حزب الدعوة العميل يقذف بالباطل على الحق
"أ.د. كاظم عبد الحسين عباس" / أكاديمي عراقي مقاوم
يعيش حزب الدعوة العميل محنة مركبة. الوجه الأول لهذه المحنة هو ولادة هذا الحزب في أحضان إيران وانتماءه إلى الطائفية السياسية الشيعية الصفوية مما يجعله فاقد لمقوم الوطنية ويعطي الحق الشرعي والقانوني للعراقيين بإبعاده بكل السبل عن خارطة الأحزاب العراقية أو العربية والتعامل معه على انه فكر وتنظيم دخيل على الإسلام وعلى العروبة وعلى وحدتهما الروحية والعضوية. ونحن نعرف ونعلم علم اليقين إن أعضاء حزب الدعوة من القواعد حتى الرؤوس يعانون من عقدة الولاء والانتماء إلى إيران في الوقت الذي ينشطون فيه على أرض غير أرضهم ووطن غير وطنهم وينتظرون ويتوقعون ويتصرفون ميدانيا على هاجس أن تُحسم قضية هذا الوجود اللقيط في أية لحظة, الدعوجية يقض مضاجعهم هذا الازدواج بالهوية ويدفع بهم إلى مزيد من السقوط القيمي والأخلاقي والإجرام بحق العراق والأمة. ونحن نعرف ونعلم يقينا إن الدعوجية يعيشون حالة إسفاف إعلامي ويرتقون منابر تلقى بهم في مزابل البشر وتفقدهم أي رصانة موضوعية لأن التأسيس على الرذيلة ينتج مزيدا من الرذائل والبناء على الأساس الخاطئ يفضي إلى مزيد من الأخطاء. أما الوجه الثاني لمحنة الدعوجية العملاء وإشكالية وجودهم برمته وهو أكثر قبحا وبشاعة فهو لجوء الدعوة إلى التعاقد مع الشيطان الامبريالي الصهيوني الأكبر لتحقيق حلم طال زمن انتظاره بالنسبة لهم ألا وهو حلم استلام السلطة في العراق بالذات لأسباب تتعلق بالجغرافية وأخرى تتعلق بالتاريخ ضمن حسابات الجانب الفارسي. إن قرار حزب الدعوة العميل بالمشاركة في ترتيبات غزو العراق واحتلاله من أميركا وحلفاءها قد وضع هذا الحزب الطائفي في عنق الزجاجة وأطل به على نهايات تنظيمية وأخلاقية مفجعة يمكن لأي متصل باعضاءه أن يلمسها ويتيقن من فعلها الصاعق على رؤوسهم الخاوية.
المؤكد إن حزب الدعوة قد عمل بمثابرة وجدية لتحقيق حلم الوصول إلى السلطة تحت يافطات الطائفية البغيضة غير إن انقطاع جذوره وتبعيته الصارخة وعدمية نهجه الطائفي كلها كانت تقف بينه وبين شعب العراق. وقام هذا الحزب وتشكيلاته المليشياوية وعصاباته المنطلقة من إيران أو من اهوار العراق أو من أزقة بغداد وكربلاء والبصرة والنجف وصلاح الدين بقتل العراقيين بتفجيرات إجرامية بقنابل مزروعة في البيوت والجامعات والمساجد والمراقد المقدسة ودوائر الدولة ونظموا عمليات اغتيال مدعومة من إيران على عراقيين رسميين وغير رسميين, بعثيين ومن كوادر الدولة, وساندوا حركات التمرد للأحزاب الكردية العميلة التي تأتمر بأوامر صهيونية، وتواجدوا في لب العمل المخابراتي المعادي للعراق ودولته الوطنية أينما كان هذا العمل متاحا، في لندن أو باريس أو واشنطن أو الكويت أو إيران أو السعودية وغيرها. كل هذا وهم يدركون أنهم يفعلون ما يفعلون للوصول إلى السلطة ليس لتحقيق أي شئ سوى الكيان الطائفي الحقير التابع والموالي لدولة ولاية الفقيه الفارسية وبث الطائفية المدمرة للوطن وتمرير مخطط الكهنوتية في العراق لينجح في كل الأمة.
رغم كل السلوك الإرهابي الموثق والنزعة الدموية المعروفة ورغم كل سمات النفاق على الدين والعداء لأي مسار وطني الذي يعرفه الدعوجية عن نفسهم قبل أن يعرفه الآخرون عنهم غير أنهم يمارسون الديمقراطية الموهوبة لهم بحراب أميركا وحوافر المارينز ويتوهمون بأنهم ديمقراطيين، بل ويتوهمون أنهم هم من أنجز عملية استلام السلطة ولا يرون بالعين المجردة ولا بالمكرسكوبات المكبرة جنود الاحتلال يجوبون البلاد والإدارة الأمريكية الخلفية التي تلعب بظهورهم كيفما تشاء.. انفصام تام يصيب هذا الجسد المتعفن و عمالة مركبة تعصف برؤوس متبلدة متحجرة، ورغم ذلك فإنها تكابر وتقذف بالباطل على الحق في مسرحية اضحك على روحك كي تُضحك الآخرين، وتلطخ بالدماء كي تشعر بالنصر الوهمي وعمم الظلمة كي تعمي بصائر وأبصار الخلق.
الدعوة برهن بكل الأدلة انه حزب عميل، بل مجموعة مرتزقة ليشهدوا هم بأنفسهم أن كل إجراءات العراقيين الشرفاء لاقصاءهم وإبعاد خطرهم عن شعب العراق كان هو الحق بعينه وهو التصرف الوطني السليم. لقد اثبت الدعوجية إنهم مسارات فساد وإفساد وإنهم معاول تدمير للعراق والأمة وإنهم أدوات رخيصة بيد الأجنبي فتمادوا في نهج القذف بالحق على الباطل متوهمين مرة أخرى إنهم سيزهقون الباطل بالحق وتلك لعمري حكاية البلادة والتفاهة والغباء والإلحاد الذي انغمسوا فيه ليعمموه.
كيف يقذف الدعوة العميل بالباطل على الحق؟ هذه بعض الاستدلالات :
· يقتلون بلا حساب ويهاجمون حزب البعث على انه قاتل في محاولة بائسة لطمس الحقيقة وقلب الحقائق.
· يخونون العراق والعروبة والدين بالتعاون مع الغزو والاحتلال ويدّعون أنهم يصلحون حال العراق تحت ظل الاحتلال ويصدقون ظلالتهم بأنهم محررين. إن مَن يحكم تحت ظل الاحتلال ويتبنى نتاجه السياسي المخابراتي خائن وعميل في أعراف بوش وبلير الذين استخدموا الدعوة وشبيهاته في توفير أرضيات الغزو والاحتلال وفي أعراف كل العالم الحر منه والمستعبد.
· يسرقون ويتهمون البعث بالسرقة، ويفسدون كما لم يحصل في تاريخ العراق ويتهمون البعث بعارهم وفجورهم وهم مَن قام بتدمير كل بنى العراق التحتية والفوقية العملاقة التي بناها البعث وشعب العراق العظيم ليغيبوا شواهد الانجاز الشاخصة التي تقض مضاجعهم.
· قتلوا الفلسطينيين اللاجئين في العراق وهجّروهم ويتهمون البعث باغتيال قيادات فلسطينية.. ويتعاونون مع أميركا الصهيونية ويعملون تحت سلطتها الصهيونية ويتهمون الدولة البعثية الوطنية التي دعمت فلسطين بكل ما هو ممكن ماديا ومعنويا بالتآمر على القضية الفلسطينية. لعب في أوراق التناقض لا يجربه إلا الساقطون خلقيا.
· يدّعون أنهم أهل دين وهم كلاب سلوقية تلهث وراء المتعة الحرام والمال السحت.
· يقوّضون قوة العراق بالاتفاق مع أميركا وإيران والكيان الصهيوني وتحت إمرتها وبالتعاون مع كل شذّاذ الآفاق ويتهمون البعث بجلب الاحتلال.. وعلى رأي المثل الشعبي الدارج في العراق: عيّرتني بعارها.
· يدّمرون العروبة في العراق ويتهمون البعث الحامل لراية العروبة بالخيانة والعمالة ظنا منهم أنهم يبشّعون العروبة بتبشيع البعث، والبعث والعروبة عصّية على مداركهم الضحلة.
· يخونون ويبيعون ذممهم وضمائرهم ويتهمون العراقيين الشرفاء بالخيانة. مرة أخرى عيّرتني بعارها.
للقارئ الكريم أن يضع ما يشاء من إضافات يلتقطها من أفواه المالكي أو الساعدي أو سواهم من تجّار التزوير والكذب التي تحولت يقينا إلى قذف للحق بالباطل بامتياز يسجل لجوقة الدعوجية المغلوبين على أمرهم بالخيانة والعمالة والقتل والإجرام وكأنها سمات وخصال جبلت لهم وولدت مع ولادتهم غير الحميدة.
المصدر : شبكة المنصور الإخبارية
1/11/2011