1-
الصبر كنزٌ من كنوز الجنة،
وإنما يُدرك الإنسان الخير كُلَّه بصبر ساعة.[1]
2-
من أعطي درجة الرضا، كُفِيَ
المُؤَنَ، ومن كُفِيَ المُؤَنَ، صبر على المحن.[2]
3-
وَاللَّهِ لَتَصْبِرُنَّ أَوْ
لَتُهْلَكُنَّ.[3]
4-
الصبر صبران: صبر عند المصيبة،
وصبر عن المعصية، فمن قدَرَ على ذلك، فقد نال أفضل الصبرين.[4]
5-
ما من جُرعةٍ أحبَّ إلى الله –
عز وجل – من جُرعَةِ مُصيبةٍ مُوجعةٍ يتجرعُها صاحبُها بِحُسنِ عَزاءٍ وصبرٍ، أو
جُرعةِ غَيظٍ يحملها بِفَضلِ عَفوٍ وحِلم.[5]
6-
ابن آدم: إنك لن تجمع إيمانا
وخيانة، كيف تكون مؤمنا ولا يأمَنُكَ جارُك؟ أو تكون مسلما ولا يَسلَمُ الناسُ
منك، أليس قد روي عن النبي عليه الصلاة والسلام أنه قال( لا إيمان لمن لا أمانة
له، ولا دين لمن لا عهد له ).[6]
7-
ابن آدم: إنك لا تصيب حقيقة
الإيمان حتى لا تعيبَ الناسَ بعيبٍ هو فيك، وحتى تبدأ بصلاح ذلك العيب من نفسك
فتصلحه، فإذا فعلت ذلك لم تصلح عيبا إلا وجدت عيبا آخر لم تصلحه، فإذا فعلت ذلك
كان شغلك في خاصة نفسك، وأحب العباد إلى الله تعالى من كان كذلك.[7]
8-
ابن آدم: إن تكن عدلا، فاجعل
لك عن عُيوبِ الناس شُغلا، فإن أحبَّ العباد إلى الله من كان كذلك.[8]
9-
وَاَللَّهِ لَلْغِيبَةُ
أَسْرَعُ فَسَادًا فِي دِينِ الْمَرْءِ مِنْ الْأَكَلَةِ فِي الْجَسَدِ.[9]
10-
ابن آدم: ما أوهنك وأكثر
غفلتك! تعيبُ الناس بالذنوب، وتنساها من نفسك، وتُبصرُ القَذَى في عين أخيك، وتعمى
عن الجِذعِ مُعترِضا في عينيك، ما أقلَّ إنصافك، وأكثر حَيفَك![10]
11-
أدركت قوما ما كان أحدهم
بديناره ولا بدرهمه أحقَّ به من أخيه المُسلم، فما بالكم – معشر الناس- تَحملون
على ما به تُؤاخذون، وعليه تُحاسبون؟![11]
12-
إنه لا دين لمن لا مروءة له.[12]
13-
من حبس الطعام أربعين يوما
يَطلُبُ إغلاءهُ، ثم لو طحنه وخبزه وأطعمه المساكين، لم يَنجُ من إثمهِ، ولا يسلمُ
من ذنبه.[13]
14-
لَيْسَ حُسْنُ الْجِوَارِ
كَفُّ الْأَذَى عَنِ الْجَارِ، وَلَكِنْ حُسْنُ الْجِوَارِ الصَّبْرُ عَلَى
الْأَذَى مِنَ الْجَارِ.[14]
15-
أربع من كن فيه عصمه الله – عز
وجل - من الشيطان، وحرمه على النار: من ملك نفسه عند الرغبة والرهبة والشهوة
والغضب.[15]
16-
العِلمُ خيرُ تُراثٍ، والأدبُ
أزيَنُ خَدِينٍ، والتقوى خيرُ زاد، والعبادة أربحُ بضاعة، والعقلُ خير وافد،
وحُسنُ الخُلُقِ خيرُ قرين، والحِلمُ خيرُ وزير، والقناعة أفضلُ غِنى، والتوفيقُ
خيرُ مُعين، وذِكرُ الموت أوعظُ واعظ.[16]
17-
لا تكُن ممن يجمعُ علمَ
العلماء، وحِكَمَ الحُكَماء، ويجري في الحق مجرى السفهاء.[17]
18-
أربع من كن فيه ألقى الله عليه
محبته، ونشر عليه رحمته: من بر والديه، ورفق بمملوكه، وكفل اليتيم، وأغاث الضعيف.[18]
19-
إن الحسد في دين المسلم، أسرعُ
من الآكِلَةِ في جسده.[19]
20-
المؤمن الكيس الفطن، الذي
كُلما زاده الله إحسانا، ازداد من الله خوفا.[20]
21-
المؤمن أحسن عملا، وأشدهم من
الله خوفا، لو أنفق في سبيل الله ملءَ الأرض ذهبا، ما أَمِنَ حتى يُعاين، ويقول
أبدا: لا أنجو، لا أنجو، والمنافق يقول: سوادُ الناس كثير، وما عسى ذنبي في جُملةِ
الذنوب؟ إن الله رحيم، وسَيَغفرُ لي![21]
22-
ابن آدم! تعمل بالسيئات،
وتتمنى على الله الأماني![22]
23-
من سَاءَ خُلُقُه، عَذَّبّ
نفسهُ، ومن كَثُرَ مالُهُ، كَثُرت ذنوبه، ومن كثر كلامه، كثر سقطه.[23]
24-
لولا العلماء لصار الناس مثل
البهائم.[24]
25-
لقد علّمكم السلف الصالح الأدب
ومكارم الأخلاق، فتعلموا رحمكم الله.[25]
26-
ما بالنا يلقى أحدنا أخاه
فَيُحفي السؤال عنه، ويدعو له ويقول: غفر الله لنا ولك، وأدخلنا جنته، فإذا كان
الدينار والدرهم، فهيهات؟! ويحكُم ما هكذا كان سلفكم الصالح، فعلامَ تركتم
الاقتداء وقد أُمِرتُم به؟![26]
27-
أيها الناس! ما بالُنا نتقاربُ
في العافية، وإذا نزل البلاء تباينّا؟! ما هكذا كان أصحاب رسول الله صلى الله عليه
وسلم، نعوذ بالله من خلافٍ عليهم.[27]
28-
لسان العارف من وراء قلبه،
فإذا أراد أن يتكلم تفكر، فإن كان الكلام له تكلم به، وإن كان عليه سكت، وقلب الجاهل
وراء لسانه، كلما هَمًّ بكلام تكلم به.[28]
29-
العاقل لا يشتري عداوة رجل
واحد بمودة ألف رجل، إنه إن فعل ذلك خسر ولم يربح.[29]
30-
عِزُّ الشريف أدبه، وتقواه
حسبه.[30]
31-
من رمى أخاه بذنب، قد تاب إلى
الله منه، لم يمت حتى يبتليه الله به.[31]
32-
مكتوب في التوراة: الغِنى في
القناعة، والسلامة من الناس، والعافية في رفض الشهوة، والنجاة في ترك الرغبة،
والتمتع في الدهر الطويل بالصبر في العُمُر القصير.[32]
33-
ما أطال عبد الأمل إلا أساء
العمل.[33]
34-
إنما أنت أيام مجموعة، كلما
مضى يوم مضى بعضك.[34]
35-
ابن آدم: إنما أنت بين مطيتين
يوضعانك، يوضعك النهار إلى الليل، والليل إلى النهار، حتى يسلمانك إلى الآخرة، فمن
أعظم منك يا ابن آدم خطرا؟![35]
36-
الموت معقود في نواصيكم،
والدنيا تطوى من ورائكم.[36]
37-
رحم الله ابن مسعود كأنه
عاينكم حين قال: زاهدكم راغب، ومجتهدكم مقصر، وعالمكم جاهل.[37]
38-
من خاف الله أخاف الله سبحانه منه
كل شيء، ومن خاف الناس أخافه الله من كل شيء.[38]
39-
خالطوا الناسَ في الأخلاق
الكريمة، وزايلوهم في الأفعال القبيحة.[39]
40-
يجب على المسلم لأهل بيته
أربعة أشياء: معونة مُحسنهم، وإجابة داعيهم، والاستغفار لمُذنبهم، والدعوة إلى
الحق لمُدبرهم.[40]
41-
الفهم وعاء العلم، والعلم دليل
العمل، والعمل قائد الخير، والهوى مركب المعاصي، والمال داء المنكرين، والدنيا سوق
الآخرة، والويل كل الويل لمن قوي بنِعَمِ الله على معاصيه.[41]
42-
إِنَّ الْإِيمَانَ لَيْسَ
بِالتَّحَلِّي وَلَا بِالتَّمَنِّي، وَإِنَّمَا الْإِيمَانُ مَا وَقَرَ فِي
الْقَلْبِ وَصَدَّقَهُ الْعَمَلُ.[42]
43-
تعلموا – رحمكم الله – العلم
للأديان، والطب للأبدان، والنحو لتقويم اللسان.[43]
44-
المروءة: ألا تطمعَ فَتَذِل،
ولا تسأل فَتَقِل.[44]
45-
إذا لم تكن حليما فتحلم، وإذا
لم تكن عالما فتعلم، فقلما تشبه رجل بقوم إلا كان منهم.[45]
46-
أربعٌ من كُنَّ فيه كان كاملا،
ومن تعلقَ بواحدة منهنَّ كان من صالحي قومه: دينٌ يُرشِدُهُ، أو حسبٌ يصونُهُ، أو
حياءٌ يُوَقِّرُه.[46]
47-
إلى من يشكو المسلم إذا لم يشكُ
لأخيه المسلم؟ ومن ذا الذي يلزمه من نفسه مثل الذي يلزمه؟ إن المسلم مرآة أخيه
المسلم، يبصره عيبه ويغفر له ذنبه .
قد كان من قبلكم من السلف الصالح،
يلقى الرجلُ الرجلَ فيقول :يا أخي ما كُلَ ذنوبي أُبصِرُ، ولا كل عيوبي أعرف، فإذا
رأيت خيرا فمرني، وإذا رأيت شرا فانهني، وقد كان عمر بن الخطاب- رضي الله عنه - يقول: رحم الله امرأٌ أهدى إلينا مساوينا!! وكان أحدهم يقبل موعظة أخيه
فينتفع بها .[47]
48-
المؤمن شعبة من المؤمن، يحزنُ
إذا حزنَ، ويفرحُ إذا فرحَ.[48]
49-
إن لك من خليلك نصيبا، فتخير
الإخوان والأصحاب، وجانب الأمر الذي يُعاب.[49]
50-
ترفعوا عن بعض الأمر، فإن
الرجل يأكل الأكلة، ويدخل المدخل، ويجلس المجلس بغير قلبه، ويذهب دينه، وهو لا
يشعر.[50]
أيمن الشعبان
12/4/2013
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح
بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"
[1] آداب الحسن البصري
وزهده ومواعظه، ابن الجوزي.
[2] المصدر السابق.
[3] الزهد لوكيع.
[4] آداب الحسن البصري
وزهده ومواعظه، ابن الجوزي، وأخرج ابن الجوزي نحوه عن الحسن في ذم الهوى.
[5] آداب الحسن البصري
وزهده ومواعظه، ابن الجوزي.
[6] المصدر السابق،
والحديث صححه الألباني في صحيح الترغيب.
[7] صفة الصفوة، ابن
الجوزي.
[8] آداب الحسن البصري
وزهده ومواعظه، ابن الجوزي.
[9] الزواجر عن اقتراف
الكبائر.
[10] آداب الحسن البصري
وزهده ومواعظه، ابن الجوزي.
[11] المصدر السابق.
[12] المروءة لابن
المرزبان.
[13] آداب الحسن البصري
وزهده ومواعظه، ابن الجوزي.
[14] تنبيه الغافلين
بأحاديث سيد المرسلين، للسمرقندي.
[15] المجالسة وجواهر
العلم، وضعف إسناده محقق الكتاب.
[16] آداب الحسن البصري
وزهده ومواعظه، ابن الجوزي.
[17] المصدر السابق،
وأخرج نحوه في إحياء علوم الدين.
[18] بهجة المجالس وأنس
المجالس، لابن عبد البر.
[19] آداب الحسن البصري
وزهده ومواعظه، ابن الجوزي.
[20] المصدر السابق.
[21] المصدر السابق.
[22] المصدر السابق.
[23] المصدر السابق.
[24] التبصرة لابن
الجوزي.
[25] آداب الحسن البصري
وزهده ومواعظه، ابن الجوزي.
[26] المصدر السابق.
[27] المصدر السابق.
[28] المصدر السابق.
[29] المصدر السابق.
[30] المصدر السابق.
[31] الصمت لابن أبي
الدنيا.
[32] آداب الحسن البصري
وزهده ومواعظه، ابن الجوزي.
[33] قصر الأمل لابن
أبي الدنيا.
[34] جامع العلوم
والحكم.
[35] المصدر السابق.
[36] المصدر السابق.
[37] آداب الحسن البصري
وزهده ومواعظه، ابن الجوزي، فكيف لو رأى زماننا ماذا يقول؟! والله المستعان.
[38] المصدر السابق.
[39] المصدر السابق.
[40] المصدر السابق.
[41] المصدر السابق.
[42] الزهد لأحمد بن
حنبل.
[43] آداب الحسن البصري
وزهده ومواعظه، ابن الجوزي.
[44] المصدر السابق.
[45] المقاصد الحسنة
فيما اشتهر على الألسنة.
[46] آداب الحسن البصري
وزهده ومواعظه، ابن الجوزي.
[47] المصدر السابق.
[48] المصدر السابق.
[49] المصدر السابق.
[50] المصدر السابق.