سنوات الضياع- عبد الله نافع السعدي

بواسطة قراءة 3297
سنوات الضياع- عبد الله نافع السعدي
سنوات الضياع- عبد الله نافع السعدي

كنت اود ان تنزل هذه المقالة قبل 5 شهور حيث كنا نتوقع ما يحصل لاهلنا في قبرص نتيجة المعاملة السيئة من قبل الحكومة لاهلنا الفلسطينيين فطلب مني بعض الاخوة ان اتمهل في تنزيلها الا ان كثيرا من الاحداث والتطورات السريعة والمفجعة جعلتني أن انزلها الان للضرورة .

لقد ذهب من ايامنا وسنين عمرنا وعمر اولادنا ما جعلنا نهذي وتموت فينا كل بارقة أمل ليد تمتد لمساعدتنا أو اذان صاغية صافية صادقة تشعر بوقع ثقل كل هذه السنين العجاف التي عشناها في قبرص كأنها دهور.

ولقد كنت أنوه وأحذر مما سنلاقيه من مصاعب ومصائب تنتظرنا وتنتظر مستقبل عوائلنا واطفالنا اذا بقي هذا الحال دون ان نتحرك بشكل جماعي ونتخذ قرار يجمع عليه اهلنا وبطريقة سلمية نستطيع ايصال صوتنا من خلاله بعد ان عجزت كل الكتب الرسمية والرسائل والاتصالات وكثير من المقابلات وعلى اعلى المستويات عن ايجاد مخرج او حل حقيقي نستطيع من خلاله ان نرى نورا في نهاية هذا النفق المظلم الذي أسمه قبرص.

حتى ارتفعت بعض الاصوات النشاز والتي تقدم مصلحتها على مصلحة جميع أهلنا لتصورني على أنني المشاغب الاول والمحرض على الاعتصامات والتظاهرات بل الادهى والامر أن تصبح هذه الاصوات النشاز الاذان والعين الحادة لبعض مؤسسات ودوائر خدمات اللجوء لتنقل عني صورة لهذه الجهات بعكس حقيقتها لا لشئ سوى كسب رضاء ورضوان سادتهم عنهم. وتصوير ما يدور من حوار بيني وبين اهلنا في قبرص عندما كنا نبحث عن حل يخرجنا مما نحن فيه وتصويره امام دوائر الدولة وخاصة خدمات اللجوء تدل اولا على حقدهم وتزوير وتلفيق ما يدور من نقاش ليصل الى هذه المؤسسة على أنني انا الذي اختلق المشاكل لا بل اصنعها وسخروا كل حيلهم ومكرهم لأيذائي ومحاولة الايقاع بي وتشويه صورتي امام هذه الدائرة ومسؤليها بل تخيلوا حتى ان كثير من المقالات كانت تصدر او الدعوات للخروج بأعتصامات أما يضعون عليها صوري او الايحاء من خلالها بأنها صادرة مني وتحت اسماء وعناوين غير حقيقية وبأسماء مستعارة والغرض منها هو أن الذي يكتب ويرتب الامور هو انا .

والكل يعلم بأنني اكتب دائما بأسمي الحقيقي ولا أتخفى او اخاف لومة لائم في كلمة حق من اي جهة وكنت ولا زلت أؤمن بأن لا حل لنا سوى الاتفاق على موقف واحد بعد كل هذه التجارب وهو الاعتصام السلمي والسلمي فقط.

وكنت اقول للجميع بأن ما يحصل يجب أن يجمع عليه عدد كبير من اهلنا ومن بعدها يتم ترتيب مطالب ومشاكل الناس وهمومها ومن ثم تقديمها الى الجهات المختصة للسماح لنا للقيام بهذا الامر وترتيب كل ما يلزم على سلمية العمل الذي نقوم به مما ينقل عنا صورة طيبة فالكل يعلم ما حصل من مسرحية الولفير وكيف ترتب عليها تداعيات استطاعت جهات استغلالها وترويجها لغرض الاساءة الى اهلنا الفلسطينيين المقيمين في لارنكا ثم تبعها مسرحية الفندق وما تلاها من تداعيات واخرها كانت مشكلة بيلا ولاحظوا أيها الاخوة من الذي جلب الاعلام في كل حالة من هذه الحالات وما السبب والغرض من جلبه الا لجعل الشارع القبرصي يحقد علينا ويأخذ عنا بأننا أناس اصحاب مشاكل ونختلق المشاكل وأننا رغم مساعدة الدولة لنا فأننا نسبب لهم المشاكل ولا نحفظ الجميل.

وبدأ الشارع القبرصي يأخذ عنا نظرة غير التي كان يكونها عنها من احترام وتعاطف لا لغرض الا لتشويه وضعنا ومن ثم عندما يتم اتخاذ اي اجراء بحق اهلنا فيجدوا له كل التأييد والقبول من قبل الشارع القبرصي.

وبدأت الاجراءات السريعة ابتداءا بنقل الفلسطينيين، والفلسطينيون وحدهم من لارنكا الى جميع المحافظات وتذكرون ما رافقها من تهديد ووعيد لمن لا ينتقل والكل يعلم عندما كان يلتقي اهلنا مع دائرة اللجوء كيف وعدوهم بتسريع عملية النقل ونقل الملفات وكيف وعدونا بأعطاء فرق البدليين في حالة العمل ولا اريد ان اخوض في ما حصل لمن انتقلوا وما يعانوه.

ثم بدأ مسلسل النقل الى مراكز اللجوء تحت مسمى ودراسة ملفاتنا وارجاعنا الى المربع الاول ولاحظوا كيف ان الفلسطينيين، والفلسطينيون وحدهم ارسالهم الى مراكز اللجوء ثم تبعه اعطاء الرفض لكثير من عوائلنا ثم قاموا بسحب كثير من الحمايات ثم تبعها اغلاق كثير من الملفات ومساعدات اهلنا دون الاكتراث لما سيسببه ذلك من اثار نفسية واجتماعيه على اهلنا ثم بعدها بدأوا بأستدعاء المئات من العوائل الى دائرة اللجوء والطلب منهم بجلب عقد عمل والا تم سحب الحماية وكأن قانون اللجوء يعتمد على العمل وليس على اساس الخوف او الاضطهاد العرقي او الطائفي وألغيت كل تلك الفقرات واصبح العمل او سحب حمايتك ويا لها من حماية وعن اي حماية يتكلمون فمن هنا هم يعطوك الحماية ثم يبدأون بتهديدك بسحبها لاحظوا التناقض.

هذا ناهيك عن المعاملة السيئة جدا في دوائر الولفير ودائرة مكتب العمل وما يتعرض له اهلنا من اهانات ومذلة على ايدي موظفي دائرة الرعاية الاجتماعية ويا لها من رعاية اجتماعية هكذا تكون والا فلا وانا استغرب لماذا لايأتي الاتحاد الاوروبي ليتعلموا من موظفي هذه الدوائر كيفية احتضان اللاجئ وتعليمهم كيفية رعاية الاسر اللاجئة من دائرة الرعاية الاجتماعية في قبرص ففيها قوانين سوف يستفيدون منها في رعاية لاجئيهم في الاتحاد الاوروبي !!

ورغم ما حصل ويحصل والاتي اشد وامر اذا بقينا هكذا صامتين كصمت ابو الهول فأننا ذاهبون الى التهلكة لا محالة فلا الصمت ولا الهروب هو الحل الان كل هذه الاجراءات التي تقوم بها بعض الجهات مع الاسف في دوائر حساسة ومهمة معنية بأمور اللاجئين هدفها هو دفعنا للخروج من قبرص فكل هذا الضغط هو هدفه اخراجنا من قبرص .

فمنا من يفكر بالذهاب الى سوريا ومنا من يفكر بالذهاب الى تركيا ومنهم من يفكر بالذهاب الى اندونيسيا فهو اذا هروب الى الامام فماذا سنقول للذين غرقوا في البحر وهم يحاولون الوصول الى قبرص أنا متأكد بأنكم ستقولون ارتاحوا لانهم ماتوا ولم يروا ما رأيناه انا اقول ان الحل بعد كل هذه السنين المريرة ليس بالخروج الى خارج قبرص بل بالاصرار بالبقاء فيها بعد كل هذه السنين والعذابات المريرة فلا يجب ان نسكت بل يجب ان نتكلم ونرفض ما نلاقيه من اهانات ومذلة ليس حبا بالبقاء ولكن لنحافظ على ما تبقى لنا من كرامة افلا تستحق ان ندافع عن كرامتنا وهناك طرق قانونية وسلمية كثيرة ومن ضمنها الاعتصام الى الشارع فبدلا ان تهربوا الى المحيطات وتأخذون عوائلكم واولادكم وتضعوهم في وسط المحيط ولمدة اربعة او خمسة ايام لتتلاطمهم الامواج العاتية وتدفعوا عشرات الالاف من الدولارات فخيرا لكم النزول الى الشارع اربعة ايام او خمسة وبدون ان تدفعوا درهم واحد وتحفظوا اهلكم واولادكم واموالكم وهنا اتكلم عن المتمكنين ماديا وغالبية اهلنا ليس لديهم ما لدى القلة المتمكنة ماديا.

هل وصل الخوف بنا ان نضع اهلنا في مهب الريح او البحار على ان نقول يكفي اهانات ونطالب بحقنا الذي كفلته لنا كل الاعراف والمواثيق الدوليه والانسانية وحقوق الانسان هل هكذا تحل الامور اين ذهبت عقولنا وماذا سنقول غدا لربنا اننا خفنا من الشخص الفلاني او الدائرة الفلانية ورمينا انفسنا واهلنا واطفالنا في التهلكة الا يستحق اهلنا منا ان نبرهن لهم بأننا رجال لا نقبل الاهانة وهربنا امام اشخاص مارسوا علينا اساليب واجراءات غير قانونية بأسم القانون الا يستحق الامر المحاولة فلماذا لا نحاول ولماذا هذا الخوف والتردد والذي جاء الى قبرص ليتقاضى مساعدة مالية ويأكل ويشرب وينام فهذا الخطاب لا يعنيه انا اخاطب الذين جاءوا الى قبرص لغرض العيش بكرامة لنعيش كباقي الذين يحترمون انفسهم ولا يقبلون المذلة مقابل الصك هذا الذي اعمى كثير من اصحاب النفوس الضعيفة.

فأنني ادعوكم اهلي واخوتي للأجتماع والوقوف وقفة رجل واحد فأما ان نبقى جميعا او نرحل بكرامة جميعا حينها لن نأٌس على ما فاتنا وانا واثق ايها الاخوة اننا اذا اتفقنا فأننا سنلقى ردود حقيقية ترضينا وتحفظ كرامتنا وتحفظ مستقبلنا ومستقبل اولادنا وكلكم يعرفني ويعرف موقفي بأنني لا ابيع ولا ازاود على احد وما لاقيته مع عائلتي اكبر مثال لكم فأن مع الصبر يأتي الفرج فلنضع يدنا بأيدي بعضنا ولو لمرة وسترون النتيجة اما الهروب فأنه خسران وخيبة .

وان للحديث بقية ...

 

بقلم  عبدالله نافع السعدي" ابو عماد"

6/8/2012

 

المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"