ايهاب سليم-السويد13/10/2008:
9000 الاف فلسطينيا تقريبا هو مجموع الفلسطينيين اللذين كانوا يعشون قبل عام 1948 في ثلاث قرى فلسطينية هي قرية عين غزال(مستعمرة عين ايالا حاليا) التي تقع على السفح الغربي لجبل الكرمل وتطل على البحر الأبيض المتوسط بمسافة 21 كم جنوب حيفا,وقرية جبع(مستعمرة غيفغ كرميل حاليا) التي تقع على السفح الغربي من جنوب جبل الكرمل بمسافة 18,5 كم جنوب حيفا,وقرية اجزم(مستعمرة كيرم مهرال حاليا) التي تقع في القسم الجنوبي الغربي من جبل الكرمل بمسافة 19,5 جنوب حيفا,اطلق على هذه القرى الثلاث اسم (المثلث الاسطوري) الذي سقط في اواخر شهر تموز يوليو اي بعد اعلان ما يسمى دولة اسرائيل في 15/5/1948 بشهرين ونيف,هذه القرى الثلاث كان لها دور بارز في الثورة الفلسطينية 1936-1939 ,وقد اقيمت فيها ثلاث فصائل عملت تحت امرة القائد يوسف سعيد ابو درة في قرية اجزم,يذكر المؤرخ الاسرائيلي بني موريس ان وحدات صهيونية من الوية غولاني وكرملي والكسندروني أحتلت هذه القرى بصعوبة بالغة عام 1948,بينما الوسيط الاممي الكونت فولك برنادوت قال امام مجلس الامن في شهر سبتمبر ايلول عام 1948:(اني اميل بقوة الى الرأي القائل ان الاجراءات التي اتخذت ومنها تدمير القريتين (جبع وعين غزال) تجاوزت كل الاعراف وشكلت خرقا لروح ونص شروط الهدنة).
الطرح عن هذه القرى الثلاث مختصرا يُعتبر جُرم فمثل هذه القرى تحتاج الى كتيب ليدون تاريخها و اسماء شُهداءها والذي بلغ 37 شهيدا خلال يوم واحد فقط لعملية شوطير الصهيونية في قرية عين غزال كمثال على ما نقول,ان الهدف من الطرح اعلاه هو للكشف عن بداية المشكلة في عملية تهجيرهم وطردهم الى الاردن وسوريا والعراق,وكان من نصيب العراق عام 1948 ان يحتضن قرابة 5000 لاجئا فلسطينيا غالبيتهم العظمى من قرى المثلث الاسطوري(عين غزال-جبع -اجزم) وبعض القرى والمدن المجاوره كأم الزينات والسنديانة والطنطوره وصرفند والسوامر وصفورية وصفد ويافا وغيرها من خلال نقلهم بشاحنات الجيش العراقي التي كانت ترابط في جنين حينذاك بأمر من رئيس الوزراء العراقي السابق(نوري السعيد).
اللاجئون الفلسطينيون في العراق قدموا 350 شهيدا خلال الفترة الممتدة منذ عام 1965 لغاية عام 2003 حسب احصائيات رسمية صادرة من منظمة التحرير الفلسطينية,هو عدد كبير مقارنة مع عددهم الصغير في العراق لكن الدفاع عن الحقوق المسلوبة في فلسطين وكذلك الدفاع عن جنوب لبنان والدفاع عن العراق وبعض البلدان الاخرى دفعهم لتقديم كل ما يملكون من الروح والمال,هم عربا اكثر من العرب انفسهم.
قبيل الاحتلال الامريكي للعراق,علق احد اعضاء قوة اف اي اف التابعة لاحمد الجلبي والتي كانت تضم 3000 عنصرا مدربين في (اسرائيل) والتشيك وبلغاريا في مقالة نشرها على صفحات الانترنيت عام 2002 قائلا:(سنسلم مفتاح السفارة الفلسطينية في بغداد الى (اسرائيل) لاقامة سفارة اسرائيلية بدلا منها),كانت اشارة واضحه منه لاستهداف اللاجئيين الفلسطينيين في العراق بايدي عراقية ممولة اسرائيليا,وما ان جثمت قوات التحالف المحتلة ارض العراق في التاسع من نيسان ابريل عام 2003 حتى تم قصف التجمع السكني الفلسطيني في منطقة البلديات وقصف السفارة الفلسطينية بقذيفة دبابة ثم اقتحام السفارة واعتقال سفيرها والطاقم الدبلوماسي.
بعدها تحركت قوات اف اي اف لتغتال بعض اللاجئيين الفلسطينيين والتحريض على طردهم من المنازل في مناطق الطوبجي والحرية وبغداد الجديدة والبتاوين,وللعلم ان مساكن البتاوين كان يشغلها يهود عراقيين هاجروا الى فلسطين واستولى عليها سكان عراقيين حينذاك,وتم استاجرها من قبل الحكومات العراقية المتعاقبة واشغالها باللاجئيين الفلسطينيين ولاسيما ان هذه المساكن كانت ذو تصميم قديم وطلاء جدرانها باللون الازرق المفضل لدى اليهود ما دعى الساكن العراقي لتقديم عروض استأجارها حينها,ربما ان قوات اف اي اف قد تناست ان عدد اليهود العراقيين في فلسطين نصف مليون نسمة حاليا وهم يسكنون في اراضي ومنازل السكان الفلسطينيين الشرعيين المطرودين منها,وهنا لا نفاوض على المبادلة مطلقا بل للكشف عن الحقائق وتاكيد الايمان بان فلسطين هي الوطن الاول والاخير للفلسطينيين.
بعد عام 2005 برزت ظاهره قوات بدر,هذه القوات تلاقت مع قوات اف اي اف بالاهداف لكن يختلفان في الرؤية السياسية حيث تنظر قوات بدر الى اللاجئيين الفلسطينيين بانهم موالون للرئيس العراقي الراحل صدام حسين ومعارضين للوجود الايراني في العراق بينما تنظر قوات اف اي اف الى اللاجئيين الفلسطينيين بانهم امتداد الى مجازر صبرا وشاتيلا واجب التنفيذ لاجل كسب الرضاء الصهيوني,فتمركز استهداف قوات بدر ضد الفلسطينيين البعثيين السابقين تارة وتشديد اجراءات الاقامة وشن عمليات التحريض الاعلامي المفبركة والاعتقالات والمداهمات ضد المدنيين الفلسطينيين تمهيدا لطرد باقي اللاجئيين تارة اخرى,منظمة بدر لم تكن طائفية والدليل على ذلك استهدافها الشيعة اولا في الجنوب العراقي قبيل استهدافها المنطقة الوسطى,فمنظمة بدر انصهرت ادمغت قادتها واعضاءها من قبل النظام الايراني خلال فترة تواجدهم في ايران ,عملية الغسل الايرانية تمركزت ضمن هدف واحد فقط وهو استهداف المناوئين للوجود الايراني في العراق والمناوئين لخطط الانفصال وتقسيم العراق بغض النظر عن الدين والطائفة واللون والعرق,لكن القاتل يبقى قاتلا حتى لو وصل الى مرحلة متقدمه من العُمر.
بعد تفجير مرقدي الهادي والعسكري (ع) في سامراء عام 22/2/2006,برزت ظاهره علنية في الاستهداف المباشر بعد ان كان شيء من الكتمان يدور خلفها,هذه الظاهره اطلق عليها اسم (ميليشيا جيش المهدي والقتل على الهوية),جيش المهدي الطائفي كان يتلقى حينها تمويلا امنيا وماليا وعسكريا من قبل وزير الداخلية الاسبق بيان جبر صولاغ والذي كان مسؤول الجهاز الامني للتصفيات في منظمة بدر حينما كان في ايران في خضم الحرب العراقية-الايرانية,فتم تسليط ميليشيا جيش المهدي وقوات حفظ النظام والشرطة العراقية والحرس الوطني العراقي لشن مسلسل دموي ضد اللاجئيين الفلسطينيين في العراق تمثل بالخطف والاعتقال والتعذيب والقتل والتحريض والتهجير والاهانة وفرض حصار على التجمعات الفلسطينية في بغداد,بواسطة اخوة شيعة عروبيين تم انقاذ قلة قليلة للغاية من اخوتنا الفلسطينيين من موت محقق في غرف التعذيب في الضغط العالي بمنطقة ابو دشير وقبو مستشفى النور بمدينة الشعلة وقبو منزل ابو حيدر كياره وسلخانة السدة في مدينة الثورة لكن كانت الماكنة الفارسية اسرع بكثير في حصد ارواح اخوتنا الفلسطينيين المختطفين,فعلا انهم نجحوا في حصد غالبية الارواح الفلسطينية البريئة التي سقطت بايديهم ما بعد الاحتلال الامريكي للعراق عام 2003 ولكنهم لم ينجحوا في تفريس عروبة الفلسطينيين,لايزالون حتى يومنا هذا هم الخطر الحقيقي على ارواح اخوتنا الفلسطينيين في العراق بسبب جهالة افكارهم الطائفية الفارسية وضحالة اخلاقهم وتدنيها.
القاعدة بفكرها المتطرف هي الاخرى حصدت ارواح فلسطينية في العراق سواء بقصد ام غير قصد,فالقاعدة حصدت فلسطيني اثناء مروره على طريق الفلوجة عام 2004 مع زميله العراقي (علي حامد) وقامت باحراق سياراتهم نوع كيا وخطفهم,القاعدة حينها لم تراف بحال الطفل المعاق ابن الفلسطيني المختطف الذي كان يحتسب ايامه طالبا للعلاج في زمن العسرة في الملجا الثاني بمنطقة الزعفرانية بل ولم تدخل الرافة والرحمة باطلاق سراحه رغم زيارة ذويه اليهم في الفلوجة.
هنا اتذكر واقعة اخرى حدثت في صباح يوم الخميس الموافق 30/3/2006 حينما وصل لي هاتف بان مهندسان فلسطينيان يعملان في محطة الاسحاقي للالبان يقطن احدهما في منطقة البلديات والاخر في منطقة الحرية قد اختطفا مع ثلاث مهندسين عراقيين منهم الدكتور نجم الذي يقطن في منطقة ابو دشير,واشار لي الهاتف بان الخاطفين أختطفوهم بواسطة خمس سيارات في بيجي تحديدا دون معلومات اخرى سوى انهم وضعوا في صناديق السيارات والتهمة مبهمة!! حينها عملية البحث استغرقت ساعات قليلة مرت بمشقة الانفس بتدخل شخصيات عراقية صديقة فكل دقيقة تمر تعرض حياة المخطوفين للخطر,فتمكن احد الاخوة العراقيين من توفير رقم هاتف الجهة الخاطفة وهم كتيبة الزلزال التابعة للقاعدة واظاف ان خاطفيهم نقلوهم الى النباعي ثم منطقة المشاهدة بزعامة ابو شيماء واعتذر الاخ العراقي عن استكمال البحث مفضلا الابتعاد.
قمت بالاتصال بابو شيماء,اشرت اليه ان المخطوفين فلسطينيين الجنسية, فتفاجاتُ برد قاس قال:لا نعترف بالجنسية وهؤلاء مرتدين والثلاث روافض!!! ثم اغلق الهاتف.
حينها ادركت اني اتعامل مع جهة لا تعترف سوى بالتطرف وبات تفكيري يقرأ الدقائق التي ستصفى فيها ارواحهم البريئة من قبل القاعدة ربما سيتم نحرهم بتهمة قاعدية جاهزة وهي انهم مرتدون بسبب حلاقة اللحى واخذ خيط الوجه او ربما يقطعون اصابعهم بسبب تدخين السجائر او ربما يسقوهم السم او البنزين ان اعترف المخطوفين بانهم يشربون عصير اللبن او الكولا او يتناولون السلطة مع الخل العراقي المحضور لديهم,فهذه القوانيين المتطرفة حصدت المئات من الابرياء في مناطق نفوذ القاعدة وكنت على اطلاع بها حتى وصلنا الى مرحلة نحلق رؤسنا بايدينا بعد تصفية الحلاقيين واصحاب المحال التجارية من قبلهم,اما ان تكون معهم او ضدهم شعار بالغ الصعوبة,فقمت بالاتصال بجهات عراقية اخرى متحكمة داخل منطقة المشاهدة ليعاد الاتصال الهاتفي من جانب ابو شيماء ليقول:(اكملنا التحقيق وسنطلق سراحهم لكن ارجوا شراء لي كرتين اتصال هاتفي!!),فعلا اطلق سراحهم وعاد المخطوفين الى ذويهم,اتصل الفلسطينيان مساء ليبلغوني ان ابو شيماء والخاطفين معه كانوا قد تعصبوا للغاية حينما سمعوا بان المخطوفين (فلسطينيين) فهم لايعترفون بالجنسيات مطلقا بل كانوا يفضلون ان تقول لهم انهم مخطوفون من اصحاب دين وووو!!حسب توجهاتهم.
قد نتذكر فتوى لابو قتادة اصدرها خلال تطرفه القاعدي في الجزائر قائلا:(لاضير في قتل المدنيين ان كان الهدف منه قتل المرتدين),لذلك سقط فلسطينيين مدنيين كحال اشقاءهم العراقيين في اشتباكات القاعدة وتفجيراتها في الاماكن العامة,من ضحاياها الفلسطينيين:(رفقة بديع علي التايه-فؤاد خليل-مريم زهدي-عامر سليم-وفاء محمد عبد السلام...)ولتسقط افواه حكومة الاحتلال العراقية الرابعة التي اتهمت الفلسطينيين بما يسمى الارهاب,ولكن بنفس الوقت لايمكن ان نظلم جزء شريف من القاعدة كان همهم مقاتلة قوات الاحتلال الامريكي فقط دون ان يوقعوا خسائر مدنية اعتمادا على عامل الارض والتوقيت الخالي من عامة الناس,انتقاد المرء لهم كي يصححوا الاخطاء ويوقفوا الفتنة الجارفة والاستهداف العشوائي او المبرمج الذي يصب في مصلحة المحتل بالمرتبة الاولى بدلا من مجاراة القاعدة لفكر ابو قتاده الباطل وما نجم عنه من مجازر استهدفت ابناء شعبنا الجزائري واستحياء حرمة النساء. اما على الصعيد العربي,بالطبع قد حضيت بزيارة سوريا الشقيقة العربية قبيل تفجرات سامراء بعشرين يوما,لكن بزيارة سريعة دامت 48 ساعة فقط,حيث تعهدت اطراف سياسية فلسطينية في دمشق ان توصلوني الى الجهات الرسمية لرفع معاناة اللاجئيين الفلسطينيين في العراق الى الحكومة السورية,وفعلا كان اللقاء الساعة الثامنة مساء تقريبا بتاريخ 1/2/2006 في مقر القيادة القطرية الرابعة في ساحة ابو حشيش في مخيم اليرموك بدمشق,دار اللقاء مع الاشقاء في القيادة القطرية الرابعة وفيه تقدمت باقتراح ادخال اللاجئيين الفلسطينيين الراغبين منهم من العراق الى سوريا بمن فيهم مخيم الرويشد وغيرهم ومعاملتهم معاملة الفلسطيني السوري او اللاجئيين العراقيين على اراضيهم او السماح لهم بالعبور الى رأس الناقوره في جنوب لبنان باعتبار ان راس الناقوره هي اقرب نقطة لعودة الفلسطينيين الى شمال فلسطين وما ستسبه من مشكلة حقيقة مع الامم المتحدة في تطبيق القرار الاممي 194 واحراج المجتمع الدولي,الجانب الفلسطيني تعهدوا بتقديم المقترح الى الحكومة السورية وعلى ما يبدو ان الحكومة السورية لاتزال تدرسه لغاية اليوم!!والشاهد على ذلك المخيمات الفلسطينية المنتشرة في الصحراء على طول حدودها مع العراق المحتل والاعتقالات التي تمارس ضد الفلسطينيين الفارين من العراق في اراضيها.
اما الحكومة الاردنية,فهي تحتاج الى مجلد خاص للتعليق على تصرفاتها,حيث منعت اشقاءنا الفلسطينيين الفارين من العراق من دخول اراضيها وواجهتم بالدبابات بعد ان القت بمجموعة اخرى في مخيم الرويشد على الحدود العراقية الاردنية,ولم تتوقف الى هذا الحد بل وتمنع الفلسطيني القادم من العراق دخول اراضيها حتى يومنا هذا,وفي ختام المقال لابد ان نشير الى الادهى ان احد الاخوة الفلسطينيين من مواليد العراق حاصل على جواز سفر سويدي منذ عدة سنوات بعد وصوله للسويد قبل احدى عشر عاما,فضل التوجه الى الاردن سائحا قبل عامين واذ يتفاجا من ضابط امن المطار بالتحقيق معه بتهمة انه فلسطيني من العراق ويتوجب عليه الحصول على فيزا من السفارة الاردنية!!على الرغم من انه يحمل الجنسية السويدية وغير مدون فيها انه فلسطيني وما شابه لكن فضل العودة الى المملكة السويدية بدلا من الرضوخ لطلبات الامن الاردني.