بداية نتقدم بجزيل الشكر والتقدير لموقع " فلسطينيو العراق " لاتاحته لنا الفرصة للتعبيرعن معاناة أهلنا في الشــــتات وخصوصاً فلسطينيو العرق.
في مقالتي هذه أود أن أطرح معاناة من نوع آخر لا تقل شئناً عن جميع القضاية الـــتي طرحت في المواقع الألكترونية وعلى جميع الساحات ، التي بدورها تناقش مواضيع وقضاية أهلنا في الشتات والـــتي تلعب دوراً كبير في إيجاد الحلول الممكنة لهم في التخفيف عن معناتهم والتي تخص شريحة ليست بالقليلة وجزء لا يتجزء من الفلسطينيين الذين عانوا في سبيل توفير مكان آمن لهم ولعوائلهم ألا وهم الفلسطينيون المقيمون في البلدان العربيـة وخصوصاً دول الخليج والذين أجبروا للخروج من العراق بعد الاحتلال بعد أن فقدوا لجوئهم هنالك والذي ورثنا من أجدادنا بعدما خرجنا من العراق .
وأنا كاتب المقال متفاجئ من تهميش هذه الشريحة من قبل الجهات التي تلعــب دورا في إيجاد مخرج وحلول تتناسب مع كل جزء من قضية إخوتنا فلسطينيو العراق وانا بدوري كاتب المقال وباسمي وباسم الجميع نصرخ بصوتنا إلى جميع الشرفاء في العالم وخصوصاً أمتنا العربية ونذكرهم بقول الله تعالى( كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ) .
المعلوم لدى الجميع وبعد الاحتلال الصهيوني لفلسطين عام 1948و بعد أن مارس الاحتلال أبشع وسائل التنكيل بأهلنا في فلسطين مما تسبب في تهجيرهم وتمركزهم في الدول المجاورة لفلسطين ( الاردن,سوريا,مصر ,لبنان والعراق) ، والكـل يعرف بأن الذين دخلوا الى العراق أقل بكثير من الذين دخلوا إلى الدول الأخرى والتي ذكرت أعلاه وحسب إحصائية المفوضية العليا للاجئين.
ومنذ ذلــك التأريخ تمركز أجدادنا في العراق وبصفتهم لاجئين وتعايشوا مع إخوتهــم العراقيين تربطهم روابط الدم والدين وتمتعوا بحقوق التعليم والعلاج والسكن والعمل و التوظيف في الدوائرالحكومـية هناك ، ومنحوا وثائق سفر واعتبرتهم الحكومات العراقية مقيمين دائميين لحين عودتهم الى فلسطين ويعتبر ذلك من ابسط حقوق اللجوء والمعروفة عالمياً .
وبعد الاحتلال الأمريكي للعراق عام 2003 تعرض إخوتنا في العراق إلى أبشع وسائـل التنكيل متمثلة بالقتل والخطف والتهجير على يد القوات الأمريكية ، التي اعتدنا أن نسمعها تتكلم عن حماية وحقــوق الانسان والحرية ,وعلى يد المليشيات الطائفية المدعومة حكومياً والمتسترة بالدين والمدعومة خارجياً هدفها قتل الهـوية العربية وبحجج لا أريد ذكرها لانها أصبحت معروفة لدى الجميع كل ذلك انعكس بشكل سلبي على الفلسطينــيين المقيمين في العراق مما تسبب بحصول هجرة للجيل الحديث بحثاً عن مكان أمن لهم ولعوائلهم حيث تقطعت بهم السبـل فمنهم من وجد الصحراء على حدود وخارج الحدود العراقية أكثر أماناً لهم رغم الظرف القاسية التي تحيط بذلــك المكان بعد أن رفضت البلدان العربية المجاورة للعراق استضافتهم او حتى حمايتهم مؤقتاً حتى أصبحت الصحراء الأم الحنون لهؤلاء وإلى يومنا هذا .
وأما من تبقى في العراق بدأت تمارس بحقهم أساليب خبيثة من خلال العمل على زيادة الخناق عليهم إضافة إلى مسلسل الخوف الذي يحيط بهم لأسباب ذكرت أعلاه ، وذلك بالعمل على ممارسة المضايقات عليهم في دوائر الدولة من خـلال صعوبة الحصول على الاوراق الرسمية لهم ومن ضمنها وثيقة السفر التي كانت تمنح لهم في وقت سابق التي تعـــتبر المستمسك الوحيد الذي يثبت لجوء الفلسطيني في العراق .
والحديث على اعتبار ماتبقى من الفلسطينيين في العـــراق لاجئين سياسيين وكل ما يترتب على هذا الاعتبار وهذا أمر سابق وخطير مما دفع الكثير منهم لاستخراج جـــواز السلطة الفلسطينية لهدف الخروج من العراق بحثاً عن مستقبل جديد ، نعم وبعد مشقة استطاع البعض من الفلسطينيين الخروج من العراق بواسطة جواز السلطة الفلسطينية إلى بعض دول الخليج وخاصة دولة الإمارت العربية المتحدة عن طريق الحصول على تصاريح عمل وحصولهم على الإقامة ، مدة تلك الإقامة بمدة تصريح العمل وتعتبر تلك واحـدة من مواقف دولة الإمارت العربية المتحدة مع القضية الفلسطينية والتي كانت سباقة لغيرها ونحن شاكرين لها هذا الموقف الكبير ، ولكن نحن نتحدث عن إقامة مؤقتة وليست دائمية فالكثير منهم انتهت تصاريح عملهم وبالتالي انتهت إقامتـهم وعدم امكانيتهم للخروج الى بلد آخر بواسطة جواز السلطة الفلسطينية وهذا بدوره ينذر بمستقبل مجهول لهم ولعوائلهم ، في الوقت الذي تتحدث فيه مديرية الإقامة في العراق بأن الذي حصل على جواز السلطة قد فقد كل حقوقه الـتي لا نراها وبضمنها اللجوء حتى ولو كان سياسياً .
ومن هنا نسأل ما مصيرالفلسطيني المقيم في بلد عربي بصفة مقيم وليـس لاجئ في حال فقدان او نفاذ اقامته ؟؟ .. ونحن نتحدث في وقت قامت بعض الدول الأوربية بالعمل على إعادة توطيين ( بلد ثالث ) كل فلسطيني قادم من العراق ومنحه الإقامة الدائمية وتعمل على إنهاء معاناة أهلنا في الصحراء .
ونحن من هنا نطالب وكلنا ثقة بأن تعمل الدول العربية وخصوصاً دول الخليج بإنهاء معاناة الفلسطينيين المقيمين على أراضيها من خلال توفير الاقامة الدائمية والحماية لحين زوال الاحتلال الصهيوني لفلسطين وعودتهم إلى بلدهم الام؟ كما نسأل الله القدير بأن يوفقنا وإياكم للعمل على خدمة قضيتنا التي تعتبر القضية الأم في العالم والعربي وقضايا العرب والمسلمين .
10/6/2009
بقلم : أحمد الغزلاوي
الإمارات العربية المتحدة
هذا الخبر حصري لموقع " فلسطينيو العراق "
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"