فبعد عام من تصویت "البرلمان" العراقي لصالح
تجرید الفلسطینیین من الامتیازات (غیر الطبیعیة) في الحقوق التي كانوا یتمتعون بھا
في عھد صدام حسین، یشعر الفلسطینیون الذین یعیشون في العراق بالتھمیش، فیما یرى
العراقیون ان المواطنة في العراق یجب ان تكون متساویة في الحقوق والواجبات.
وألغى البرلمان العام الماضي تشریعا كان یضمن
للفلسطینیین الحقوق والامتیازات التي یتمتع بھا المواطنون العراقیون، من الأھلیة
لشغل الوظائف العامة إلى مجانیة التعلیم والحصول على معاشات التقاعد والسلع
الغذائیة من برنامج دعم حكومي.
كان القانون قد صدر بمرسوم من صدام، الذي أعدم في 2006
بعد ثلاث سنوات من الإطاحة به في الغزو الذي قادته الولایات المتحدة للعراق.
وتدھورت الأوضاع الاقتصادیة لكثیر من الأسر الفلسطینیة
منذ صدور قرار "البرلمان"، لكن ذلك لم ینجم عن اضطھاد العراقیین لھم كما
تقول رویترز، بل نتیجة للأوضاع السیاسیة والأمنیة والاقتصادیة الصعبة التي مرت بھا
البلاد منذ ٢٠٠٣.
ونفذت قوات الأمن العراقیة مداھمات بشكل متكرر – وفق
رویترز- بحثا عمن یشتبھ بكونھم "ارھابیین" ومتطرفین بین الفلسطینیین،
لكن الواقع ان قوات الامن تداھم أي مكان یشك فیه بوجود نشاطات مشبوھة ولیس المقصود
الفلسطینیین فقط.
جاء الفلسطینیون إلى العراق على ثلاث موجات، أولا في
عام 1948 كلاجئین فروا من الحرب التي صاحبت قیام "إسرائیل"، ثم في عام
1967 عندما احتلت "إسرائیل" الضفة الغربیة وقطاع غزة، وفي التسعینیات
بعدما طردتھم دول خلیجیة كانت على خلاف مع صدام.
كان صدام قد قدم نفسه في صورة المدافع عن القضیة
الفلسطینیة ومنحھم إسكانا مدعما والحق في العمل، وھي امتیازات نادرة للاجئین أجانب
أثارت استیاء كثیر من العراقیین. لكن واقع الحال ان صدام استخدمھم لاغراضه الأمنیة
والعسكریة وحتى الاستخباریة.
لكن فؤاد حجو مستشار الإعلام في السفارة الفلسطینیة في
بغداد قال إن تدھور الأوضاع منذ عام 2003 أجبر ما لا یقل عن 25 ألفا من
الفلسطینیین على الفرار من العراق، وبقي نحو عشرة آلاف فقط في البلاد .
وتتحدث انباء عن انضمام
أعداد كبیرة من الفلسطینیین في خارج العراق الى تنظیم داعش، وقیامھم بأعمال
انتحاریة في داخل العراق، فیما ظھر في بعض مواقع التواصل الاجتماعي في العراق. ویرى الكاتب احمد الملاح في
مقال له، ان ""إسرائیل" حاولت استقطاب الأقلیات العرقیة العراقیة
التي تعرضت لإرھاب داعش، واستغلال معاناتھم في تسویق رسالتھا بان الیھود یتعرضون
للإرھاب" .
ویقول الخبیر في شؤون "حقوق الانسان"، جواد
الشمري بان "ھناك اضطھاد من قبل جماعات عراقیة للفلسطینیین بصورة خاصة، بسبب
الكراھیة ضدھم بانھم جزء من أجندة عربیة معادیة للعراق، لأسباب طائفیة" .
ویرى الشمري ان الحل یكمن في "ضرورة الوعي بـ"حقوق
الانسان" في العراق، ونشر "ثقافة التسامح"، وبناء المواقف على
الحقائق .
المسلة ردود – رویترز
المصدر : موقع المسلة
13/4/1440
20/12/2018