التطير وخطره على المجتمع - عزالدين الأسعد

بواسطة قراءة 7681
التطير وخطره على المجتمع - عزالدين الأسعد
التطير وخطره على المجتمع - عزالدين الأسعد

إن خير الكلام كلام الله وخير الهدي هدي نبينا محمدا صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة في النار أعاذني الله وإياكم من النار .

كثيرا منا إذا خرج إلى العمل وفي طريقه رأى رجل أعور أو أعرج أو سمع صوت غراب أو سمع صوت بومة أو ما شابه ذلك فقال أعوذ بالله ومنهم من قال يا ستير وتشاءم من هذا اليوم ونسي أقدار الله تبارك وتعالى .

فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( لا عدوى ولا طيرة ولا هامة ولا صفر، ولا نوء ولا غول، ويعجبني الفأل ). أخرجه مسلم .

قال الشيخ العلامة عبدالعزيز بن رحمه الله تعالى في شرحه للحديث :

"المعنى إبطال ما يعتقده أهل الجاهلية، من أن الأشياء تعدي بطبعها، فأخبرهم صلى الله عليه وسلم أن هذا الشيء باطل، وأن المتصرف في الكون هو الله وحده، فقال بعض الحاضرين له صلى الله عليه وسلم: يا رسول الله الإبل تكون في الصحراء، كأنها الغزلان، فيدخل فيها البعير الأجرب فيجربها، فقال صلى الله عليه وسلم : (( فمن أعدى الأول )). والمعنى أن الذي أنزل الجرب في الأول هو الذي أنزله في الأخرى، ثم بين لهم صلى الله عليه وسلم أن المخالطة تكون سبباً لنقل المرض من الصحيح إلى المريض، بإذن الله عز وجل، ولهذا قال صلى الله عليه وسلم : (( لا يورد ممرض على مصح )). والمعنى: النهي عن إيراد الإبل المريضة ونحوها بالجرب ونحوه مع الإبل الصحيحة؛ لأن هذه المخالطة قد تسبب انتقال المرض مع المريضة إلى الصحيحة بإذن الله، ومن هذا قوله صلى الله عليه وسلم : (( فر من المجذوم فرارك من الأسد )) . وذلك لأن المخالطة قد تسبب انتقال المرض منه إلى غيره، وثبت عنه صلى الله عليه وسلم أن انتقال الجذام من المريض إلى الصحيح إنما يكون بإذن الله، وليس هو شيئاً لازماً.

والخلاصة: أن الأحاديث في هذا الباب تدل على أنه لا عدوى على ما يعتقده الجاهليون من كون الأمراض تعدي بطبعها، وإنما الأمر بيد الله سبحانه. إن شاء انتقل الداء من المريض إلى الصحيح وإن شاء سبحانه لم يقع ذلك.

ولكن المسلمين مأمورون بأخذ الأسباب النافعة، وترك ما قد يفضي إلى الشر".

قال تبارك وتعالى في محكم كتابه العزيز : { قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِن لَّمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ } [يس : 18] .

وللأسف اننا نسينا كلام الله تبارك وتعالى وكلام الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم ، فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كنت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقال : ( يا غلام ألا أعلمك كلمات احفظ الله يحفظك احفظ الله تجده تجاهك إذا سالت فاسألِ الله وإذا استعذت استعن بالله واعلم ان الامة لو اجتمعت على ان ينفعوك بشيء لم ينفعوك الا بشيء قد كتبه الله لك ولَو اجتمعوا على ان يضروك بشيء لم يضروك الا بشيء قد كتبه الله عليك ، رفعت الاقلام وجفت الصحف ) . [الألباني] .

وعن ابي هريرة رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : (المؤمنُ القويُّ خيرٌ وأحبُّ إلى اللَّهِ منَ المؤمنِ الضَّعيفِ ، وفي كلٍّ خيرٌ ، احرِص على ما ينفعُكَ ، واستِعِن باللَّهِ ولا تعجِزْ ، وإن أصابَكَ شيءٌ ، فلا تقُل : لو أنِّي فعلتُ كان كذا وَكَذا ، ولَكِن قل : قدَّرَ اللَّهُ ، وما شاءَ فعلَ ، فإنَّ لو تَفتحُ عملَ الشَّيطانِ ) . رواه مسلم .

وقال ابن القيم رحمه الله فالطيرة من الشرك والقاء الشيطان وتخويفه ووسوسته يكبر ويعظم شأنها على من اتبعها نفسه واشتغل بها واكثر العناية بها وتذهب وتضمحل عمن لم يلتفت اليها ولا القى اليها باله ولا شغل بها نفسه وفكره . مفتاح دار السعادة .

وعن عمران بن الحصين رضي الله عنه ان رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : ( ليس منا من تَطَيَّرَ ولا من تُطُيِّرَ له ، أوْ تَكَهَّنَ أوْ تُكُهِّنَ لَهُ ، أو تَسَحَّرَ أوْ تُسُحِّرَ لَهُ ) [الألباني] .

وعن عبدالله بن عمرو رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال : (مَنْ ردَّتْهُ الطِيَرَةُ عن حاجتِهِ فقدْ أشرَكَ قالوا : يا رسولَ وما كفارَةُ ذلِكَ قال يقولُ " اللهمَّ لا طيرَ إلَّا طيرُكَ ، ولَا خيرَ إلَّا خيرُكَ ، ولَا إلهَ غيرُكَ ) [الألباني] .

ذكر العلماء ان الطيرة من كبائر الذنوب لأن النبي صلى الله عليه وسلم قال الطيرة شرك وكما هو معلوم ان الشرك اعظم ذنب عُصي الله به وتبرأ النبي عليه الصلاة والسلام من اهل الطيرة فقال ليس منا من تطير او تطير له وينبغي للمسلم ان يعلم ان حكم الطيرة يختلف بإختلاف احوال الشخص المتطير وذلك ان المتطير لا يخلو من ثلاثة احوال :

1- ان يمضي ولا يلتفت الى شيء من ذلك فهذا لا يضره .

2- ان يمضي لكن في قلق وهم وغم يخشى من تأثير هذا المتطير به وهذا مكروه ولكنه يدخل في حد الشرك والله المستعان .

3- ان يحجم ويستجيب لهذه الطيرة ويدع العمل فهذ شرك لحديث عبدالله ابن عمرو رضي الله عنه ان النبي صلى الله عليه وسلم قال : (مَنْ ردَّتْهُ الطِيَرَةُ عن حاجتِهِ فقدْ أشرَكَ قالوا : يا رسولَ وما كفارَةُ ذلِكَ قال يقولُ " اللهمَّ لا طيرَ إلَّا طيرُكَ ، ولَا خيرَ إلَّا خيرُكَ ، ولَا إلهَ غيرُكَ ) [الألباني] .

فعلينا بالتفاؤل فإن النبي عليه الصلاة والسلام كان يحب التفاؤل وهذا من حسن ظنه صلى الله عليه وسلم بربه جل وعلا فعلى المؤمن الا يظن بربه الا كل خير .

وعن انس رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا عدوى ولا طِيَرَةَ . ويُعجبني الفألُ . قال قيل : وما الفألُ ؟ قال : الكلمةُالطيبةُ ) رواه مسلم .

ان الأحاديث في هذا الباب تدل على أنه لا عدوى على ما يعتقده الجاهليون من كون الأمراض تعدي بطبعها، وإنما الأمر بيد الله سبحانه وتعالى إن شاء انتقل الداء من المريض إلى الصحيح وإن شاء سبحانه لم يقع ذلك .

والمسلمين مأمورون بأخذ الأسباب النافعة، وترك ما قد يفضي إلى الشر .

هذه بعض الاحاديث المختصرة التي تهتم بهذا الموضوع فقد احببت ان انقلها اليكم عن موضوع مهم قد يغفل عنه الكثير أسأل الله ان يوفقني واياكم وان يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون احسنه اللهم ارنا الحق حقا وارزقنا اتباعه وارنا الباطل باطلا وارزقنا اجتنابه وآخر دعوانا الحمد لله رب العالمين .

 

عزالدين الأسعد

3/3/2014

 

حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"