بالطاعة يزيد الإيمان وماذا بعد رمضان ؟! – ياسر الماضي

بواسطة قراءة 4676
بالطاعة يزيد الإيمان وماذا بعد رمضان ؟!  – ياسر الماضي
بالطاعة يزيد الإيمان وماذا بعد رمضان ؟! – ياسر الماضي

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله  وصحبه أجمعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين أما بعد:

 فإن من  عقيدتنا الإسلامية الصحيحة أن الإيمان يتغير حسب طاعة العبد لربه فإن العبد كلما تقرب لله بالطاعة كلما زاد إيمانه ويقينه بالله تعالى ويجد لهذه الطاعة ثمار ورغبه في فعل الخيرات وعمل طاعة أخرى بعدها وإذا غفل وتقاعس عن طاعة الله ينقص إيمانه وتزيد شروره  ويقل خيره وهذا أمر معروف مجرب، لقد مر علينا قبل أيام  شهر رمضان سريعاُ  ونحمد الله سبحانه وتعالى أن بلغنا إياه ونسأل الله تعالى أن يبلغنا رمضان القادم إنه على ذلك قدير.

ما أن جاء شهر رمضان حتى رأينا نسمات الرحمة والخير تعم  كل  مكان  فكثر التراحم بين الناس  و المساجد ملئت بعباد الرحمن في كل الأوقات وفتحت المصاحف وتسابق الناس على قراءتها وختمها مرات , وما عدنا نسمع السب و الغيبة ولا النميمة  وإذا حصل شجار بين أثنين  سرعان ما يهم الناس ويفضوا النزاع بقولهم  اتقوا الله رمضان فسرعان  ما ينتهي الخصام  فالكل يريد مرضاة الله تعالى وجزيل ثوابه ومغفرته وعدم ذهاب حسناته وهذه كلها من علامات زيادة إيمان المسلم  بربه بكثرة طاعته وتجنب  معصيته ومراقبته.

والمؤمن يفرح بختام شهر رمضان عند فطره لظنه أنه تخلص من الآثام  والذنوب وضعيف الإيمان يفرح بتخلصه من هذا الشهر لأنه كان ثقيلاً عليه بترك شهواته وملذاته , والفرق بين الاثنين  كبيرا , وما أن أنقضى شهر رمضان وكأن وقت العبادة انتهى ووقت التمسك بالأخلاق انقضى وكأنما العبادة في رمضان فحسب  والله تعالى يقول ( وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ) أي الموت.

فسبحان الله تعودنا أن الناس في  بلادنا العربية بعد رمضان  غير الناس فالوجوه تغيرت وعبست والمساجد شحت  بعمارها والمصاحف بعد رمضان على الرفوف يعلوها الغبار والأخلاق رجعت إلى سابق عهدها سبحانك اللهم  أليس الإيمان يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية  والله تعالى يقول { وَإِذَا مَا أُنْزِلَتْ سُورَةٌ فَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ أَيُّكُمْ زَادَتْهُ هَذِهِ إِيمَانًا فَأَمَّا الَّذِينَ آَمَنُوا فَزَادَتْهُمْ إِيمَانًا وَهُمْ يَسْتَبْشِرُونَ} فلقد زادت الطاعات في رمضان  فما بالنا بعد رمضان والآيات هي الآيات والمساجد هي المساجد والناس هم الناس ألا يدل عدم ثبوت المسلم على طاعته بعد رمضان أن  هذه الطاعات  كان ينقصها شيئاُ مهما ً حتى تزيد بنا الإيمان بالله تعالى  مما يجعلنا نراقب الله تعالى في رمضان وغير رمضان., نعم قد يصحب المسلم بعض الفتور بعد رمضان  ولكن لا يدوم إلا أيام قلائل  فلا يجب على المسلم أن يفتر طويلاُ عن طلب رضوان الله تعالى في الحصول على جنته  وأن  يعمل جاهدا  أن لا يناله سخطه وعذابه  فلا يعلم الإنسان في أي ساعة تكون منيته, وتغير الحال بعد رمضان يدل على ضعف الإيمان بالله تعالى وباليوم الآخر وأن هذه الطاعات كان ينقصها الإخلاص  لله  تعالى  , وأي غافل هذا الذي يطول  فتوره بترك طاعة الله تعالى  والموت  ينتظره وأحد المكانين في الآخرة  مجلسه , لذلك فالواجب على المسلم ان يصبر على طاعة الله ويجاهد نفسه في الإبتعاد عمّـا حرم ونهى الله عنه حتى يفوز ويكون من المفلحين.

  قال تعالى } فَاصْبِرْ إِنَّ الْعَاقِبَةَ لِلْمُتَّقِينَ} وقال سبحانه{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اصْبِرُوا وَصَابِرُوا وَرَابِطُوا وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَْْ} ْْوالآيات بهذا المعنى كثيرة لذلك شرع الله سبحانه وتعالى ستة أيام من شوال تعيد فيها نشاطك وفيها من الأجر العظيم فروي عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال:" من صام رمضان وأتبعه ستاُ من شوال كان كصيام الدهر".رواه مسلم  وكذلك على المسلم أن يحافظ على قراءة القرآن ويجعل له ورداُ يوميا حتى ولو كان  خمس دقائق  حتى لا يدخل في قوله تعالى:( وقال الرسول يارب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا ) وأن يحافظ على الأخلاق الإسلامية الفاضلة  فما وصل الإسلا م  للعالم  إلا  بالأخلاق  ونحافظ على صلتنا  بأرحامنا  وعلينا ان نروض أبداننا وأنفسنا  على طاعة الله  في كل أعمالنا فان النفس  تصر على ما اعتادت عليه ما لم تدركها بالتوبة والندم والأعمال الصالحة شدتك على طبعها  واسأل نفسك هل هي  معك أم  عليك  قال عليه الصلاة والسلام (الكيس من دان نفسه وعمل لما بعد الموت، والعاجز من أتبع نفسه هواها وتمنى على الله الأماني) .

ولا يغرنك قول بعض الناس إن أهم شيء أن تكون نواياك صافية وأن تؤدي فرضك من الصلاة والصيام والزكاة والحج, فالإيمان بالله ودينه كل متكامل في العبادات والمعاملات والأخلاق فلا يجوز لنا نأخذ بعض ونترك بعض  ونعبد الله تعالى في أوقات ونتركه في أوقات فهذا منافي للإيمان الصحيح والمسلمون الأوائل ما وصلوا لما وصلوا إليه إلا عندما ترسخ لديهم أن الإيمان ينقص إذا قام بفعل معصية ويزيد بالطاعة  ونقصان الإيمان يقابله زيادة من الإتجاه الآخر.

نسأل الله تعالى أن يتوب علينا  وأن يصبرنا على طاعته ولزوم أوامره و الابتعاد عن نواهيه اللهم اغفر لنا ولوالدينا وللمسلمين  في الأولى  والآخرة اللهم ارحم أمواتنا وأموات المسلمين  اللهم انك  عفو  تحب العفو فأعفو عنا اللهم يا مقلب القلوب ثبت قلوبنا على دينك  اللهم آتنا في الدنيا حسنة وفي الآخرة حسنة وقنا عذاب النار وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم     . 

 

ياسر الماضي

27/9/2009

 

موقع" فلسطينيو العراق " أول موقع ينشر هذا الخبر

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"