اللجنة العلمية في موقع" فلسطينيو العراق "
الحمد لله الذي أعزنا بالإسلام، وشرفنا بالقرآن، وجعلنا من أتباع سيد الأنام، نبينا محمد عليه الصلاة والسلام، وبعد:
فإن مما لا يخفى على كل ذي عقل أن ديننا الإسلامي الحنيف دين شامل، لم يدع شيئا إلا بينه أتم بيان، ووضحه توضيحا شافيا، قال تعالى (ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شيء وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين).
ومن القضايا المهمة التي يتم طرحها بكثرة كأسئلة شرعية أو عبر القنوات الإعلامية في هذه الأيام، وهي قضية قديمة جديدة؛ سرقة جهود الآخرين الفكرية أو الإعلامية وغيرها، لما تتضمنه هذه الجريمة من خلط للأوراق وتدليس في المعطيات وانتحال للصفات وتضييع للحقوق .
وقد عرضت علينا هذه المسألة الخطيرة كلجنة علمية في موقع "فلسطينيو العراق" مرارا وتكرارا ، خصوصا في عصر ثورة المعلوماتية وتنافس الناس وتسابقهم كلٌ في برامجه واستراتيجياته حتى أصبحت المؤسسات والهيئات والجهات الإعلامية تسابق الزمن لكسب السبق الصحفي أو براءة الاختراع أو التفرد ببعض المنجزات.
ولما كان موقع" فلسطينيو العراق " من المواقع التي تعرضت لحالات سرقة متعددة، من عدة جهات ومواقع وأشخاص كان لزاما علينا تبيين هذا الحكم الشرعي ليكون ذكرى ( لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.
ومن باب قول ربنا جل ذكره: (وذكر فإن الذكرى تنفع المؤمنين) وقوله تعالى (فذكر إن نفعت الذكرى) وقول نبينا صلى الله عليه وسلم: (الدين النصيحة)، ومن باب أداء الواجب الشرعي المتحتم علينا لابد من توضيح حكم الله عز وجل في هذا الأمر الذي قد يخفى على كثير من الناس، وبالتالي يقعون فيه من غير شعور، ومن باب إقامة الحجة على آخرين دفعهم حب الظهور والشهرة إلى الوقوع في هذا الإثم العظيم، فاستهوتهم الشياطين فأغرتهم بالدنيا عن الدين، فوقعوا على جهود إخوانهم سرقة و نهباً دون وازع من دين أو خلق.
إن الله تعالى أمرنا بالعدل والإحسان والقسط في الأحكام (وأقيموا الوزن بالقسط)، ولازال علماء الإسلام في القديم والحديث يحذرون من سرقة حقوق الآخرين العلمية والشرعية في مجالات التأليف والبحوث والدراسات والتحقيقات وغيرها، و قد اعتادوا على كتابة حقوق النشر و التأليف والطباعة وبيان أنها محفوظة للمؤلف، وهذا حق شرعي وعقلي وعرفي ومنطقي وقانوني.
وخلافا لما يظنه البعض من أن في هذا كتم للعلم أو حجب للنشر نقول: كلا، بل هذا من باب حفظ الحقوق والجهود والأعمال من لصوص العلم، المتقاعسين عن طلب المعالي، الذين لا يحسنون غير سرقة جهود غيرهم، ممن قضى في تلك الجهود وقته و ماله و راحة نفسه، لذلك قال الشيخ عبد العزيز بن عبد الله آل الشيخ المفتي العام للمملكة العربية السعودية ورئيس هيئة كبار العلماء فيها: إنه ليس في حفظ حقوق الطبع كتم للعلم، ولكن هذا من باب المحافظة على الكتاب، وعدم العبث به، لأن كثيرين قد تسلطوا على الكتاب بالعبث و الزيادة و الحذف أ.هـ بتصرف نقلا من موقع ( bab.com ).
ويوافق الدكتور صالح بن غانم السدلان (الأستاذ بكلية الشريعة بالرياض) هذا الرأي ويضيف: إن الابتكار حق للمبتكر لا يجوز لأحد أن يتعدى عليه لا بسرقة ولا باغتصاب ولا غير ذلك، وهو حق يملكه المبتكر له أن يهبه وله أن يبيعه وله أن يمنع عنه الآخرين، ومن اعتدى على ابتكار شخص فله أن يطلب محاكمته، ويحكم على المعتدي في هذه الحالة على قدر اعتدائه، وإذا كتب المؤلف على كتابه (حقوق الطبع محفوظة ) لم يجز لأحد أن يتعدى عليه لا بالطبع ولا بغير ذلك إلا بإذن من مؤلفه. وإذا مات قام ورثته مقامه في هذا الأمر وكانت حقوق الطبع لهم. أما إذا لم يكتب عليه المؤلف شيئا فإنه في هذه الحالة يجوز لمن أراد طباعته أن يطبعه، وليس لأحد منعه من ذلك كما هو الحال في كتب علمائنا الأقدمين. وليس في منع المؤلف طباعة الكتاب إلى بإذن من مؤلفه كتمان للعلم إذ قد لا يرى المؤلف طباعة كتابه مرة أخرى لأسباب هو أدرى بها من غيره، فلا يدخل في كتمان العلم إلا إذا كان قصده حرمان الناس من هذا العلم .نقلا عن موقع (bab.com ).
وفتاوى العلماء بعدم جواز الاعتداء على حقوق وجهود الآخرين معروفة، لذلك سوف نفصل بالأدلة ماذا يعني انتحال أو سرقة أو غصب حق الغير أيا كان سواء تأليف أو دراسة أو بحث أو كتابة أو مقال أو خبر أو صورة أو أي ملكية إعلامية أو فكرية أو ثقافية أو علمية، يقول عليه الصلاة والسلام (من اقتطع حق امرئ مسلم بيمينه ، فقد أوجب الله له النار ، وحرم عليه الجنة . فقال له رجل : وإن كان شيئا يسير ، يا رسول الله ؟ قال : وإن قضيبا من أراك ) رواه الإمام مسلم.
فحقيقة الأمر أنه جد خطير، فقد توعد النبي عليه الصلاة والسلام كل من يقتطع حق مسلم مهما صغر، قال النووي رحمه الله في شرح هذا الحديث : وَفِيهِ بَيَان غِلَظ تَحْرِيم حُقُوق الْمُسْلِمِينَ وَأَنَّهُ لا فَرْق بَيْن قَلِيل الْحَقّ وَكَثِيره لِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : (وَإِنْ قَضِيباً مِنْ أَرَاك) .
فلا يجوز التعدي على حقوق الآخرين سواء كانت معنوية أو مادية، لما في ذلك من التجرؤ على حدود الله وحقوق العباد، لأن الله عز وجل قد أعطى كل إنسان طاقة وموهبة وجهد فلا يجوز اغتصابه أو سرقته إلا بعلم من صاحبه أو استئذانه ورضاه، وقد اعتادت الكثير من الدول عمل قسم خاص ضمن وزارات الثقافة والإعلام يسمى ( الملكية الفكرية ) لضمان الحقوق والمحافظة على جهود الآخرين وإن كانت معنوية.
ويعود أصل اقتراف هذا العمل المشين لقلة الخشية من الله عز وجل وضعف الإيمان وعدم وجود الوازع الديني وخوف العقاب من رب العباد، واستسهال واستساغة هذا التصرف ناتج عن آفات كثيرة ؛ مثل الرياء وحب الشهرة والتشبع بما لم يعط (ادعاء ما ليس له) وطلب ثناء ومدح الناس والهوى والغرور، التي تؤدي للوقوع في المحرمات.
اغتضاب جهود الآخرين سرقة يعزر صاحبها
إن الله عز وجل قد عاقب السارق لأنه تعدى على حقوق غيره وممتلكاته ومكتسباته، وهذا من ضروريات حفظ المال، وتعتبر سرقة حقوق الآخرين سرقة معنوية لا يقال بقطع يد السارق فيها، بل يعزر من قبل ولي الأمر أو المحاكم عقوبة لفعله وما اقترفه من تعدٍ على حقوق الآخرين.
وما قوانين حفظ الحقوق الفكرية لأصحابها إلا من هذا القبيل، وبخلافه تسود الفوضى الفكرية، بل قد يسود التزوير لكثير من المطبوعات والمكتسبات العلمية والإعلامية وبالتالي يحصل ضرر عام على المجتمع.
سرقة جهود الآخرين فيها كذب صريح
إن أخذ واغتصاب أي نتاج فكري أو علمي أو إعلامي وطرحه وعرضه مع نسبته إلى شخص آخر أو مؤسسة أو قناة فضائية أو موقع يعد من الكذب الصريح الذي هو من الكبائر التي حرمها الله عز وجل، لأن الكذب هو الإخبار عن الشيء بخلاف ما هو عليه سواء تعمدت ذلك أم جهلته لكن لا يأثم في الجهل وإنما يأثم في العمد، هذا كما عرفه الإمام النووي في كتاب الأذكار، وكذلك الكذب هو : هو أن يخبر الإنسان بخلاف الواقع، فيقول: حصل كذا وهو كاذب، أو قال فلان كذا وما أشبه ذلك فهو الإخبار بخلاف الواقع، أنظر رياض الصالحين.
فعندما تأخذ قناة فضائية جهد وعمل شركة إعلامية أخرى وتنسبه لنفسها فقد وقع القائمون عليها في الكذب بذلك، وكذلك عندما يغتصب موقع ما وينقل خبرا من موقع آخر وينسبه لنفسه على أنه من حصل على تلك المعلومات هذا أيضا من الكذب وهكذا، فكل من نسب لنفسه شيئا لا حظ له به إلا عملية ( النسخ واللصق، أو في بعض الأحيان يتم التعديل على صياغة الخبر مع بقاء المضمون والفحوى لإيهام القارئ بأنه من صنعهم !!) فقد كذب على القراء والزوار والمطالعين لهذا الخبر أو تلك المقالة بتلك النسبة.
والكذب أمره عظيم وخطره جسيم على الفرد والمجتمع، لذلك يقول ربنا تبارك وتعالى (أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ وَتَوَلَّى (13) أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى (14) كَلَّا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ (15) نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ ) قال السعدي رحمه الله في تفسيره:( أَرَأَيْتَ إِنْ كَذَّبَ ) الناهي بالحق ( وَتَوَلَّى ) عن الأمر، أما يخاف الله ويخشى عقابه؟( أَلَمْ يَعْلَمْ بِأَنَّ اللَّهَ يَرَى ) ما يعمل ويفعل؟.
ثم توعده إن استمر على حاله، فقال: ( كَلا لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ ) عما يقول ويفعل ( لَنَسْفَعَنْ بِالنَّاصِيَةِ ) أي: لنأخذن بناصيته، أخذًا عنيفًا، وهي حقيقة بذلك، فإنها ( نَاصِيَةٍ كَاذِبَةٍ خَاطِئَةٍ ) أي: كاذبة في قولها، خاطئة في فعلها. أ.هـ
والأحاديث في حرمة الكذب بكل أشكاله كثيرة نذكر منها قوله عليه الصلاة والسلام :
(لا يبلغ العبد صريح الإيمان حتى يدع المزاح والكذب ، ويدع المراء وإن كان محقا ) صحيح الترغيب برقم 2940.
(دع ما يريبك إلى ما لا يريبك ، فإن الصدق طمأنينه ، والكذب ريبة ) صحيح الترغيب برقم 2930.
(ما كان من خلق أبغض إلى رسول الله من الكذب ) صحيح الترغيب برقم 2941.
(أنا زعيم ببيت في وسط الجنة لمن ترك الكذب وإن كان مازحا ) صحيح الترغيب برقم 2927.
(عليكم بالصدق ؛ فإنه مع البر ، وهما في الجنة ، وإياكم والكذب ؛ فإنه مع الفجور ، وهما في النار ) صحيح الترغيب برقم 2933.
(ما من ذنب أجدر أن يعجل الله تعالى لصاحبه العقوبة في الدنيا ، مع ما يدخره له في الآخرة من قطيعة الرحم ، والخيانة ، والكذب ) صحيح الجامع برقم 5705.
(لا يجتمع الإيمان و الكفر في قلب امريء ، و لا يجتمع الكذب و الصدق جميعا ، و لا تجتمع الخيانة و الأمانة جميعا ) السلسلة الصحيحة برقم 1116.
فليتق الله أناس قد استمرؤوا الكذب على غيرهم ظنا منهم أنهم قد أحسنوا صنعا من خلال سرقة حقوق وجهود غيرهم أيا كانت تلك الحقوق، لا سيما إذا كتب عليها أنها محفوظة لأصحابها وناشريها.
سرقة جهود الآخرين غش محرم
قال المناوي: "الغش ما يخلط من الرديء بالجيد". وعليه فكل من نسب لنفسه أو مؤسسته أو جهته أو صحيفته أو موقعه شيئا لا جهد له فيه فقد خلط رديئا بشيء قد يكون فيه حق، وبذلك قد غش قراءه ومستمعيه ومشاهديه، يقول عليه الصلاة والسلام ( ما من عبد يسترعيه الله رعية يموت يوم يموت وهو غاشٌ لرعيته إلا حرّم الله عليه الجنة) متفق عليه واللفظ لمسلم.
فكل صاحب موقع على الشبكة العنكبوتية أو قناة فضائية أو صحيفة فهو عبارة عن راعٍ، و النبي صلى الله عليه و سلم يقول: (كلكم راعٍ و كلكم مسؤول عن رعيته) لأنه سوف ينشر لرعيته وهم القراء والزوار والمشاهدون والكتاب والمختصون والمهتمون والمتابعون وغيرهم؛ و سيظهر لهم أشياء يظنون أنها من جهده وعمله وهي من جهود مواقع أخرى فيقول مثلا ( أفادنا، وافانا، أخبرنا، علمنا من فلان، أو مصدر مطلع، أو مقرب، أو خاص، وهلم جرا ) و هو في الحقيقة قد سرق الخبر أو نقله من مكان آخر أو جزء منه، يكون بذلك قد غش رعيته .
ويقول عليه الصلاة والسلام :
(من غش فليس منى ) صحيح الجامع برقم 5811.
(من غش فليس منا ) صحيح الجامع برقم 6406.
(ليس منا من غش ) صحيح الجامع برقم 5440.
كل هذه الروايات تدل على حرمة الغش بعمومه، وتجريمه والزجر عنه، بل حتى لا يجوز غش الكافرين لأن اللفظ جاء عام ( من غش ) بخلاف ما يشتهر بين الناس ( من غشنا فليس منا ) هذا غير صحيح فالثابت أنه ( من غش ) سواء غش الكافر أو المسلم لا يجوز، فلينتبه لذلك.
سرقة جهود الآخرين تزوير للحقائق
تدخل قضية سرقة جهود الآخرين الإعلامية والتوثيقية والعلمية وغيرها في باب التزوير المنهي عنه وهو كبيرة من الكبائر، حيث يقول عليه الصلاة والسلام ( المتشبع بما لم يعط ، كلابس ثوبي زور ) صحيح مسلم.
فالذي ينتحل أشياء ليست فيه ويتظاهر بأمور بعيدة عنه ويدعي قضايا لا صلة له بها فهو متشبع بما لم يعط وبالتالي كأنه لبس ثياب الزور ووقع في تزوير الحقائق وتضليل الرأي العام والمتابعين، فالله الله في الصدق لأن فيه النجاة وإياكم والغش والكذب والتزوير فإن فيها الخسران وسواد الوجه والعقوبة عند الله عز وجل يقول سبحانه ( ويوم القيامة ترى الذين كذبوا على الله وجوههم مسودة أليس في جهنم مثوى للمتكبرين ).
سرقة جهود الآخرين تدليس ولبس الحق بالباطل
إن تساهل بعض الجهات الإعلامية ودور النشر والقنوات الفضائية بل حتى الأفراد بنسبة أشياء لأنفسهم وعدم ذكر المصدر أو منشأ المعلومة أو الفيلم أو الصورة أو الخبر مع تغيير وتحريف في المضمون وإضافة بعض الأشياء، كل ذلك يعد من قبيل لبس الحق بالباطل وخلط الأمور وربنا سبحانه وتعالى يقول ( ولا تلبسوا الحق بالباطل وتكتموا الحق وأنتم تعلمون ) ولا يخفى عليكم ما في ذلك من آثام عظيمة، فيقرأ القارئ بعض الألفاظ ضمن المقال أو الخبر أو التقرير الذي تتم نسبته لهذا الموقع أو الكاتب فيظن أن هذا من كسبهم وتحصيلهم وعملهم فيلبس عليه هذا الأمر، وهذه للأسف أصبح الآن يتسابق عليها الكثير من الناس ويستهينوا بأمرها، مع أنها من صفات اليهود الذين ذمهم الله تبارك وتعالى (فويل للذين يكتبون الكتاب بأيديهم ثم يقولون هذا من عند الله ليشتروا به ثمناً قليلاً).
قد تجد البعض يسرق جهود غيره ويستحل ذلك ويبرره بمبررات واهية محاولاً إقناع نفسه وغيره بأن ما يقوم به عين الصواب، بل يصل إلى مرحلة بأن يستسهل سرقة أي أمر وجهد وعمل ويجيز ذلك لنفسه ، فهم بذلك قد وافقوا بهذه الخصلة من ذمهم الله تعالى من اليهود الذين قال فيهم ( ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا لَيْسَ عَلَيْنَا فِي الأمِّيِّينَ سَبِيلٌ وَيَقُولُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ وَهُمْ يَعْلَمُونَ ). قال السعدي رحمه الله :
فلم يجعلوا للأميين حرمة، وأجازوا ذلك، فجمعوا بين أكل الحرام واعتقاد حله وكان هذا كذبا على الله، لأن العالم الذي يحلل الأشياء المحرمة قد كان عند الناس معلوم أنه يخبر عن حكم الله ليس يخبر عن نفسه، وذلك هو الكذب.
فهل بعد كل تلك البينات والأدلة والبراهين والحقائق يُصر من يسرق وينتحل ويزور جهود غيره بأن ينسبها لنفسه، وربنا عز وجل يقول ( يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم ) والقلب السليم هو الخالي من الكذب والغش والخداع والسرقة والتزوير، والتدليس والتلبيس على الآخرين.
ونحن إذ بينا حكم الله عز وجل في هذه القضية الهامة لأننا رأينا استهانة بها ولامبالاة وعدم اكتراث بحرمتها، ناهيك عما قمنا برصده من سرقات واضحة بينة في وضح النهار للعديد من جهود موقعنا " فلسطينيو العراق " سواء من جهات أو مؤسسات أو أشخاص أو مواقع، وقمنا بتوثيق ورصد العديد من تلك السرقات حتى وصل الحال ببعض أصحاب المواقع و بعض الجهات من ضعاف النفوس إلى رفع شعار موقع "فلسطينيو العراق" عن طريق برنامج فوتوشوب ووضع شعار آخر يوحي للمتابع بأنه من عمل ذلك الموقع أو تلك الجهة.
بعض أشكال سرقة جهود موقع" فلسطينيو العراق"
<!--[if !supportLists]-->1- <!--[endif]-->سرقة الصور: بحيث يقوم الشخص أو الموقع أو الجهة بأخذ صور خاصة وفي كثير من الأحيان حصرية؛ برفع الشعار منها وهذا بحد ذاته محرم شرعا وإلا ما فائدة الشعار الذي يوضع عليها إذا جاء فلان ورفعه؟! والعجيب أنهم يضعون شعار خاص بهم ليلبسوا على القراء والزوار بأنه من جهدهم وعملهم، فلا يكفي السرقة بل غش وتزوير وخداع وتلبيس وكذب، ولا أصدق على هؤلاء من قول نبينا عليه الصلاة والسلام ( إذا لم تستح فاصنع ماشئت ).
<!--[if !supportLists]-->2- <!--[endif]-->سرقة الأخبار والتقارير والمقالات: هنالك أخبار تصل إلى الموقع بشكل حصري أو خاص بتفاصيل في الغالب يصعب جمعها وهذا يرجع لكثرة مراسلي ومتابعي الموقع، فيأتي الموقع الفلاني أو الشخص فيأخذ عين الخبر ويعمل له ( نسخ ولصق ) وينشر كما هو من غير ذكر المصدر فهذا حرام ولا يجوز، وقد يزيد الطين بلة فيضع عبارة تدل على أنه وصلهم بطريق خاص ومستقل، وفي كثير من الأحيان يتم نقل أخبار بما فيها من بعض الأخطاء الإملائية نصا وهذا تم رصده مرارا، وفي أحيان أخرى ظنا منهم أن القارئ لا يعرف يقوموا يتغيير بعض المعلومات بمرادفاتها أو حذف أخرى حتى يوهموا القارئ بأن الخبر وصلهم من مصدر خاص بهم، فإذا تم خداع القارئ أو الزائر ( ألم يعلم بأن الله يرى ) فهل يخدعون رب العزة الذي ( أحاط بكل شيء علما )؟! وهنالك أشكال أخرى هذه أبرزها، وقيل قديما: العار ولا النار، يعني لأن يلحقني العار في هذه الدنيا الفانية بعيدا عن محمدة الناس والثناء المزيف أهون عندي من نار محرقة لا تقوى عليها أجسادنا الضعيفة، فهل من معتبر؟!
والكل يعلم أننا عندما بدأنا بنشر ونقل معاناة أهلنا في منتصف عام 2005 في الوقت الذي لم يكن هنالك أي موقع أو جهة أو مؤسسة تنقل تلك المعاناة كما هي، وكان اسم الموقع آنذاك " فلسطينيو العراق ومآسيهم" والعديد يتذكر ذلك لم نكن حينها نضع أي شعار على الصور أو حتى الأفلام ولا نذكر قضية حقوق النشر من باب الثقة بالآخرين وعدم توقعنا بأن هناك جهات يمكن تقترف هذا المحرم، فاضطررنا لإثبات ونسبة حقوق النشر بعد رصدنا وتوثيقنا للعديد من حالات السرقة الواضحة بشهادة الكثير من الثقات سواء مواقع أو جهات أو أفراد.
قد يقول قائل لطالما أنكم تريدون نشر القضية فما الضير في أخذ الأخبار منكم ونشرها وعدم ذكر المصدر لماذا هذا التشدد؟! نقول بأن هذه شبهة قد تطرح لدى الكثير لكن يكون الجواب بأن الناس قديما وحديثا ساروا واعتادوا على حفظ الحقوق والجهود ونسبة كل شيء لصاحبه، فلو أن مهندسا أو حرفيا أنجز مشروعا ما وبذل في ذلك جهده ووقته وماله فهل من الدين والمنطق والعقل والعرف والإنصاف يأتي شخص آخر ويقول أنا فعلت ذلك؟ نحن نريد من كل إنسان أن يضع نفسه بهذا الموقف ويجيب بعدل وإنصاف فهل ترضى ذلك ؟ !
لذلك فنحن كموقع نبذل من الجهد والوقت الكثير، وفي بعض الأحيان يتم تحصيل المعلومة ببذل المال، وهنالك متابعات ومراسلين وكتاب ومختصين وكادر، كل ذلك لابد من حفظه ليس من قبيل التفاخر أو الشهرة لكن كما بينا بالأدلة الشرعية بأن هذه حقوق ولابد من حفظها، وكذلك بينا بالأدلة العقلية والمنطيقة أن النفوس تأبى نسبة عمل أو جهد أو نشاط لجهة أو مؤسسة أو فرد أو موقع آخر ليس له شيء إلا ( النسخ واللصق ) .
وعليه هذا بلاغ وبيان وسوف لن نسامح كل من اغتصب أو سرق شيئا من موقعنا بغير إذن مسبق، ونود التنبيه بأن العديد من المواقع والكتاب والمؤسسات والمهتمين والمختصين والباحثين قد طلبوا واستأذنوا لنشر أشياء من إنتاج موقعنا، وقمنا بالتنسيق معهم في ذلك، لكن أن يصر البعض على السرقة في وضح النهار ظنا منه أن هذه بطولة أو شجاعة أو نصرة للقضية فهذا محض وهم وحبل الكذب قصير، والباطل مهما طال فهو إلى زوال واضمحلال، ومن يريد أن ينشر معاناة الفلسطينيين في العراق وينصر القضية فعليه أن يصدق مع الله ومع نفسه ومع الناس.
فهل يصح أن يأتي إنسان ويقول أريد أن أسرق دينارا كي أتصدق به، فهل نجيز له ذلك؟! بالطبع لا يمكن، وهذا مثل من يبرر لسرقة الجهود واغتصاب الحقوق وانتحال أشياء غير حقيقية، ظنا منه أنه يحسن صنعا.
ومن باب الشيء بالشيء يذكر نقول بأنه إذا ثبت هذا عن جهة أو مؤسسة أو قناة فضائية أو موقع فلا يجوز التعامل معهم أو السكوت عنهم أو التواطؤ معهم بهذه الأشياء لأن الساكت عن الحق شيطان أخرس والمتكلم بالباطل شيطان متكلم، ومن يرضى بذلك فهو وهم في الحكم سواء، ومن يبرر لهم كذلك يلحق بهم إلا إذا كان مُضلَل تغيب عنه الكثير من الحقائق بهذا يبين له ويفصل، فالقضية ليست سهلة ولا أمر يستهان به فهي قضية حلال وحرام و أوزار وآثام، وربنا يقول جل في علاه (وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَدًا ) فلا يقول قائل هذا أمر صغير ولا يضر، لا والله قال تعالى: ( و كل صغير وكبير مستطر ).
وأخيرا نقول : على كل مسلم أن يتقي الله في نفسه وفيما يقول وفيما يكتب وفيما ينقل ومع من يعمل ويتواصل، وعلى أي شيء يطلع وعلينا جميعا أن نزن الأمور بميزان الشرع والدين نحل حلاله ونحرم حرامه، وأن لا نستهين بأي شيء مهما صغر.
ومن هنا نحث الجميع على مواصلة الجهود الإعلامية ونقل معاناة الفلسطينيين في العراق وما ترتب على مشكلتهم من مآسٍ، ونبارك بكل جهد إعلامي أو توثيقي أو إغاثي أوإنساني، ونتمنى من الجميع العمل على تضافر الجهود لا سيما بفتح مواقع جديدة تحكي تلك المعاناة وتنقلها للعالم بأسره، ولا يفهم من هذا البيان والتوضيح أننا نمنع أو نحتكر المعلومة كلا وحاشا،بل لدينا تنسيق وتعاون مع بعض المواقع والمؤسسات والشخصيات، لكن مع ضرورة المصداقية والوضوح والمهنية والحرفية والدقة والموضوعية والاستقلالية وعدم الاتكاء على الآخرين، لأن الإعلام سلاح ذو حدين إذا لم ينفعك قد ينقلب عليك، ونقول ليس من العيب على من ينقل الخبر أو المعلومة أن ينسبها لمصدرها طالما هنالك حقوق نشر بل هذا يزيد من مصداقية تلك الجهة الإعلامية ولا يقلل من شأنها، لكن حبك الشيء يعمي ويصم، و لا حول و لا قوة إلا بالله.
اللهم قد بلغنا .. اللهم فاشهد
اللهم قد بلغنا .. اللهم فاشهد
اللهم قد بلغنا .. اللهم فاشهد
إعداد
اللجنة العلمية في موقع" فلسطينيو العراق"
15/11/2009
اطلع على هذا التقرير كل من :
المشرف العام على الموقع
مدير إدارة الموقع
مدير تحرير الموقع
ملاحظة: سوف لن يتم نشر أي تعليق في هذا الموضوع لا يحتوي على اسم صريح وواضح وإيميل صحيح ومكان معلوم، وكذلك أي تعليق لن يلتزم بأدب الحوار والنقد البناء سوف يتم حجبه، مع تقديرنا واحترامنا لجميع زوار وقراء ومتابعي الموقع الأكارم.
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"