معاناة وألم وموت من البرازيل – عصام عرابي

بواسطة قراءة 2311
معاناة وألم وموت من البرازيل – عصام عرابي
معاناة وألم وموت من البرازيل – عصام عرابي

لم يعد خافياً على أحد حجم المعاناة التي عاناها ولا زال يعانيها اللاجئين الفلسطينيين في البرازيل ، وبالرغم من محاولة بعض المستنفعين من المفوضية ومؤسسة آساف القذرة لأجل ما يقبضونه منهم لتشويه الواقع المرير الذي يعانيه اللاجئين الفلسطينيين في البرازيل أُولائك الذين باعونا بما يتقاضونه شهرياً من المنظمات المذكورة ، فقد كان من واجبهم لا بل ما يحتمه عليه عملهم مع هذه المنظمات هو تحسين الصورة السوداء والوجه القبيح للحكومة البرازيلية والمفوضية وأعوانهم ،

إلى أن المعاناة إستمرت في التزايد وتفاقم الوضع إلى أن أصبحت هناك مآسي يحزن لها القلب ومن لديه وجدان حي ..

حاولوا ولا زالوا يحاولون إظهار اللاجئين الفلسطينيين بأقبح وأسواء الصور ، أما الشيطان المسمى آساف فهو المسكين المظلوم ، كما حاولوا رسم صورة وهمية كاذبة للأوضاع والمعاناة ، فتم وصفنا سابقاً أثناء إعتصامنا أننا لسنا سوى مجموعة من المشاغبين ، وتم تهديد الأخوة الذين إعتصموا فيما بعد بأنهم سيجعلون منهم عبرة لمن لايعتبر ويقدم على الإعتصام ، وكما وصل الإستهتار بإحدى المترجمات في آساف أن تقول أن هناك بيوتاً إيجارها ( 50 ) ريالاً شهرياً ، لربما يقولون لنا اليوم أن ( 100 ) ريالاً تكفي ليعيش بها الفرد ستة أشهر ...

من هذا المنطلق أستطيع القول أننا نتعامل مع مرضى حاقدين على كل معاني الضمير والإنسانية ، حاقدين على أبسط ما يملكه المرء ، فينكرون علينا حقنا بالعيش حياة كريمة ، ينكرون علينا خوفنا على مستقبل أطفالنا ، فوصلوا بذلك إلى أحط وأدنى المستويات الأخلاقية والإنسانية ، لقد تعاملوا بالتمييز بين اللاجئين بكل شيئ لخلق وزرع جذور الفتنة بينهم فقد إحتظنوا أفراداً ليظهروا بهم إعلامياً ويضربون المثل بهم وليغطوا بذلك على كل قباحة أُرتكبت ويدفنون المعاناة الحقيقية لباقي اللاجئين ، الذين يعانون في شتى مناطق البرازيل التي تم توزيعهم فيها ..

وقد إستغلت المفوضية وآساف على مدى السنتين المنصرمتين هذه السياسة الحقيرة وبكل قوتها ، فعندما شعر خافير مدير المفوضية بتأزم الوضع وإزدياد المعتصمين من مسنين ومرضى وحالات خطيرة ونساء وأطفالاً رضع ، ذهب بأحد الشبان من اللاجئين أمام الكونغرس البرازيلي ليضرب به المثل ، لاحظوا معي أيه الأخوة هذا التناقض الفاضح كل أولائك البشر من شتى الحالات المسنة والمرضية والإنسانية ، لا يكونون محط أنظار الكونغرس البرازيلي ، وشاب واحد يكون هو النموذج للكونغرس ، ما هذا الكونغرس الأعمى أو الذي لايريد أن يرى إلا ما يحب رؤيته !!!!!

إننا اليوم نسمع ونقرأ كثيراً عن فضائح المفوضية وسوء تصرفاتها مع اللاجئين بما لا يتوافق وكونها منظمة دولية تدعي الإنسانية ،لقد أخطأت هذه المنظمة بحق اللاجئين الفلسطينيين في البرازيل كثيراً وليست هي وحدها فلا زالت الحكومة البرازيلية والتي هي أحد الأسباب الرئيسية في هذه المعاناة لا ترى في نفسها أي مسؤولية عن أي شيئ حدث و سيحدث ، فلم تحاول هذه الحكومة التدخل من قريب أو بعيد بأي شيئ يخص اللاجئين الفلسطينيين في البرازيل وكأننا نعيش ببلد مجاور للبرازيل ، إن المعاناة في البرازيل لم نرى لها مثيل في أي دولة إستقبلت لاجئين ، فقد شاهدنا وفاة الأخ حمدان أحد الأخوة المسنين المعتصمين والذي قضى سنتان في الشوارع إلى أن وفاه الأجل ، من يتحمل مسؤوليته ،

طبعاً لا أحد لا حكومة برازيلية ولا سفارة فلسطينية ولا مفوضية ، فقد قرأنا في خبر وفاة الأخ حمدان أن السفارة الفلسطينية كان لها دور كبير لتذليل الكثير من الصعاب في الإجراءات لدفن المرحوم حمدان ، هذا شيئ جميل ، لكن هذا الخبر من الممكن أن يكون أجمل من ذلك بكثير لو سمعنا أن السفارة الفلسطينية تبذل جهدها لتذليل الكثير من الصعاب لحل المشاكل التي كانت تواجه حمدان وهو حي يرزق ، وسوف يكون أجمل أن نسمع اليوم أن السفارة الفلسطينية تحاول وضع حد وأن تساهم بحل المشاكل التي تواجه اللاجئين في البرازيل ، ونتمنى أن نسمع أنهم يحاولون حل المشاكل في حياتنا وليس بعد مماتنا لأننا وبعد مماتنا لن نكون مكترثين لمن يحل مشكلة دفننا ، لكننا سنكون أكثر إمتناناً لمن يساهم في حل مشكلتنا ونحن أحياء ...

لقد حذرنا فيما مضى من عواقب الإهمال والمصير المجهول وسوء التصرف والفوضى التي تم وضع اللاجئين الفلسطينيين فيها وتحدثنا عن هذا المصير وإننا ندعوا اليوم كافة الأطراف التي إقترحت وتفاوضت ووافقت على جلب اللاجئين الفلسطينيين إلى البرازيل للنظر بجدية والتعامل بشكل جاد مع هذه المشكلة الكبيرة لأن هذه أرواح بشر لا يحق لأحد الإستهزاء بها أو في التعامل معها ، وإنني أُحذر من الإستهزاء بمطالبنا لأن عواقب ذلك ستكون مزيداً من الأرواح البريئة

التي ستقضي عليها المفوضية والحكومة البرازيلية ، وإنني أُطالب كافة الأطراف للإستجابة لمطالبنا وحل هذه المشكلة وإخراجنا من هذه المعاناة فعندما قلنا أعيدونا إلى بلدنا قلتم هذا مستحيل وعندما قلنا أعيدونا إلى العراق قلتم عندما يتركه الأمريكيون إننا نقول أعيدونا إلى المخيمات أعيدونا إلى الصحراء إعتقونا وإعتقوا أطفالنا من ظلمكم وإستبدادكم نحن لانريد أن نكون برازيليين ولا نريد البرازيل لا إسماً ولا مضموناً وإنني أدعو من هنا منظمات حقوق الإنسان ومنظمات حقوق الطفل وكل منظمة تقول أنها منظمة إنسانية وأصحاب الضمير الحي لمناصرتنا ومساعدتنا على إظهار ظلمنا والتدخل لإنهاء معاناتنا ..

 

بقلم - عصام عرابي - البرازيل

2/11/2009

 

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"