لا يزال اليهود يوقدون "نار المذبح" في قرية عين غزال – إيهاب سليم

بواسطة قراءة 27030
لا يزال اليهود يوقدون "نار المذبح" في قرية عين غزال – إيهاب سليم
لا يزال اليهود يوقدون "نار المذبح" في قرية عين غزال – إيهاب سليم

إيهاب سليم – السويد

في الرابع والعشرين من يوليو تموز من كُل عام , يحتفي المستوطنين اليهود في قرية عين غزال جنوب حيفا المُحتلة بالذكرى السنوية لتأبين ما يصفونهم " الشهداء اليهود " والذين قُتلوا من قِبل مُجاهدي القرية العَربية المُدمرة في يوم السبت الرابع والعشرين من يوليو تموز سَنة 1948 .

العجيب العجب أن هذا "التأبين الديني" يُجرى سنوياً ليس حداداً على أرواح أطفال أو نساء أو مُسنين أو مدنيين يهود بل حداداً على أرواح تسعة من العسكر اليهود الذين سقطوا قتلى برصاص المقاومين الفلسطينيين خِلال "عملية شوتير - عملية الشرطي-" التي شنها لواء الكرمي ولواء الاسكندروني ولواء غولاني بهدف تدمير وتشريد واحتلال القُرى المُقاومة الأخيرة في فلسطين المحتلة " قُرى جبع وإجزم وعين غزال" أبان الهدنة الثانية وبعد شهرين ونيف من تأسيس "الدولة العِبرية" .

الأكثر غرابة التزامهم السنوي في إقامة "التأبين" على نقيض الكثير من المُستعمرات الأخرى التي سقطَ فيها قَتلى يهود خِلال أحداث النكبة, رُبما يكون السبب لأن هنالك مُخطط أمريكي- "إسرائيلي" حكومي قديم لأقامة محطة استقبال وتنقية الغاز الطبيعي في كسارة عين غزال عِبر الشركات الأمريكية وأخرها مُخطط شركة نوبل-أنرجي الأمريكية , أو ربما يكون السبب بأن أحفاد أو عائلات هؤلاء العسكر هُم من يُرتبون "الأحتفاء السنوي" بالتنسيق مع رجال الدين .

بالتأكيد , هذا لا يُعلل أبداً بأن تبقى النار مُشتعلة بِجوار " نُصب المذبح " في المُستعمرة كُل عام الا اذا كانت النار ترمز لنار تنقية الغاز الطبيعي أو هُنالك "قَرابين" أو نية تقديم "قرابين للنار" حَسب "الشريعة اليهودية", " وكلمَ اسحاق ابراهيم أباه وقال يا أبي فقال هأنذا يا بني فقال هُوذا والنار والحطبُ ولكن أين الخروف للمحرقة؟ - التوراة سفر تكوين أصحاح 22 رقم 7 ", " بِعدم الحطب تنطفيء النار وحيثُ لا نمّام يهدأ الخِصام - التوراة  سفر الأمثال أصحاح 26 رقم 20", "ويُرتب بنو هارُون الكهنة القِطع مع الرأس والشَحم فوق الحطب الذي على النار التي على المذبح - التوراة سفر اللاويين أصحاح 1 رقم 8" .

الغالبية العظمى من أُسر المقاومين الفلسطينيين في القرى المتجاورة المُدمرة الثلاثة هُجروا الى جنين عِبر وادي عارة وعرعرة , ونسبة أقل منهم تمكنت من الوصول الى قَرية الفريديس العَربية القريبة من قُراهم المُدمرة .

في جنين بالضفة الغربية عملَ الجيش العراقي على نقل النسبة الأكبر منهم الى العراق بينما فضلَ عدد أخر من الأسر الأنتظار في الأردن وسورية .

وبعد الغزو الأمريكي البريطاني "الإسرائيلي" الإيراني لِبغداد سنة 2003 , كانَ نصيب هذه الأسر في العاصمة العربية المُحتلة بأن تكون "قرابين" للغُزاة ومُرتزقتهم , "قرابين" لِنُصب "المذبح اليهودي" في القرية العربية المُحتلة سواء أكانَ ذلك بدراية حكومة المنطقة الخضراء وأجهزتها وميليشياتها أو بدون درايتها لكن في كِلتا الحالتين الرابح الأول من استهداف أسر هذه القُرى البطولية الثلاثة ذوي الرداء الأسود واللحى الطويلة في تل ابيب وطهران ، فهل يوقد اليهود "نار المذبح" في القرية هذا العام أم يتركون الطقس "لِنار كُسرى" أم كلاهما سوف "يحتفيان" ؟! .

 

إيهاب سليم

7/4/2012


 

http://www.paliraq.com/images/paliraq2012/jewsineingazal/1.jpg

http://www.paliraq.com/images/paliraq2012/jewsineingazal/4.jpg

http://www.paliraq.com/images/paliraq2012/jewsineingazal/5.jpg

http://www.paliraq.com/images/paliraq2012/jewsineingazal/6.jpg

http://www.paliraq.com/images/paliraq2012/jewsineingazal/7.jpg

http://www.paliraq.com/images/paliraq2012/jewsineingazal/8.jpg

http://www.paliraq.com/images/paliraq2012/jewsineingazal/2.jpg


"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"