وفي مؤشر واضح له دلالات على "فشل" المشروع الصهيوني ما لمسه أعضاء
لجنة "الأخوة البرلمانية" الفلسطينية العراقية في "المجلس الوطني"
الفلسطيني أثناء زيارتهم للعراق خلال الأسبوع الماضي ما خلص إليه من نتائج
واستنتجات منها :
أولا
: حفاوة الإستقبال للوفد ومستوى اللقاءات مع القيادات "البرلمانية
والحزبية والسياسية والمراجع الدينية" وإلاعلامية والبحثية وما تحمله من
دلالات الحرص على تنسيق وتطوير العلاقات الثنائية ومواجهة التحديات عبر رؤية
مشتركة متوافق عليها.
ثانيا : اتسمت جميع الاجتماعات بالاجماع على
مركزية القضية الفلسطينية فلم يسمع اعضاء الوفد من القيادات العراقية سوى أن
فلسطين كانت وبقيت وستبقى في العقل والقلب والوجدان بل انها تشكل جزءا من
جينات الإنسان العراقي ولا يمكن لأي قوة النيل من قدسية ووطنية القضية الفلسطينية
لدى العراق شعبا وقيادات بالرغم من كل ما أصاب العراق من مؤامرات وما لحق به تدمير
وويلات ونهب للثروات من قوى خارجية.
ثالثا : رفض جميع القوى السياسية العراقية على مختلف برامجها وافكارها وخلفياتها إقامة أي شكل من اشكال العلاقات مع الكيان الصهيوني العنصري ورفض كافة اشكال التطبيع ونبذ المطبعين إن وجد.
رابعا : دعم نضال الشعب الفلسطيني بقيادة منظمة
التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني بكافة الامكانيات
المتاحة وفي المحافل الدولية كالأمم المتحدة والمؤسسات المنبثقة عنها وفي جميع
المؤتمرات البرلمانية الإقليمية والعربية والإسلامية والصديقة والدولية.
خامسا : رفض توظيف القضية الفلسطينية خدمة
لمشاريع إقليمية ودولية وما يعنيه ذلك من رفض للانقسام الذي لم يخدم سوى الكيان
الصهيوني العدواني أو ما يؤدي إلى ترسيخه تحت عناوين مختلفة.
سادسا : رفض سياسة ترامب المنحازة للكيان
الصهيوني بفرض أمر واقع في أرض فلسطين المحتلة يرمي لتقويض المشروع الوطني
الفلسطيني بإنهاء الاحتلال واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة وعاصمتها القدس
الشريف.
سابعا : أعربت عن تقديرها واحترامها للشعب
الفلسطيني "المناضل" ولقيادته "الشرعية" ممثلة في منظمة
التحرير الفلسطينية (اللجنة التنفيذية والمجلس الوطني ) من أجل انجاز حق
تقرير المصير وإنهاء الاحتلال وفقا للقرارات الدولية وتمكين اللاجئين الفلسطينيين
من العودة إلى مدنهم وقراهم التي طردوا منها عنوة عام 1948.
هذا على مستوى إيمانهم بالقضية الفلسطينية أما على مستوى
العراق فقد لمس الوفد الحقائق التالية :
أولا : أن مستقبل العراق وقوته وازدهاره يتحقق بـ"الوحدة
الوطنية" للجبهة الداخلية وبترسيخ "قيم الديمقراطية" القائمة على
قاعدة المواطنة.
ثانيا : تعزيز علاقاته السياسية والاقتصادية مع محيطه العربي
الذي يشكل له العمق الاستراتيجي .
ثالثا : إقامة علاقة حسن جوار مع "جميع"
الدول الإقليمية مبنية على التعاون والثقة المتبادلة.
رابعا : الحرص على ترسيخ الأمن والاستقرار والازدهار
للشعب العراقي بمختلف مكوناته
خامسا : ولوج مرحلة إعادة البناء بثقة واقتدار
بعد "دحر الإرهاب".
بناءا على ما تقدم وللبناء والنهوض بمستوى العلاقات
الفلسطينية العراقية فإنني ادعو القيادة الفلسطينية بتكثيف اتصالاتها المباشرة من
خلال تبادل الزيارات مع القادة العراقيين والإعداد الجيد لإنجاح هذه
الزيارات لتحقيق اهدافها خاصة إذا ما تم الأخذ بعين الاعتبار أن السفير الفلسطيني
في العراق أحمد عقل وأركان السفارة يتمتعون بكفاءة عالية واحترام لمسها أعضاء
الوفد خلال جميع اللقاءات التي حضرها سفير فلسطين واركان سفارته الى جانب
اعضاء وفد "المجلس الوطني" الفلسطيني مع القادة العراقيين مما
يعني أن الأرضية والمناخ السياسي العام والظروف من جميع النواحي مؤهلة للنهوض
وتوثيق العلاقات بما يخدم القضية الفلسطينية في مواجهة التحديات والمؤامرات التي
تستهدف تصفية القضية الفلسطينية وخاصة صفقة القرن. ...
فلسطين هي القضية المركزية ليس للشعب العربي
وحسب بل لجميع أحرار العالم. ...
د. فوزي علي السمهوري
المصدر : وكالات
25/5/1440
31/1/2019