وأوضح أبو ستة في مقابلة عبر الهاتف مع وكالة
"صفا" من الكويت، العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة يأتي استمرارًا لحرب
الإبادة الجماعية التي ترتكبها "إسرائيل" بحق الشعب
والمؤرخ والباحث سلمان أبو ستة مواليد عام ١٩٣٧ في مدينة
بئر السبع ويعد من اكثر الباحثين ارتباطا بقضايا اللاجئين الفلسطينيين وحق العودة.
وكان أبو ستة يعقب لوكالة صفا عن العدوان الإسرائيلي
الذي بدأ في 7 يوليو 2014 على قطاع غزة
في عملية اسماها الاحتلال "الجرف الصامد"، قتل خلالها 1875فلسطينيًا وجرح نحو 10آلاف جلهم من النساء والأطفال والمسنين.
ونبه أبو ستة إلى أن الكيان الإسرائيلي يريد إخفاء جسم
الجريمة التي ارتكبها بحق الشعب الفلسطيني، ولهذا يقوم بعمليات تطهير عرقي بحق
اللاجئين بهدف القضاء عليهم إما جسديًا أو طردهم وتوطينهم في مكان آخر.
ولعل أبرز ما لفت المؤرخ الفلسطيني خلال العدوان
الإسرائيلي على القطاع "فشل احتكار
إسرائيل للميديا فشلًا ذريعًا"، إذ كانت وسائل الاتصال الاجتماعي الغربية
مليئة بصور المجازر الإسرائيلية ومعاناة الشعب الفلسطيني في غزة.
وأبدى أبو ستة إعجابه بقدرة المقاومة وإصرارها على
الصمود في وجه الكيان الإسرائيلي في ظل حصار مشدد من البر والبحر والجو استمر
لثماني سنوات، مؤكدًا أن ذلك لم يكن له مثيل في الماضي.
وعاد المؤرخ الفلسطيني بالذاكرة إلى الخلف، ليشدد على أن
قطاع غزة نفسه هو أول جريمة حرب إسرائيلية، حين طردت العصابات الصهيونية أهالي 247
قرية وشردتهم من جنوب فلسطين، وحشرتهم في قطاع صغير.
وأكد أن النكبة الفلسطينية لا تزال قائمة، ولا يمكن أن
يتم السلام بالوسائل الحربية في ظل مقاومة حاضرة، "ولا يمكن أن تستقر المنطقة
إلا بعودة اللاجئين إلى ديارهم وتحرير فلسطين."
وقال إن العودة إلى فلسطين ليست فريضة شرعية ووطنية
وقانونية فقط بل هي ممكنة بأمر الواقع، إذ أن جغرافيا السكان تفيد بأن 7 مستوطنين
إسرائيليين فقط يقطنون في الكيلو متر الواحد من فلسطين، فيما يقابل ذلك أكثر من 70
ألف في الكيلو متر الواحد بقطاع غزة.
وردًا على سؤال وكالة "صفا" عن إمكانية تقريب
معركة "العصف المأكول" عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم، قال أبو
ستة: "إنه بإمكاننا أن ننتصر ونعود لبلادنا إن شاء الله."
وأشار إلى أن الشعب الفلسطيني قادر على كسب قضيته من
ثلاثة نواحي هي الإعلامية والقانونية والفعلية (المقاومة)، لكنه قال إنه يلزم
الفلسطينيين الاستخدام الجيد للمعركة.
ولفت أبو ستة إلى ضرورة تمثيل كل فرد فلسطيني سواء داخل
فلسطين أو خارجها في مجلس وطني جديد منتخب، يحوز ثقة الشعب كله، معتبرًا أن غياب
مجلس ممثل للشعب موضع ضعف للقضية الفلسطينية والشعب.
المصدر موقع السبيل