اذ عادَ مرة أخرى اسم المُلحد
البروتستانتي لارس فيلكس الى التداول في وسائل الإعلام بعد دعوته للمشاركة في اجتماع
معاد للإسلام نظمته في نيويورك منظمة تحمل اسم "أوقفوا أسلمة الشعوب sion". وهو الرسام
السويدي اللاتيفي الذي يرتبط اسمه دائماً برسوم الكاريكاتير ضد النبي محمد صلى
الله عليه وسلم والتي قامت بنشرها له في سنة 2007 م ثلاثة صحف سويدية "داجينز
نيهيتر واكسبريسن وسيد سفيسكا" والمملوكة لعائلة بونير السويدية الألمانية
اليهودية .
وبغض النظر عن التحضيرات الجديدة لهذه
الجهات المعروفة بعداءها للاسلام واهله، يلفت انتباه المرء هذه المرة رسم صورة
لفيلكس في بعض وسائل الإعلام السويدية وكأنه عالِم او بطل قادم من زمن مارتن لوثر
مؤسس المذهب البروتستانتي الصهيوني، اذ تقول عن فيلكس احدى هذه الجهات الإعلامية
الحكومية في يوم الاثنين السادس من نوفمبر تشرين الثاني الحالي : " لارس
فيلكس كإنسان يمتلك ذهنية حيوية، وموهبة واضحة، ولديه مزايا نظرية جميلة ودقيقة،
ولا ينبغي نسيان أنه حاصل على درجة الدكتوراه في العلوم الفنية من جامعة لوند سنة
1987م، وعمل كبروفيسور في أوسلو، وذلك يؤكد خلفيته الثقافية الصلبة التي قد لا
يفكر فيها الإنسان عند النظر اليه على أنه رسام عادي " ، سُبحان الله ، قال الله
عز وجل : { وَلِلَّهِ
الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ الْمُنَافِقِينَ لا
يَعْلَمُونَ }
[سورة المنافقون الآية : 8] . فهل لارس فيلكس بطل أم مُذنب بحسب قانون الصحافة
السويدي ؟ .
عودة سريعة لتاريخ قانون الصحافة السويدي :
ظهرَ أول قانون لحرية الصحافة السويدية في
سنة 1766م، ومن ضمن فصوله لا يُسمح بتوجيه اي انتقاد للملك او الكنيسة. وفي سنة
1810م اصبح قانون حرية الصحافة كقانون اساس مُشرع من البرلمان السويدي، اي لا يجرى
تغييره الا بموافقة البرلمان في ستوكهولم. وللعدل يُسجل هذا انجاز لهم لا عليهم
ولا سيما انهم اول دولة تعترف بحرية الصحافة ضمن حدود معينة لا تخرج عن العادات
والتقاليد الشعبية في تلك الحقبة .
قانون حرية الصحافة الحديث :
في سنة 1949م، سنَ البرلمان السويدي قانون
جديد لحرية الصحافة ضمن خمسة نقاط أساسية جاري العمل فيها ليومنا هذا ، وهي :
"حرية إنشاء صُحف ووسائل إعلام باستثناء الراديو والتلفزيون و"السينما"
الخاضعين لموافقة الحكومة ، حظر الرقابة ، حماية الاشخاص والأسماء المجهولة ،
المبدأ العام في الحصول على بعض من الوثائق والمعلومات السرية المسموح نشرها، وجرائم
حرية الصحافة ، وما يهمنا في موضوع فيلكس النقطة الأخيرة تحديداً .
اذ يرد في الفصل السابع لجرائم حرية
الصحافة tryckfrihetsbrott
ثمانية عشر نقطة في حال ارتكبت مخالفة في واحدة منها فانها تُعد جريمة منصوص عليها
في القانون السويدي ، ويترتب عليها مقاضاة الصحيفة والجهات المسؤولة عن ذلك .
ويُمكن تلخيص هذه النقاط الثمانية عشر على النحو التالي : " الخيانة ، الحرب
التحريضية ، التجسس ، التعامل مع المعلومات السرية غير المصرح التعامل معها ،
اهمال المعلومات السرية ، التمرد ، خيانة البلد ، اهمال الدول الخبيثة ، التعامل مع
الشائعات التي تهدد الامن الوطني ، التحريض ، التحريض على الكراهية العنصرية ،
انتهاك الحرية المدنية ، تصوير العنف غير المشروع ، القذف ، الاهانة ، الاعتداء ،
التهديد ، إساءة استعمال الاجراءات القضائية ". مع التنويه ان هذه الجرائم
الثمانية عشر الواردة في قانون حرية الصحافة السويدية يُدرج ضمنها ايضاً "
جرائم سرقة المعلومات كجوليان اسانج مؤسس موقع ويكيليكس ومطالبة الحكومة السويدية
بمحاكمته على ضوءها وجرائم التحريض ضد المجموعات الدينية والعرقية والتي لم تطالب
الحكومة السويدية على ضوءها بمحاكمة فيلكس " .
قوانين منظمات الصحافة السويدية :
هُناك ستة قوانين أخرى تحدد أخلاق
الصحافة، وهي " اعطاء أخبار صحيحة ، تصحيح الأخطاء ، عدم الإساءة للأشخاص ،
عدم التلاعب بالصور ، سماع الطرفين ، والحذر مع نشر الأسماء " ، وما يهمنا في
موضوع فيلكس هو إساءته لشخص النبي محمد بن عبدالله بن عبد المطلب صلى الله عليه
وسلم ولأمة باكملها ، وعادة حينما ترتكب أي صحيفة خرق في واحد من القوانين الستة
يُمكن لاي شخص أو جهة الاتصال بأمين مظالم الصحافةPressombudsmannen ( http://www.po.se/ ) والذي بدوره يرفع تقريره الى
مجلس الصحافة pressens
opinionsnamnd لرفع دعوة قضائية ضد الصحيفة .
واخيراً، نترك ايضاً الحُكم للقارئ العربي
والمُسلم ليحكم بحسب القانون السويدي فيما لو كانَ فيلكس والصحف اليهودية
البرجوازية الثلاثة مُذنبين ام لا ؟ والحمد لله على كل حال .
قانون جرائم الصحافة السويدية باللغة
السويدية :
http://sv.wikipedia.org/wiki/Tryckfrihetsbrott
إيهاب
سليم
6/11/2012
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو
العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"