من جديد... أين سفارات فلسطين ؟! – د. حسن أبو حشيش

بواسطة قراءة 2068
من جديد... أين سفارات فلسطين ؟! – د. حسن أبو حشيش
من جديد... أين سفارات فلسطين ؟! – د. حسن أبو حشيش

في المُقابل تناقلت وسائل الإعلام أخباراً عن دور للدبلوماسية الفلسطينية في الإفراج عن معتقلين لبنانيين وسوريين وأتراك كانوا ضمن الأزمة السورية القائمة , كما أن بعض قادة فتح الكبار وجهوا نقداً غير مباشر لمكوث رئيس السلطة والمنظمة محمود عباس في الخارج لفترات طويلة. هذا المشهد يجعلنا نقدر أن هناك جهداً خارجياً للسلطة ممكن أن تُمارسه لخدمة القضية الفلسطينية . لكن سؤالنا هو : إن الذي ينجح في فك لغز معقد كالمعتقلين في ظلال الثورة السورية ألا يستطيع أن يقف بجانب شعبه المسحوق في المنافي ,ويحسن صورته المشوهة ؟! إن ما قامت به السلطة في ظل عجز عن دبلوماسية حقيقية تخدم فلسطين , يجعلنا نحذر من دور جديد للسلطة يحمل طابع التوظيف والارتهان لمحاور جديدة في المنطقة ستُلقي بآثارها الكارثية على القضية الفلسطينية وأوضاع اللاجئين في الدول .

تتباهى خارجية السلطة أن لها سفارات وقنصليات ممتدة في أكثر من مائة وخمسين دولة , وتتباهى أنها تحصلت على رقم 199 في الأمم المتحدة لو بصفة مراقب مثلاً , ومن المعروف دولياً أن هذه السفارات يتم افتتاحها والإنفاق والإغداق عليها من أموال الشعب الغلبان , حتى تقدم الخدمات والمساعدات لأبناء فلسطين في كافة أماكن تواجده , وتُعتبر هي الحصن والبيت الدافئ لهم في الرخاء والشدة .. لكن الواقع يقول غير ذلك , فإن لم يكن لها دور سلبي دون خدمات فإنها تتعدى للمؤامرات والمكائد وافتعال الأزمات , والتمييز بين المُواطنين على أساس الجغرافيا , والانتماء السياسي , والنسب العائلي والعشائري , بل وللتبعية لهذا القائد أو ذاك الزعيم . لذا من الطبيعي أن يفقد الشعب الفلسطيني المواطنة والآدمية وقيمة هويته وجوازه , وأن يفقد أرض لجوئه المؤقتة ومخيماته القهرية الاضطرارية .لأن سفاراتنا العريقة وخارجيتنا النشطة تعمل بنشاط مكثف في كل شيء إلا القضية الفلسطينية  .!!!

 

المصدر : فلسطين أون لاين

23/10/2013