إنني هنا لا أشتهي الوقوف موقف المتفرجة بيد أني عاجزة عن كبت شعوري بالخيبة والحسرة أمام الحالة التي نمر بها نحن فلسطينيو العراق من صور ومشاهد وذكريات شتى تجمعت بخاطري وكأنها شريط من الذكريات الباقية التي يستعصي على التاريخ محوها أو تغيير صورتـها فقد كان لها في النفس وقع اشد من وقع الحسام المهند مسؤولين ومتربعين يصرون بالبقاء كأسياد وهناك بكاء وصراخ كاذب لا جدوى منهم سوى إثارة سخرية أعدائنا منا ومن سيستمع إليك أيها المسكين وأنت هناك حيث مجمع الأبطال هناك حيث ذكريات الطفولة هناك حيث تحطم الآمال هناك حيث تهشم العظام هناك حيث يكسر الرجال هناك يريدون تحطيم العزة لمن تبقت له العزة هناك ، فصائل وأحزاب وتجمعات تتناحر فقدت الكلمة الصادقة الموحدة ففقدت الحلول الذي نفترض أن يكون محلا للعزة والشموخ إلا أن السؤال الذي لا بد أن نطرحه على أنفسنا هل سنبقى قابعين بين الماضي والحاضر نفرح حينا بأمجاد وذكريات ماضينا وقصص جميلة ونبكي أحيانا ونلعن رجال ونلوم آخرين ام نقرر ونصمم على الاستفادة من ماضينا ونتقن عملنا ونخلص به في حاضرنا لنبني مستقبل زاهر مستقبل يكون نتيجة عملنا به نيل السعادة والعزة والشموخ لأهلنا إذن لا بد من محاولة رسم لوحة الواقع الذي نحيا ولا بد من مواجهة الحقيقة بمواجهة الذات ولابد من أن نعي أن ثمة انكسار بأنفسنا قد حدث إذن لا بد من فعل يخدم شعبنا نحن امة محمد صلى الله عليه وسلم لقد ترك لنا أجدادنا ما نعتز به من عبر من نصر من كل شيء فما بالنا اليوم لا نقدم شيء لأنفسنا إلا النقد والقذف لأنفسنا وتحجيم جهدنا والطعن لرموزنا وأحبائنا ونحن نمر بظروف عصيبة حيث التبلي والطعن الغير مسوغ لأنفسنا وحيث تمر علينا كل هذه الجرائم بحقنا وانتهاك واضح وسافر لنا ولعدة مرات من قبل الحاقدين ومن لف لفيفهم من الخونة والعملاء فأين المجير وأين المغيث وأين الناصر أين إسلامكم أين إيمانكم ألا هل من ناصر لنا ألا هل من ناصر لنا ربما الماء يروب ربما الزيت يذوب ربما يحمل ماء في ثقوب ربما الزاني يتوب ربما تطلع شمس الضحى من صوب الغروب ربما يبرأ شيطان ، فيعفو عنه غفار الذنوب ولكن لا يبرأ الخونة والمنافقون والمطبلون من ذنب الشعوب وليعوا جيدا كما قال الشاعر لا تأسفن على الغدر لطالما رقصت على جثث الأسود كلاب فتبقى الأسود اسودا والكلاب كلاب إن تلك الأحداث هي ليست من الأساطير هي واقع مرير وحي يتناقله شعبنا جراء ظلم البشر لبعضهم البعض ، ولا تزال مسلسل تلك الأحداث العصيبة جارية حتى يومنا هذا ومن نسيج الوجدان وعلى جدران القلب تتوالى ومضات الخوف والرعب لشعبنا .. فتلتهب نيران الحنين المتأجج في حنايا الصدور .. إلى الأرض و الشجر ... إلى الناس و الحجر .. وكل زهرة و كل ورقة ياسمين تفصح لك عن قصص غريبة في بلدياتنا و تخط في سجل الذكريات ندعو الله أن يلم شمل شعبنا وأهلنا ويبعد عنهم كل مكروه ومن حوله آمين .
بقلم مريم العلي
19/9/2011
المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"