجون حتى يصل بهم الحال ( اكلنا كما اكل الثور الابيض ).
ينبغي على كل فلسطيني داخل العراق وخارجه الوقوف تجاه هذه القضية الخطيرة وعدم السكوت والمطالبة بقوة باطلاق سراح جميع المعتقلين او احالتهم للقضاء النزيه بعيدا عن الابتزاز والتعذيب والانتهاكات التي اصبح يعرفها القاصي والداني في المعتقلات العراقية وعدم السكوت عما يحصل وتحريك الراي العام والاعلام والهيئات الحقوقية والاممية ومخاطبة جميع الجهات وعدم الاستهانة بهذا الامر لان كرامة الفلسطيني تابى عليه العيش في ظل تلك الاهانات والانتهاكات المستمرة ولا مجيب.
على الجميع تحمل مسؤولياتهم تجاه اخوانهم المعتقلين لا سيما من يدعون الوجاهة والمسؤولية والحرص على مصالح الناس وعدم الاستهانة بتلك القضية وعدم استصغارها لان عواقبها وخيمة على الجميع اللهم بلغت اللهم فاشهد.
عبد العزيز المحمود
كاتب فلسطيني- بغداد
11-8-2011
المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"