عرب ....... عرب - عبدالله محمد عواد

بواسطة قراءة 2677
عرب  ....... عرب - عبدالله محمد عواد
عرب ....... عرب - عبدالله محمد عواد

عرب  ....... عرب

عبدالله محمد عواد

                                                                                    مهداة إلى:أبو رغال العصر (1)حسني مبارك   

                                                                                   لا بارك الله به وأخزاه الله وسوّد الله وجهه في   

                                                                                     الدنيا والاخرة وأعمى بصره وبصيرته

 

هذه القصيدة كتبت على أثر تهنئة العار المخزية التي بعث بها قبحي اللامبارك لخنازير الارض الصهاينة بمناسبة ذكرى تأسيس دولتهم على الارض الاسلامية العربية وكان من المفترض أن تنزل في النت في وقتها الا أن ظروفا قاهرة حالت دون ذلك ، ولذلك اقتضى البيان :

 

لما رأى ذو اللب يراعي ما كتبْ

صاح أيها المجنون ويلك حاذرْ احتسب

من حمى السلطان ابعد .. ابعد لا تقترب

لن يدعوك حراً طليقاً فللنصيحة اسمع واستجب

خذ الدرس : من قالها في زنازنِ السلطان

مِيتَ أو صُلب

* * * *

يا عرب ... يا عرب ..

الحاكم فيكم بأمره اليوم باع واغترب

لا للدين راعي حرمةً كلا ، ولا لدمٍ ولا للنسب

أبرق للأعداء تهنئةً بيومٍ فيه العدو للأوطان اغتصب

....

بأعياد نصركم علينا افرحوا وزغردوا وهنيئا لمن علا وغلب

ولْتعلُ أعلامكم في سماء (بلادي) ولترفرف

ولا يضيرنّكم نباح كلب

وبين ظهرانينا اسرحو وامرحوا وجولوا

فلا خوفٌ عليكم بعد اليوم ولا رهب

فكلاب السلطان تحمي ظهوركم وعن حياضكم تذب

والى ربوع الديار هلموا لتنعموا وترتعوا

في مغنى ورقص وهز بطن وطرب

سفينة الخزي بسيفي أنا مجريها وتحت أقدامي نحيب من نّحَبْ

سيدي : سفينة السلام أنا ربانها فلا يرهبنكم صراخ ولا صخب

 

فقد طوينا ما بيننا من عداءٍ وأغلقنا ملف حرب

سيدي : أنت السيد فينا ونحن الخدم فأمر تُجَبْ

سيدي : أنت الراعي فينا ونحن الغنم فاحلب نُحتلب

...

نزع اللباس وانحنى : سيدي تفضل فاعلُ وارتكبّ

نحن طوع البنان فاهنأ سيدي وقر عيناً ، ونفساً فطبْ

رفعَ العقيرة شادياً لكم مني يا بني صهيون كل حب

 

* * * * *

ها هم بعض قادتنا يا عرب فليس بمثلهم

تنالوا أمانيّ ولا عزاً ولا أرَبّ (2)

ولئن سألتهم ما ومن أين أنتم ؟ بملئ الفيه صاحوا :

إنما نحن عرب .... إنما نحن عرب

خسئت أيها الحاكم فينا ومن شاكلك

وخسئ فيك الدم والعرق والنسب

فابصق يا أخي وابن أمتي ، بل وبُل (3) على هكذا عرب

فكأني بذلك الشاعر الأديب الأرِبْ (4)

 

قد عنى أمثال هؤلاء بما قال وما كتب :

( ادمت سياط حزيران ظهورهم فأدمنوها

وباسوا أكفّ من ضرب

إن كان من ذبحوا التاريخ هم نسبي

فاني أرفض النسب  (5) )

هذا ما قاله الشاعر فيكم

فما اخطأ الشاعر فيكم وما كذب

فلا نامت عين الجبان والخزي والعار

لمن يوطي فيوطؤ ويرتكب

 

با بعض حكامنا

يا اشباه الرجال  يا من أنتم للنساء من الرجال

أدنى وأقرب

يا من ما تت في صدوركم غيرة الرجال فأغضيتم

الطرف عمن استباح العرض وما سلب

يا من مرّغتم في الاوحال عزّ أمة

دان لها التاريخ أزماناً وحقب

با بعض حكامنا

لو كان في وجوهكم حياء ما علا رؤوسكم

عقالٌ ولا رباط عنقٍ ولا زينّت صدوركم

النياشين والرتب

 

يا بعض حكامنا

من يومكم الى قممٍ خرافاً تتقاطرون

وما لمت قممكم الا قماماتٍ وعفنٍ وجرب

أشبعتم امة العُرب سخيف الكلام

فليس في قاموس أفعالكم غير إدانةٍ واستنكار وشجب

خزيٌ وعارٌ عليكم ايها المتربعون على كراسيكم

وعيبٌ عليكم وأي عيب

ضجّت كراسيكم بما حملتْ وما حملت

كراسيكم غير جيفٍ ونتنٍ وما يُكَبْ

ايها الساقطون الداعرون العاهرون ماذا نقول فيكم

وهل يغيظ العاهر شتم وسبّ

سُبّةٌ مُشينةٌ في سجل التاريخ أنتم

وفيكم اخزى ما دوّن التاريخ وما كتب

لا خير يرتجى من رجالٍ أنتموهم لم يمتطوا

صهوة الخيل في النوازل والشدائد والكرب

ملابس العار عن جلودكم لا تنزعوها

فماء الحياء في وجوهكم قد جف ... قد ذهب

...

عموريةٌ في قيود الروم لهفى استغاثت وا معتصماه

فطار الرد فوراً من سماء العرب

لبيك رعيتاه ها نحن قادمون

فجُيّشت جيوشٌ ودُقت طبول حرب

أيا كلب الروم ... ايا كلب الروم أطلق سراحها

وإلاْ فالرايات رفرافةً عندنا آخرها

والطلائع منها في دياركم من كل صوب

فطأطأ كلب الروم رأسه مجيبا أمرك سيدي

أي نعْم وللآمر ما اراد وما طلب

واليوم ، كم عمورية تنادي واعرباه (واخزياه)

فتسمعون النداء ايها المتهالكون ولا من يجب

فلا نخوة لديكم ولا كرامة ولا غضب

بصاطير الاذلال تدوس شواربكم ايها الديوثون

ولا يحرك الذل فيكم حميةً ولا غضب

وإن في امتكم صاح موجوع

جدت كلابكم بالبحث والطلب

فأفٍّ لكم ، وألف تعسٍ لمن بايعكم وانتخب

ولكن مهلاً ، فليس بالبيعة وليتم

وانما بالحديد ، والنار والجور واللهب

 

(1)أبو رغال هو ذلك الشخص الذي دل ابرهه الحبشي على الكعبة عندما جاء لهدمها

(2) أرَب بفتح الراء : حاجة أوغاية أو هدف

(3) بُل : فعل الأمر للفعل الماضي بال

(4) أرِب بكسر الراء : الحاذق ، الماهر

(5) من قصيدة للشاعر نزار قباني على اثر (انتصار) العرب في حرب 1967

 

عبدالله محمد عواد

 

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"