بعد مخاض عسير وطول انتظار وصل سيادة الرئيس محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية المنتهية ولايته ، وقد انتظر هذه الزيارة العديد من اللاجئين الفلسطينيين في العراق لما لها من الأهمية عسى ان تخفف من معاناتهم وليدة الست سنوات المنصرمة .
ضمن البروتوكولات المعمول بها لدى كبار الزعماء والسياسيين في مثل هذه الزيارات ان تكون هنالك اولوية للجالية التي تقيم في تلك الدولة ، وضرورة لقائهم ومناقشة اهم الاشياء التي تخصهم لاسيما اصبحت قضية اللاجئين الفلسطينيين في العراق لها صدى دولي وعلى جميع الاصعدة ، لكن هل يا ترى كلف نفسه محمود عباس بزيارة التجمعات الفلسطينية فضلا عن مخيم الوليد الذي له قرابة ثلاث سنوات وفيه اكثر من 2000 فلسطيني يعانون الامرين في ظل ظروف ماساوية يعيشونها .
تبين ان زيارة محمود عباس للعراق سريعة جدا ولم يلتق احدا عدا دليل القسوس القائم باعمال السفارة الفلسطينية هناك ، والذي بدوره نقل بعض مطالب الفلسطينيين للرئيس بحيث يتم طلبها من قبل المسؤولين العراقيين وتلك المطالب تتلخص بما يلي :
1- ضرورة اصدار جواز سفر عراقي للفلسطينيين .
2- الغاء شمول الفلسطينيين بقرار 51 القاضي بمعاملة الفلسطينيين كلاجئين سياسيين .
3- الحاق الفلسطينيين بوزارة مدنية بدلا من وزارة الداخلية التي تشرف عليهم حاليا .
4- الاسراع بقضية المعتقلين الفلسطينيين .
5- تفعيل القرار 202 القاضي بمعاملة الفلسطيني معاملة العراقي .
يذكر بان المالكي عندما سمع تلك المطالب ضحك وقال : إذا تريدون جوازات سفر ؟!!! وفيما نقل عن الرئيس الفلسطيني بان العراقين قد وافقوا على تلك المطالب ، ونتمنى ان يكون ذلك حقيقيا لانه يخفف من كاهل المواطن الفلسطيني .
العجيب في الامر ان تلك المطالب منذ الايام الاولى للاحتلال والجميع يطالب بها وكان بامكان محمود عباس المطالبة بها عبر السفارة او عبر الاتصالات او اللقاءات المتكررة بالقمم العربية او المؤتمرات او المناسبات العديدة التي يتواجد فيها مع تواجد المسؤلين العراقيين ، وكانت هنالك فرصة عند حضور جبريل الرجوب قبل اكثر من سنتين وخرج كما دخل بل ازادت معاناة الفلسطينيين بعدها ، فلا ندري ما هو سبب التاخير لحين الزيارة وهل هذا امر يحتاج لهذا التاخير ، مع العلم ان اكثر من 15000 فلسطيني قد غادروا العراق لوجهات مختلفة ويبدو ان تلك القرارات ستطبق بعد التحاق من تبقى في العراق بمن غادرها مضطرا لذلك ! .
البعض تفائل بتلك الزيارة لكن نطمئنكم ان " فاقد الشي لا يعطيه " ويبدو ان هنالك اسباب ودوافع وخفايا لتلك الزيارة كما حصل عندما حضر الرجوب وذهب لشمال العراق لفتح ممثلية لمنظمة التحرير أي وجود لحركة فتح هناك بالنتيجة طبعا .
عموما الناس في التجمعات الفلسطينية لا سيما مجمع البلديات مروا بظروف صعبة للغاية وهم بامس الحاجة لرفع معنوياتهم لاسيما فرصة زيارة الرئيس محمود عباس كانت كبيرة جدا لكن يبدو ان اؤلئك الضعفاء ليسوا من اولوياته وهذا امر اصبح بديهي جدا لان الفلسطينيين في العراق لا احد من المسؤولين الرسميين يعترف بهم كلاجئين ولهم حقوق وهذا طبعا بحسب الاحداث المتوالية والدور السلبي لهم ، لاسيما عندما قبض ابو مازن عشرة ملايين دولار في قمة الرياض من العراق لقاء ايقاف حلقات كانت تبث عبر قناة فلسطين الفضائية ، ومواقف عزام الاحمد مسؤول كتلة فتح في المجلس الشتريعي اكثر من ذلك ، لاسيما هو محسوب على الفلسطينيين في العراق وعاش هناك وللعراق افضال كثيرة عليه لكن لا ادري لماذا هذا الكره والحقد للفلسطينيين في العراق من قبله ، وهو في مرات عديدة يصرح بان الفلسطينيين في العراق لم يتعرضوا لانتهاكات مباشرة انما حالات فردية .
زيارة مهمة كهذه كان الاولى ان يلتقي على الاقل بوجهاء مجمع البلديات وان يتباحث معهم بابرز مشاكلهم المتزايدة والمتجددة ، مع ان الاولى زيارة المجمع ولقاء الاهالي هناك ، والعجيب انهم يقولون ان الوضع الامني متحسن طيب لماذا هذه الزيارات الصاروخية والمستعجلة ؟!!! وكان على الاقل هنالك اثر معنوي لعموم الفلسطينيين بتلك الزيارة .
والعجيب ان محمود عباس اشاد بالحكومة العراقية ولا ندري ايش نوع هذه الاشادة ؟!! هل لان ايديهم متلطخة بدماء المئات منا ؟! ام لانهم عاملونا بكل تقدير واحترام ؟!! ام على ماذا الشكر لا ادري ؟! نرجو من سيادة الرئيس توضيح الانجازات التي قدمتها الحكومات بعد الاحتلال لا سيما حكومتي الجعفري الطائفي والمالكي ؟.
طيب اما كان الاولى والاجدر لمحمود عباس يطالب باطلاق سراح العديد من المعتقلين لاسيما ان عدد منهم تم اعتقالهم بلا ذنب ولا جريمة ام ان دليل القسوس ليس في برنامجه اولئك ، وكلنا يعرف كيف تم اعتقال الفلسطيني نمير خالد ومن قبله اربعة شباب وهم اولاد ابو بشار الحردان فمن يطالب بهم ، والاخبار تتوارد بضرورة دفع مبالغ كبيرة للمحامين كي يتم الافراج عنهم ، افلا يمكن للرئيس متابعة امورهم او تعيين محامين لهم وصرف بعض المعونات لذويهم !!؟.
هنالك قضية اثيرت كثيرا من قبل بعض الجهات والشخصيات وهي ما يخص الشهداء الذين سقطوا نتيجة الحقد الطائفي الذي شكرهم عليه ابو مازن ، لماذا لم يتم اعتمادهم لحد الآن كشهداء منظمة التحرير باستثناء عدد قليل جدا بسبب المحسوبيات !! .
ولو تاملنا تصريحات جلال الدين الصغير ( وهو اسم على مسمى ) صغير في كل شيء مع الحقد الاعمى الذي يحمله على الفلسطينيين ، حيث قال (لكن ان يتدخلوا في الشأن الداخلي فإنه أمر غير مسموح !!! ) فما هو نوع التدخل ولماذا يصرون على تصنيف الفلسطينيين بهذه التصنيفات التي لا اساس لها من الصحة ويتجاهلون ما تعرضوا له من انتهاكات على يد قوات بدر وجيش المهدي ولواء الذيب والعديد من الصحف ، لذلك طالما هنالك شخصيات تحكم وتمسك زمام الامور بعقلية الصغير تتوالى نكبات الفلسطينيين حتى لو زار ابو مازن العراق كل شهر مرة او مرتين ، لان الاحقاد الطائفية تملئ قلوبهم .
نتمنى ان تكون هذه الزيارة مثمرة وفيها نفع لعامة اللاجئين الفلسطينيين في العراق وان تتم متابعة تلك المطالب مع المعنيين ، لكن المواقف المخزية للسلطة والسفارة الفلسطينية في بغداد السابقة والحالية لا تبشر بخير .
عبد العزيز المحمود
كتب فلسطيني – بغداد
11-4-2009
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"