1-
عن دهثم العجلي، قَالَ: لقيت
يزيد الرقاشي، فقلت له: كيف أصبحت رحمك اللَّه؟ قَالَ: كيف يصبح من تعتد عليه
أنفاسه، ويحصى لانقضاء أجله، لا يدري عَلَى خير يقدم، أم عَلَى شر؟ قَالَ: ثم ذرفت
عيناه.[1]
2-
قال أبو سليمان الداراني: يا
أم هارون كيف أصبحت؟ قالت: كيف أصبح من قلبه في يد غيره.[2]
3-
قال المروزي: دخلت يوما عَلَى
أَحْمَد، فقلت: كيف أصبحت؟ فقال: كيف أصبح من ربه يطالبه بأداء الفرض، ونبيه
يطالبه بأداء السنة، والملكان يطالبانه بتصحيح العمل، ونفسه تطالبه بهواها، وإبليس
يطالبه بالفحشاء، وملك الموت يطالبه بقبض روحه، وعياله يطالبونه بنفقتهم؟[3]
4-
عن عارم بن الفضل، قال : قلت
لزهير البابي: كيف أصبحت يا أبا عبد الرحمن؟ قال: أصبحت بعدك في مسير إلى الآخرة،
منتقلا عن الدنيا بشدتها ورخائها.[4]
5-
عَنْ هِشَامِ بْنِ حَسَّانَ،
قَالَ: سَمِعْتُ أَبَا الضُّرَيْسِ عُمَارَةَ بْنَ حَرْبٍ، يُقَالُ لَهُ: كَيْفَ
أَصْبَحْتَ يَا أَبَا الضُّرَيْسِ؟ فَيَقُولُ: إِنْ نَجَوْتُ مِنَ النَّارِ فَأَنَا
بِخَيْرٍ.[5]
6-
قيل للحسن: كيف أصبحت يا أبا
سعيد كيف حالك؟ قال: بأشد حال، ما حال من أمسى وأصبح ينتظر الموت لا يدري ما يفعل
الله به[6].
7-
قال رجل لميمون بن مهران: كيف
أصبحت قال أصبحت مستوحشا كم من خلق كريم وفعل جميل قد درس تحت التراب.[7]
8-
عن أبي أمامة، أنه سمع رجلا
يقول لرجل من المسلمين: كيف أصبحت يا صلع؟ فقال: يا ابن أخي، لقد كنت عن لعنة
الملائكة غنيا.[8]
9-
كان أبو الدرداء إذا قيل له
كيف أصبحت قال: أصبحت بخير إن نجوت من النار.[9]
10-
كان سفيان الثوري إذا قيل له
كيف أصبحت يقول: أصبحت أشكر ذا إلى ذا وأذم ذا إلى ذا وأفر من ذا إلى ذا.[10]
11-
قيل لسًفْيان الثَّوْري: كيف
أصبحتَ؟ قال: أصبحتُ في دار حارتْ فيها الأدِلاء.[11]
12-
قيل لمالك بن دينار كيف أصبحت؟
قال: أصبحت في عمر ينقص وذنوب تزيد.[12]
13-
قيل لبعض الحكماء كيف أصبحت؟
قال: أصبحت لا أرضى حياتي لمماتي ولا نفسي لربي.[13]
14-
قيل لحكيم كيف أصبحت؟ قال:
أصبحت آكل رزق ربي وأطيع عدوه إبليس.[14]
15-
قيل لحامد اللفاف كيف أصبحت؟
قال: أصبحت أشتهي عافية يوم إلى الليل فقيل له: ألست في عافية في كل الأيام؟ فقال:
العافية يوم لا أعصي الله تعالى فيه.[15]
16-
عن ابن عون، قال: مررت بعامر
الشعبي وهو جالس بفنائه فقلت: كيف أنت؟ فقال: كان شريح إذا قيل له: كيف أنت؟ قال:
بنعمة ومد إصبعه السبابة إلى السماء.[16]
17-
عن جرير عن مغيرة قال: سمعت
إبراهيم وسلم عليه فقال: وعليكم، فقال: كيف أنت؟ قال: بنعمة من الله . [17]
18-
وقيل لرجل وهو يجود بنفسه: ما
حالك؟ فقال: وما حال من يريد سفرا بعيدا بلا زاد،ويدخل قبرا موحشا بلا مؤنس،
وينطلق إلى ملك عدل بلا حجة !![18]
19-
قيل لحسان بن أبي سنان: ما
حالك؟ قال: ما حال من يموت ثم يبعث ثم يحاسب !! [19]
20-
قال ابن سيرين لرجل: كيف حالك؟
فقال: وما حال من عليه خمسمائة درهم دينا وهو معيل، فدخل ابن سيرين منزله فأخرج له
ألف درهم فدفعها إليه وقال: خمسمائة اقض بها دينك، وخمسمائة عد بها على نفسك
وعيالك ولم يكن عنده غيرها.[20]
21-
قيل للشعبي في نائبة كيف أصبحت
؟ قال: بين نعمتين: خير منشور وشر مستور .[21]
22-
قال الجنيد: دخلت على السري
يوما فقلت له: كيف أصبحت؟ فأنشأ يقول:
ما في النهار ولا في الليل لي
فرج * فلا أبالي أطال الليل أم قصرا
ثم قال ليس عند ربكم ليل ولا
نهار.[22]
23-
وقيل لأحدهم كيف أصبحت؟ فقال: أصبحنا
أضيافاً مُنيخين في غُربةٍ, ننتظر متى نُدعَى فنجيب.[23]
24-
قال بعضهم لأبي العيناء - ورآه
ضعيفا من الكبر - كيف أصبحت أبا العيناء؟ فقال أصبحت في الداء الذي يتمناه الناس.[24]
25-
أن بردة الصريمية كانت إذا قيل
لها: كيف أصبحت؟ تقول: أصبحنا أضيافا منتجعين، بأرض غربة، ننتظر إجابة الداعي.[25]
26-
قيل لأعرابي: كيف أصبحت؟ قال:
أصبحت وأرى كلّ شيءٍ مني في إدبارٍ وإدباري في إقبال.[26]
27-
قيل لسعيد بن السائب: كيف
أصبحت؟ قال: أصبحت أنتظر الموت على غير عدة.[27]
28-
قيل لأعرابيّ قد أَخذته كَبْرة
السِّن: كيف أصبحتَ؟ فقال: أصبحتُ تقيِّدني الشَّعرةُ، وأَعثُر بالبَعْرة، قد أقام
الدهرُ صَعَرِي، بعد أن أقمتُ صَعَره.[28]
29-
قيل لبعض العارفين: كيف أصبحت؟
قال: أسفاً على أمسي، كارهاً ليومي، مهناً
لغدي.[29]
30-
قيل لبعضهم: كيف أصبحت؟ قال:
أصبحت والدنيا غمي، والآخرة همي .[30]
31-
سئل الشاعر الأهوازي: كيف
أصبحت؟ فقال: أصبحت والله أظرف الناس، وأشعر الناس، وآدب الناس! فقال السائل: أسكت
حتى يقول الناس ذلك! فقال: أنا منذ ثلاثين سنة أنتظر الناس وليسوا يقولون.[31]
32-
قال الربيع لأبي العتاهية: كيف
أصبحت؟قال:
أصبحت والله في مضيقٍ * فهل
سبيلٌ إلى طريق؟
أفٍ لدنيا تلاعبت بي * تلاعب
الموج بالغريق[32]
33-
قيل لأعرابي: كيف أصبحت؟ قال:
أصبحت أحتسب على الله الحسنة، ولا أحتسب على نفسي السيئة.[33]
34-
قيل للحسن البصري: كيف أصبحت؟
فقال: كيف يصبحُ مَنْ هو غَرَضٌ لثلاثةِ أسْهُمٍ: سهمُ رزيّةٍ، وسهمُ بليّةٍ،
وسهمُ منيَّةٍ.[34]
35-
قال رجل لإبراهيم النخعي: كيف
أصبحت؟ فقال: إن كان من رأيك أن تسد خلتي، وتقضي ديني، وتكسو عورتي أخبرتك، وإلا
ليس المسؤول بأعجب من السائل.[35]
36-
قيل لأعرابي: كيف أصبحت؟ قال:
أصبحت وأرى غروب الشمس وطلوعها يأخذان مني كل يوم جزءاً، وكم عسى أن يدوم عدد ليس
له مدد حتى يبيد وينفد.[36]
37-
قيل لأعرابي: كيف أصبحت؟ قال:
كيف يصبح من يفنى ببقائه.[37]
38-
قيل لأعرابي: كيف أصبحت؟ فقال:
أصبحت بين حاذف وقاذف، وبين ستوق وزائف.[38]
39-
وعن عتبة المعروف بالغلام - وسمي
بذلك لكثرة خدمته- أنه كان مقيماً بالجبانة، فبلغ خبره علي بن سلمان أمير العراق،
فخرج حتى وقف عليه فسلم فرفع رأسه فرد عليه فقال له الأمير: كيف أصبحت؟ قال:
متفكراً في القدوم على الله بخير أم بشر، ثم بكى وأطرق رأسه منكساً إلى الأرض،
فقال: الأمير قد أمرت لك بألف درهم فقال: قبلتها على أن تقضيني معها حاجة، فقال:
وقد سر بذلك وما هي؟ قال: تقبل مني ما وهبتني فقال قد فعلت وانصرف.[39]
40-
قيل لعبد الله بن المبارك: كيف
أصبحت؟ قال: إنك تسأل الهارب عن باب ربه عن عافية صباحه، إنما العافية للثوري
وأصحابه.[40]
41-
قيل لإسماعيل بن صبيح وهو
مريض: كيف أصبحت؟ قال: أصبحت تحيرت على الأطباء.[41]
42-
قيل لناسك: كيف أصبحت؟ قال:
بنعمة من الله، وثناء من الناس لم يبلغه عملي.[42]
43-
قال مسهر لعطية العوفي: كيف
أصبحت؟ قال: في سلامة مشوبة بداء، وعافية داعية إلى فناء.[43]
44-
قال عبد العزيز المتكلم: رأيت
بهلولاً يوماً باكراً فقلت: يا بهلول كيف أصبحت؟ قال: بخير، أنتظر لقاء من يوجب
الأجر، ويحط الوزر، ويشد الأزر، ثم قال لي: يا عبد العزيز أحسن مجاورة النعم
بالشكر عند الرخاء، والصبر عند البلاء.[44]
أيمن الشعبان
20/3/2013
"حقوق النشر محفوظة لموقع
" فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"
[1]تاريخ دمشق لابن عساكر.
[2]المصدر السابق.
[3]طبقات الحنابلة.
[4]الفرج بعد الشدة.
[5]الزهد الكبير للبيهقي.
[6]المصدر السابق.
[7]مكارم الأخلاق لابن أبي الدنيا.
[8]مساوئ الأخلاق للخرائطي.
[9]إحياء علوم الدين.
[10]المصدر السابق.
[11] العقد الفريد.
[12]المصدر السابق.
[13]المصدر السابق.
[14]المصدر السابق.
[15]المصدر السابق.
[16]مصنف ابن أبي شيبة.
[17]المصدر السابق.
[18]إحياء علوم الدين.
[19]المصدر السابق.
[20]المصدر السابق.
[21]أدب الدنيا والدين.
[22]مدارج السالكين، يشير إلى أنه غير متطلع إلى الأوقات بل
هو مع الذي يقدر الليل والنهار.
[23]مجالس العتيق الإسلامية.
[24]الآداب النافعة بالألفاظ المختارة الجامعة.
[25] صفة الصفوة.
[26] أخبار الظراف
والمتماجنين لابن الجوزي.
[27] صفة الصفوة.
[28] العقد الفريد.
[29] الكشكول.
[30] المصدر السابق.
[31] محاضرات الأدباء.
[32] المصدر السابق.
[33] نثر الدر
[34] الذخائر
والعبقريات.
[35] البصائر والذخائر.
[36] المصدر السابق.
[37] التذكرة
الحمدونية.
[38] الصداقة والصديق.
[39] تزيين الأسواق في
أخبار العشاق.
[40] ربيع الأبرار.
[41] المصدر السابق.
[42] المصدر السابق.
[43] عقلاء المجانين.
[44] غرر الخصائص
الواضحة.