قُبرص تتحول الى صحراء في وسط البحر ! – ايهاب سليم

بواسطة قراءة 2001
قُبرص تتحول الى صحراء في وسط البحر ! – ايهاب سليم
قُبرص تتحول الى صحراء في وسط البحر ! – ايهاب سليم

تقرير أيهاب سليم - السويد : 

- قُبرص واسرائيل ألاكثر تضرراً من أزمة المياه !

-50% من الاشجار بدأت تموت في الجزيرة !

- قُبرص ستصبح مُشابهة لمدينة أبو ظبي !

- الحكومة القُبرصية مُقصرة تجاه أرواح الأشجار !

- سوريا ولبنان يعتمدون على مياه الامطار والانهار !

قُبرُص, دولة قائمة على جزيرة مُقسمة سياسياً الى المنطقة الشمالية التركية والمنطقة الجنوبية اليونانية, تقع في جنوب شرق أوربا وجنوب غرب أسيا, ويُحيط بها البحر الابيض المتوسط  تماماً, ورغم ذلك تواجه أزمة مياه حادة والتي تفاقمت خلال السنوات الأخيرة لتصل الى الجفاف وأزدياد حاجة السُكان للمياه !

فعلى الرُغم من بناء محطة تحلية للمياه في القِطاع الجنوبي اليوناني, الا أن الأشجار بدأت تموت, ويقول مفوض البيئة في قبرص كارالامبوس تيوبمبتوا: " أن 50% من ألأشجار بدأت تموت بسبب نقص المياه", وفقاً لما قاله لقناة سي أن أن الامريكية.

وأضاف تيوبمبتوا:" عندما نخسر الأشجار نخسر التربة, وهذا هو سبب قلق السُلطات من أن الجزيرة تتحول ببطيء الى صحراء".

وقالَ تيوبمبتوا: " عندما كانت الأمطار وفيرة في فصل الشتاء, لوازم المياه المطلوبة كانت مُتاحة من المياه الجوفية, أما الأن حتى المياه الجوفية أصبحت مالحة وغير صالحة للشرب, والتيار الهوائي الذي يضرب الجزيرة جاف خلال فصل الصيف, وبالنسبة لخزانات المياه مثل خزان نهر كوريس بالقرب من ليماسول وصلَ الى مستوى حرج".

لقد حدثت أربعة أعوام من الجفاف وأنتهت في عام 2008, وقُبرص أول دولة في الاتحاد الأوربي تُعاني من نفاذ المياه, يقول مانفريد لانج وهو البرفسور الذي كرسَ حياته لدراسة المياه في الجزيرة: "الأن تتحول أجزاء كبيرة من الجزيرة الى صحراء, وقُبرص ستصبح مُشابهة لمدينة أبو ظبي أو الدول الأخرى لانه ببساطة لايوجد ما يكفي من المياه".

والجزيرة التي يزورها ثلاثة ملايين سائح سنوياً, وضعت أزمة المياه أيراداتها في حالة خطر, وعلى الجانب الأخر فأن تركيا ليس لديها ما يكفي من المياه لتزويد الجزء التُركي من الجزيرة .

وقد بدأت قُبرص في بناء محطات تحلية المياه في أوائل عام 1990, والتي تُغذي اليوم الجزء الجنوبي من الجزيرة, وتواجه الجزيرة أزمة مياه مثل بلدان الشرق الاوسط الأخرى بما في ذلك لبنان وسوريا واسرائيل, وبالنسبة للبنان وسوريا فانهم يعتمدون على مياه الأمطار ومياه الأنهار التي تتدفق عليهم من تُركيا, لكن وضع اسرائيل يُشابه قُبرص تماماً أذ يعتمدون على تحلية مياه البحر لتوفير الاحتياجات المتزايدة, وتتواجد لهذا الغرض محطات تحلية في الخضيرة وعسقلان وجنوب تل ابيب .

وأشارَ البرفسور لانج, الى التغير المناخي والاثر البيئي لمحطات تحلية المياه في كُل من قُبرص واسرائيل فيما يخُص زيادة ملوحة البحر الابيض المتوسط, وأختتم: "الناس بحاجة للمياه لكن اذا كنتَ تريد تجنب التصحُر فأسمحوا للطبيعة أن يكون لها حصة بالمياه", كأشارة الى تقصير الحكومة القُبرصية تجاه أرواح الأشجار بما يخالف قوانين البيئة في الاتحاد الاوربي .

 

إيهاب سليم

السويد

27/5/2011

 

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"