الحمد لله رب العالمين والصلاةُ والسلام على إمام المرسلين وخاتم النبيين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .
مهما ذكرنا وحصرنا المآسي والانتهاكات التي تعرض لها الفلسطينيون في العراق لن نقوم إلا بشيء يسير وكما تعلمون المصائب التي حلت بشعبنا الفلسطيني بعد سقوط بغداد بيد الاحتلالين الأمريكي والصفوي الفارسي مليئة بالحقد الطائفي حيث لم يستثنوا أحدا لا شيخا ولا امرأة ولا عجوزا ولا طفلا .
نحن مع قصة مليئة بالأحزان والمآسي إذ لم يترك المجرمون صغيرا ولا كبيرا فقيرا ولا غنيا بل عاثوا في الأرض الفساد ، اليوم نقص عليكم قصة الفقيد غسان غالب أبو زمق رحمه الله أحد ضحايا الغدر الآثم .
الفقيد غسان غالب ابو زمق هو من فلسطينيي العراق ومن مواليد 1964 وتعود أصوله إلى قرية جبع قضاء حيفا شمال فلسطين المحتلة ، وكان يسكن منطقة الزعفرانية في بغداد ، فقد في مثل هذا اليوم قبل ثمانية سنوات في 20/5/2004 في مدينة الفلوجة غرب العراق هو وأحد أصدقائه العراقيين ولم يعلموا أهله وذويه أين لحد الان ولا يعلمون هل هو معتقل أم هو متوفى والله المستعان ، ومن هنا بدأت المأساة لهذه العائلة والتي تحملت هذه العبء الكبير هي زوجته الأخت أم علي سوسن أسعد النيص حفظها الله .
حيث بدأت معاناة زوجته الاخت أم علي هذه الإمرأة الصابرة التي رغم الظروف التي مرت بها ولا زالت تمر بها إلا وهي صابرة على تربية أبنائها الذين فقدوا والدهم وهم أطفال حيث ان لديها ولد مريض مصاب بورم في رأسه وثلاثة بنات ذهبت الأخت سوسن بعد ان بحثت على مأوى يؤويها هي وأطفالها ولا تجد لها مأوى ، هذه الإمرأة وهذه الأم وحدها ولها أبناء وبنات فقدت زوجها في هذه الظروف في العراق تخيلوا ماذا عساها أن تفعل والى أين تلجأ في هذا البلد الذي أصبح أشبه بغابة ليترك لها أعباء كبيرة للمعيشة وتربية الأبناء وعلاج ابنها المريض ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم .
هذه الإمرأة تتنظر الفرج لها ولأطفالها وكان حالها كحال كثير من الأرامل الذين كانوا يعيشون في العراق وينتظرن تأتي لهم دولة أوروبية كي تأخذهم إليها ولعلاج ابنها وبالفعل صبروا ونالوا نصيبهم وذهبوا الى الدنمارك بعد صبر ومأساة ومعيشة صعبة في العراق بعد فقدان رب الأسرة ولكن ماذا نقول لهم إلا أن ندعو الله لهم بالستر والثبات والصبر لها ولجيمع من سافر من نسائنا الأرامل اللواتي سافرن لوحدهن إلى هذه الدول بعد أن غلقت جميع أبواب الدول العربية في وجوهنا وما بقي لنا إلا أن نرضى ونرضخ للأمر الواقع وهو الموافقة للذهاب إلى هذه الدول ولا ننسى حديث النبي عليه الصلاة والسلام : عن جابر رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( اتقوا الظلم ، فإن الظلم ظلمات يوم القيامة ، واتقوا الشح فإن الشح أهلك من كان قبلكم ، حملهم على أن سفكوا دماءهم واستحلوا محارمهم ) رواه مسلم .
نسأل الله أن يتغمده برحمته وأن يجعله في عداد الشهداء وأن يسكنه فسيح جناته وأن يجمع الاخت ام علي مع زوجها في الفردوس الأعلى إن شاء الله انه نعم المولى ونعم النصير والحمد لله رب العالمين .
عزالدين الأسعد
20/5/2012
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"