شتان بين عيدين - محمد خيري عثمان الماضي

بواسطة قراءة 1838
شتان بين عيدين - محمد خيري عثمان الماضي
شتان بين عيدين - محمد خيري عثمان الماضي

وما ان جاءت الكارثة بعد السقوط حتى تغير كل شيء وحتى انفرط العقد واصبحت كل خرزة فيه في كل بلد من بلاد العالم وحتى تمزقت العوائل الكبيرة كل عائلة في بلد وحتى العائلة الصغيرة المكونة من عدد قليل من الافراد اصبح كل فرد فيها في بلد ولا يكادون يعرفون بعض او يعيدون على بعض الى من خلال الرسائل او الاتصال الهاتفي لقد اصبحنا او حدث لنا كما حدث لأهل سبأ الذين قاموا بالدعاء على أنفسهم بقولهم { رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا } [سبأ : 19] ، فاستجاب لهم الله فباعد بين اسفارهم .

لقد اصبحت نساؤنا اللاتي كن يجتهدن في ترتيب بيوتهن لا يكترثن كالسابق وعندما تقول لها لماذا تقول لك ومن سيأتي في العيد يا حسرة لم يعد لنا لا اخ ولا اخت ولا عم ولا خال ولا حتى صديق واصبح الجد او الجدة يبكي حسرة لان ابنائه واحفاده قد تركوه لعثرات الزمن واصبحت تنظر الحزن في عيون الاطفال فلا احد يقبلهم او يعيدهم واصبح كل من يتصل بك من الخارج ليعيدك لاتسمع منهم الا شكوى وتذمر وحزن وبكاء على الفراق وانهم يتمنون ان ترجع الايام السابقة ويتمنون لو انهم لم يتركوا العراق وان الاحلام الوردية التي كانت تراود البعض منهم ذهبت ادراج الرياح حتى وصل الامر الى اننا لم نعد نعرف عن بعض اهلينا حتى ان كانوا احياء ام اموات رغم كل وسائل الاتصال الحديثة .

وكل ما استطيع قوله ان ادعو الله الجبار العظيم ان ينتقم من الذي كان السبب في كل هذا وكل ما استطيع قوله ان ادعو الله ان يعيد علينا وعلى ابنائنا الايام الخوالي وما ذلك على الله ببعيد واقول كما قال الفلان الفلسطيني ابو عرب )يا طير عيدلي على خلاني في كل زمان وفي كل مكاني) (سلم على الحبيب الغالي ابو سارة مظفر ابن عثماني) والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته .

 

بقلم : محمد خيري عثمان الماضي

20/8/2012

 

المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"