بسم الله الرحمن الرحيم
بدأ التآمر على فلسطين وشعبها المسلم العربي في القرن الثامن عشر وأثناء حملة نابليون بونابورت لغزو مصر وفلسطين ومن خلالها أصبح العمل على تشجيع الهجرة اليهودية من دول العالم تحت شعار الصهاينة المزعوم بأنهم "شعب الله المختار" بأسطورة "الوعد الإلهي والحق التاريخي في فلسطين أرض الميعاد" .
وفي تلك الفترة هاجر الآلاف من الصهاينة إلى فلسطين وأقاموا مستوطنات عشوائية على أراضي واسعة من فلسطين ومع مرور الوقت تزايدت الهجرة الصهيونية مع الترويج بالتضليل والدعاية الإعلامية في دول الغرب مما لاقت إقبالا وتعاطفا في الأوساط الغربية ففي عام 1897ميلادية تم انعقاد مؤتمر بازل بسويسرا وبزعامة (ثيودور هرتزل) وقد تمخضت القرارات التي صدرت عن المؤتمر بتشريد شعب فلسطين وإقامة الدولة العبرية اللقيطة ، ثم بعد سنوات قامت الحرب العالمية الأولى سنة 1914 ميلادية والتي كان للصهاينة اليد الطولى في دفع العالم ذلك الوقت إليها وبعد قيام تلك الحرب وأثنائها عقدت اتفاقية سايكس بيكو سنة 1916 ميلادية بين بريطانيا وفرنسا بتقاسم النفوذ على الوطن العربي بينهما وفى العام التالي ونتيجة لهذه الاتفاقية تم في 2 تشرين الثاني عام 1917 إعطاء وعد من قبل وزير خارجية بريطانيا (بلفور) إلى العالم الكيمياوي اليهودي حاييم وايزمن والذي ساعد المجهود الحربي لبريطانيا من الناحية العلمية فقرر مكافئته بإقامة وطن قومي لليهود في فلسطين وعندها وفى نفس العام أحكمت بريطانيا قبضتها السياسية والعسكرية على فلسطين بعد ما يقرب من خمس سنوات ، وفي 24/7/1922 أقرت عصبة الأمم المتحدة والتي كانت تهيمن عليها بريطانيا الاستعمارية - الانتداب البريطاني على فلسطين - وعندها أبرمت اتفاقيات مع الحركة الصهيونية والتي ساعدت هذه الاتفاقيات بقضم الأراضي وتهويدها .
لقد واجه الفلسطينيون تجربة صعبة وقاسية في مواجهتهم للقهر الذي قادته سلطات الانتداب البريطاني لأكثر من عشرين عام وكان عليهم أن يواجهوا التحدي المصيري مع القوي الصهيونية دون تحقيق الاستعدادات العسكرية المناسبة على الأقل كما ان دخول جيش الإنقاذ في المرحلة الثانية إلى جانبهم لم يغير شيء من موقف الضعف المتأصل فيهم بينما كانت القوات الصهيونية في أحسن أحوالها واستعدادها لخوض الحرب سواء فيما يتعلق بالتسليح والتدريب فقد أعد الصهاينة خطط جاهزة وثاقبة استعدادا للحرب منطلقين من المستوطنات التي أقاموها تحت إدارة الاحتلال البريطاني هادفين إلي ابتلاع الوطن الفلسطيني بأسره .
لقد بدأ الشعب الفلسطيني بالقتال ضد العصابات الصهيونية عند دخول القوات البريطانية إلى فلسطين إلا أن الثورة قامت في عام 1929 اثر اعتداء اليهود على حائط البراق الشريف واستمر الجهاد الفلسطيني حتى أشعلت الثورة الفلسطينية الكبرى عام 1936م أثر استشهاد المجاهد الشيخ عزالدين القسام رحمه الله عام 1935م ، فكانت ثورة إسلامية عربية شارك فيها مجاهدين عرب مع إخوانهم الفلسطينيين وكانت تتميز بصمود بطولي ، واستمرت المقاومة ضد الصهاينة وقوات الانتداب والبريطاني حتى جاء قرار التقسيم الجائر في 29 تشرين الثاني 1947 ميلادية ، ثم تلاها استشهاد بإذن الله المجاهد عبدالقادر الحسيني عام 1948م ، ثم تضاعف بريطانيا تآمرها وتعلن انسحابها وتنهي انتدابها على فلسطين في ليلة 14/5/1948 ميلادي لصالح العصابات الصهيونية التي أعلنت على العالم في نفس الليلة قيام دولة "إسرائيل" المزعومة اللقيطة لتتسابق الدول الكبرى للاعتراف بهذه الدولة على الفور وهذا ما قامت به كل من الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد السوفيتي على حد سواء حينها قررت الدول العربية الحرب ضد "إسرائيل" فدخلت الجيوش التي أرسلت من مصر والعراق وسورية والأردن ولبنان بتسعة ألوية ومئات المتطوعين العرب بأسلحة تقليدية وخفيفة التي لا تتكافأ مع أسلحة وقوة العدو الصهيوني والمدعوم من دول الغرب الكبرى إلا أن الجيوش العربية كانت تقاتل بشراسة وصمود بطولي مما أسقط العديد من الشهداء الأبرار بإذن الله على أرض فلسطين المقدسة وكان من بينهم المقدم البطل عبدالعزيزالمصري والرائد البطل طالب العزاوي وغيرهم من الأبطال .
فتحية لكل الأبطال الذين قاتلوا على أرض فلسطين وفى مقدمتهم القادة الذين كان لهم دور قيادي ومتميز في حصار الفالوجة ، وبعد مرور أربعة وستون عاما على النكبة أدعو الشباب العربي والمسلم للنهوض بمسؤولياتهم الدينية والقومية وأن يجاهدوا بكل الوسائل الممكنة والمتاحة .
ولمناصرة الأسرى والمعتقلين الفلسطينيين في سجون الاحتلال الصهيوني وفي طليعتهم المناضل القائد الفعلي للمقاومة الفلسطينية مروان البرغوثي البطل .
تحية لكل الأبطال الذين قاتلوا على أرض فلسطين ونسأل الله الرحمة لكل الشهداء الأبرار بإذن الله .
ولا يضيع حق ورائه مطالب .
سمير الشيخ
16/5/2012
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"