المفوضية العليا للاجئين، والتي مقرها جنيف – سويسرا، ومن خلال رئيسها السيد Antônio Guterres الذي ادلى بتصريح قال فيه:
يمكن ان تكون البرازيل طرفا في النزاع بين الفصائل الفلسطينية. حيث في الايام الاخيرة، تسعة لاجئين فلسطينين معتصمين امام مقر المفوضية السامية لشؤون اللاجئين (Acnur) في برازيليا ، تقدموا بطلب نقلهم إلى دولة أخرى. حيث يعتقد أن المشكلة ليست إنسانية. ويضيف "كل شيء يشير إلى أن ثمة تلاعب سياسي للحالة، حيث المفوضية تحقق بالموضوع. صحيفة Correio do povo تاريخ 25/06/2008 .
بالحقيقة لا اعرف من أين حصل السيد Antonio Guterres على هذه المعلومات، فالفصائل الفلسطينية موجودة، ولكن ليس بالبرازيل، وإنما بفلسطين، وتناضل هناك من اجل إزالة الاحتلال الصهيوني الغاصب على الأرض الفلسطينية، ففي البرازيل يوجد مؤسسات فلسطينية وفيدرالية تجمعها وتجمع الجالية وتوحدها، والجالية الفلسطينية هي جزء من المجتمع الفلسطيني الذي لديه آراء وأفكار عديدة كباقي مجتمعات العالم .
المفوضية العلية للاجئين Acnurبالبرازيل قامت من خلال وفدها بزيارة إلى كافة تجمعات اللاجئين بالمدن الستة واستمعت إلى مطالبهم، ومن المفترض أن السيد Antonio Guterres أن يطلع على تقرير الجولة للسيد Javeir ممثل المفوضية بالبرازيل، ليعرف الأسباب التي دعت السيدة رشيدة قاسم العجوز التي تجاوزت ال 76 عاما من العمر عندما طالبت وفد المفوضية بالعمل على إعادتها إلى مخيم الوليد، ليعرف سيادته حقيقة هذا الطلب، أم أن هناك فصائل فلسطينية أو أفراد تحرضها على الخروج من البرازيل.
المفوضية العليا للاجئين تحاول التنصل من مسؤولياتها اتجاه اللاجئين الفلسطينيين، من خلال تحميل المسؤولية إلى أطراف أخرى، وإلا ماذا يعني رفع المساعدات المالية مباشرة بعد الاعتصام؟ هل صحيح كما قال السيد Javeir للاجئين الفلسطينيين بمدينة Mogi Das Cruzes أن مطالبكم الأخرى مرهونة بإمكانية رفع قيمة المبالغ التي تقدمها الحكومة العراقية بهذا الشأن!!!!!!!!!! كذلك عندما أوعد السيد Javeir اللاجئ الفلسطيني حسام والمقيم بمدينة Mogi das Cruzes بأنه سيعمل على إحضار ابنه المريض وأمه الضريرة من قطاع غزة إلى البرازيل خلال عشرة أيام، حيث لم يفي بوعده مما اضطر حسام وزوجته الحامل وابنته الصغيرة من التوجه إلى برازيليا لينضموا للمجموعة المعتصمة، وأنا شخصيا تحدثت مع بعض المسؤولين بالمفوضية بالبرازيل وأرسلت لهم ثماني أسئلة حول موضوعة اللاجئين للإجابة عليها وللأسف لم استلم ردا حتى الآن، فالمفوضية توعد وتوعد وتوعد، واللاجئين يعرفوا ذلك، ولا تفي بوعودها، فكان من الأفضل للسيد Antonio Guterres أن يبقى ساكتا، وان لا يحمل هذه الأزمة إلى أطراف فلسطينية أو فصائل فلسطينية أو خلافات سياسية فلسطينية، فالشعب الفلسطيني بكافة آرائه واتجاهاته وفصائله غير مختلف على حق العودة للشعب الفلسطيني كاملة إلى أرضه ووطنه ودياره التي شرد منها، مع حق التعويض، وتحميل العالم والأمم المتحدة مسؤولية هذه المعاناة. نقل هذه المجموعة إلى البرازيل وأخرى إلى تشيلي، ما هي إلا جزءا من مخطط يهدف بالأساس إلى تصفية حق العودة للإنسان الفلسطيني إلى أرضه ووطنه، فالانصهار بمجتمعات دول أمريكا اللاتينية هو انصهار سهل، بعد سنوات قليلة لن يكون هناك من يطالب بحق العودة أو بانتظار كرت المؤن أو المساعدات الإنسانية، فمن المفترض على السيد Antonio Guterres أن يطالب دول العالم والأمم والمتحدة من اجل ممارسة ضغوطاتها على حكومة إسرائيل، لتسهيل عودة اللاجئين إلى وطنهم وديارهم وأرضهم التي طردوا منها بقوة السلاح، فلاجئي كولومبيا وانغولا، لن تدوم إقامتهم لأنهم يعودوا إلى دولهم خلال عام أو عامين، أما اللاجئ الفلسطيني بالبرازيل وتشيلي متى سيعود يا سيد Antonio Guterres؟ هل ستمارس دورك وستضغط على الأمم المتحدة والحكومة التي استولت على بيوتهم ليعودوا لان المفوضية ستتوقف عن مساعدتهم بعد فترة من الزمن؟ بالتأكيد هذا لن تعمله. إسرائيل تمارس التطهير العرقي ضد الشعب الفلسطيني، وهذه الممارسات هي بالأساس تأتي لمواقف النازية والفاشية التي أوجدتها أوروبا، وهي امتدادا بالأصل إلى ممارسات التطهير العرقي التي مارسها مكتشفو أمريكا اللاتينية ضد الهنود الحمر، والذين احضروا السود من أفريقيا كعبيد وسلع للبيع والشراء، فما يجري اليوم هو مشابه ولكن بطريقة أخرى، تطهير عرقي ولكن بطريقة إنسانية ورحمة وشفقة، فمن يقصف بالعراق ويقتل ويدمر هي قوات أمريكية وبريطانيا ومشاركة وتأييد دول أوروبية أخرى، لماذا لم تشارك أوروبا ومنها دولة البرتغال التي تدافع عن حقوق الإنسان والحريات بإرسال قواتها لتدافع عن الإنسان العراقي والفلسطيني الذي يموت بدون سبب، بالتأكيد هذا الجانب السيد Antonio Guterres لم يفكر به. بتصريحاته هذه يحاول السيد Antonio Guterres أن يسيء إلى الجالية الفلسطينية وعلاقاتها مع الشعب البرازيلي، فالحكومة البرازيلية تعرف جيدا الجالية الفلسطينية بالبرازيل، ولديها جهاز مخابرات عنده من الإمكانيات التي لا يتوقعها، فالبرازيل وحكومتها ليست بحاجة إلى السيد Antonio Guterres ليعرفها على الجالية الفلسطينية، فالعلاقات الوطيدة والمتينة التي تربط الشعبين البرازيلي والفلسطيني، جاءت من رحم المعاناة التي يعاني منها الشعب الفلسطيني، ومن واقع التواجد الفلسطيني الذي احتضنه الشعب البرازيلي وآخاه، فقد كانت البرازيل بحكومتها وشعبها وقواها السياسية والاجتماعية دائما تعبر عن شعور الصداقة والتضامن مع الشعب الفلسطيني، وتعلن وقوفهم إلى جانب النضال الفلسطيني وحقوقه الغير قابلة للتصرف، فشكل لجان التضامن، وأقام النشاطات التضامنية، وأدان جرائم الكيان الصهيوني ومجازره التي ارتكبت بحق شعبنا ، وكان الشعب البرازيلي وقواه المحبة للسلام بكل مناسبة يحس ويشعر بمعاناة الشعب الفلسطيني، ويقف إلى جانبه ويمد يد العون والمساعدة له، بالتأكيد لن ينسى شعبنا وقوف القوى البرازيلية وحركاتها التضامنية مع نضال الشعب الفلسطيني، فهو من قدم 2 طن من الأدوية إلى جرحى ومرضى الشعب الفلسطيني قبل خمس سنوات، وهو من استقبل واحتضن 117 لاجئا فلسطينيا، منعتهم الدول العربية من المكوث على أراضيها، ليعيشوا التشرد من جديد. السيد فاروق العجوز الذي تجاوز الستين من العمر والمعتصم ببرازيليا، حالته الصحية سيئة، فقد من وزنه ما يزيد العشرين كيلو غرام، هل السيد Antonio Guterres رأى هذا اللاجئ الفلسطيني؟ وحتى انهي مقالي هذا أمل من السيد Antonio Guterres أن يسعى بدور ايجابي، ويطالب دول العالم بالعمل لتسهيل عودة اللاجئين الفلسطينيين، وحد أدنى الموجودين بالبرازيل وتشيلي بالعودة إلى الديار التي شردوا منها عام 1948. جاد الله صفا
كاتب فلسطيني مقيم بالبرازيل
28/06/2008