فلسطينيو العراق الرقم الصعب في القضية !- عمار الزيداني

بواسطة قراءة 2356
فلسطينيو العراق الرقم الصعب في القضية !- عمار الزيداني
فلسطينيو العراق الرقم الصعب في القضية !- عمار الزيداني

بسم الله الرحمن الرحيم

إن المتتبع للقضية الفلسطينية ولقضية اللاجئين يجد تهميش من قبل الإعلام والأنروا والمسؤولين الفلسطينيين للاجئين الفلسطينيين في العراق ، حتى اتهمنا البعض من أبناء شعبنا الفلسطيني في بقية البلدان العربية بأن الفلسطيني في العراق لم يكن له دور اتجاه قضيته فاستحق التهميش .

ونحن بدورنا لا نتحدث رياء ولكن لابد أن يأخذ كل ذي حق حقه وهذا للأمانة، فلو أرجعنا الذاكرة إلى الوراء لوجدنا أن اللاجئين الفلسطينيين في العراق هم من سكنة قضاء مدينة حيفا  في قراها الثلاثة ( إجزم ،عين غزال ، جبع ) تلك القرى التي سطرت أروع ملاحم البطولة والفداء على أرض فلسطين، ولا تسعفنا الذاكرة بذكر الشهداء لأنهم كثيرون وهذا باعتراف الكيان الصهيوني.

وقد سحبهم الجيش العراقي إلى العراق عندما اعتزت بهم الملكة عالية والدة الملك لبطولتهم وشجاعتهم على التضحية أتوا إلى العراق وكانت أعدادهم لا تتجاوز خمسة آلاف فلسطيني ساهموا مع إخوانهم العراقيين في بناء العراق بكل ميادين الحياة وكان هناك الكثير منهم أعلام اعتزت بهم الكثير من الحكومات العراقية المتعاقبة نتيجة إخلاصهم وتفانيهم بالعمل فمنهم الطبيب ومنهم المهندس ومنهم المحامي ومنهم الضابط ومنهم الطيار ومنهم المقاول ومنهم التاجر أبلوا بلاء حسنا في بناء العراق وكان لهم دور كبير في كسب الكثير من القيادات العراقية

والشخصيات العراقية البارزة للقضية الفلسطينية وكان لهم دور كبير في الدفاع والتضحية على أرض العراق .

كذلك كان الفلسطينيون في العراق سجل حافل ومشرف  اتجاه قضيتهم الفلسطينية فلو راجعنا سجلات منظمة التحرير الفلسطينية وبقية الفصائل الفلسطينية المسجلين وغير مسجلين من الشهداء والجرحى والمتقاعدين والمقاتلين لوجدنا أنهم الأعلى من حيث النسبة والتناسب قياسا إلى بقية إخوانهم الفلسطينيين في بقية البلدان العربية إلا أن قلة عددهم وعدم زجهم بمنظمة الانروا لم يدخلهم في دائرة الثقل فعددهم  لا يتجاوزو ال18 الف فلسطيني من تلك القرى الثلاثة .

لا يشكلون ثقل كبقية الفلسطينيين اللاجئين في كل من سورية ولبنان والأردن ، إلا أن ما حدث لهم في العراق من محن ومآسي ليعيدوا مجد  أجدادهم  في فلسطين فأحدثوا زلزال لقضية اللاجئين ليعيدوا إلى الأذهان وليسمعوا كل من لا سمع له وليبصروا من لا بصيرة له أن هنالك لاجئين فلسطينيين في العراق في بغداد والموصل والبصرة وبقية المحافظات العراقية وما مخيم الوليد والتنف والحسكة إلا هو عودة للماضي ولكن أي ماضي؟ الماضي الحاضر، الحاضر الذي فيه العالم يتحدث عن منطق الحضارة والتحظر فتلك المخيمات تفضح هذا المنطق  وتعري كل الادعاءات.

 والوجود لفلسطينيي العراق في أكثر من خمسين دولة ونقل معاناتهم إلى تلك البلدان، ذهبوا أفراد إلى تلك البلدان والأفراد تحولت إلى عوائل والعوائل تحولت إلى مجاميع ليعيد التاريخ نفسه كما آتوا إلى العراق فهم مخلصون حيثما كانوا فطوبى لهم وسلام من الله لهم جميعا.

ما هو إلا نصر لقضية لا تنسى ولا تمحيها الذاكرة  نسأل الله أن يستثمر أبو مازن ومن معه تلك الورقة لخدمة مشكلة اللاجئين الفلسطينيين مع الكيان الصهيوني وان يبقى فلسطينيو العراق في ذاكرتهم أحياء.

خواطر

إلى أين نمضي أيها الوطن ؟

فمنذ قرون مضت ونحن نعتبر

الطيبة والكرامة

والشجاعة والشهامة

عادات أساسها القدم

إن العصافير لا تعيش إلا في وطن

والأسماك لا تعيش إلا في وطن

نحو خارطة الوطن

ونحن لا زلنا نطلب ونطلب

ولم نحصل إلا على كفن

لقد تعبت من عروبتي التي

تجعلني اسأل في حيرة

ما هو الوطن ؟

مشنوقون خلف ستار الظلم

مذبوحون حتى العظم

مشتتون في كل بلد لنا قبيلة

وفي كل قرار لنا تواجد

نسأل أطفال الشوارع عن بيتنا

نسأل الرعاة عن خرافنا

التي ذبحت قبل موعد الفجر

وبيع لحمها لتجار الدم

أيها البؤساء والضائعون والهاربون

من فوضى التاريخ وفوضى الجنون

إلى أين ؟

وكل بلاد الأرض تعرفكم وتدري

بأنكم لاجئون

تحملون في عقولكم ما يغضب الحاكم

وتشربون ما يكره الحاكم

وتأكلون ما يكره الحاكم

وكل طفل عندنا يولد

لا بد وان يزور بيت الحاكم

فالسجلات المدنية التي تحفظ الأسماء

تقوم وبأمر من الحاكم

بشطب الشعراء

وشطب الأدباء

وحرق الكتابة

وشطب الثقافة

واستباحة دماء الأبرياء

لان أمريكا التي تحكم العالم

ترفض أن يعيش بجوارها كبرياء

والشعر يا سادتي مثل السيف

يقطع الرؤوس التي تهوى الانحناء

أنا جئتكم حاملا روح البداوة

التي ترفض أن تفارق العقولا

اكتب للقادمين من خلف الظلال

اكتب لهذه الأجيال

للذين يحملون البراءة في قلوبهم

وفي عيونهم شموع الآمال

اكتب لهم قصة لجوءنا

التي بدأت على الرمال

وانتهت في أمستردام

ووزعت أحزانها

فوق أقطاب الأرض

حتى أبكت دموعها الجبال

تلك حكاية من شعب وطني المفتت

وحكايات الحزن في وطني طوال

مقيدون حسب أنظمة الزمن الجديد

وتحت قانون هيئة الأمم

فكل طفل في بلادي يكبر

على طعم الدم

وكل أم في بلادي ذاقت

طعم الحسرة والألم

وكل درس في مدارس موطني

يتكلم عن الأخلاق والقيم

إذن لماذا يغلبنا التخلف

وفي الأخلاق تتحضر الأمم ؟

العالم العربي مسلوب من الإرادة

وممنوع عن التفكير

والتخلف والجهل والرجعية

في الوطن العربي منقطعة النظير

ولأننا نحو تمثال الحرية

منذ مائة عام نسير

لم نعد ندري كيف الرجوع

وصار يخيفنا ذاك المصير

الآن عرفنا لماذا هزمنا

لان كل معركة كنا نخوضها

كان ينقصنا فيها الضمير

إني أفتش بين كلماتي

عن الوطن

وكل مشكلتي في حياتي

ما هو الوطن ؟

إن كان ما نعيش فيه

أرضا مرهونة منذ زمن

فكيف ننتصر ؟ ونحن حاربنا السراب

وقبلنا يدي من رهن

ولم نستطع أن نصنع موطنا

في رحلة البحث عن الوطن

أصيح في أعماق داخلي

وطن.........

وطن.........

وطن.........

فيرجع الصدى ليقهر داخلي

وبعض الصدى له شجن

مختبئون خلف الحروف الأبجدية

ولا نجيد قراءة الشعر

فالحاكم العربي لا يحترف اللغة العربية

بقدر ما يحترف الجهل

ويحترف الجريمة

و يحترف الخطب الخيالية

ويشرب حتى الثمالة من كأس الإشاعة

ولكل تخلف لديه قابلية

وحين حاول رسم خارطة الوطن

لم يكن يدري أن الخطوط وهمية

إن العالم العربي من المحيط إلى الخليج

ليس إلا دمية مسرحية

تحركها أمريكا بإصبعين فقط

أصبع الخوف وأصبع روحنا البربرية

إن الذي نبحث عنه ساكن

بين الشظية والشظية

فكيف نحل اللغز ونحن لا ندري

أين تختبئ القضية ؟

 

30/6/2009

بقلم عمار الزيداني

 

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"