بسم الله الرحمن الرحيم
في الإسلام
لأجل كرامة و حرية امرأة تُعلن الحرب و ترُسل الجيوش
بقلم رشيد جبر الاسعد (ابو محمد)
بكالوريوس تاريخ
2 – ربيع الثاني – 1433 الموافق 25 – 2 – 2012
إن من تكريم الإسلام والمسلمين للمرأة ، والاعتزاز بها ، والحفاظ على كرامتها و عزتها وعفتها ، وتعزيز دورها ومكانتها وتأثيرها في المجتمع والحياة الإسلامية ، ومن أجل الحفاظ على كبريائها وأنوثتها ، وحمايتها من كل ظلم وامتهان ودنس ، والمحافظة عليها من كل تهميش وابتزاز وإذلال وانحراف وقهر ، لا بد من حمايتها وجعلها تشعر بكامل الأمن والأمان والطمأنينة ، موفورة العزة والكرامة والعفة والهيبة .. في ظل الإسلام الذي في نفوس أبناءه وفي نفوس معتنقيه كل معاني الشهامة والغيرة الإسلامية والمروءة والشجاعة العربية واستعلاء الإيمان والعزة ، والإباء مع الثقة بالنفس ، ولأن المرأة في المجتمع والحياة الإسلامية هي عنوان صلاحهم وصحتهم وسعادتهم .. إذا سعدت وصلحت العائلة ، سعد وصلح المجتمع ، فإذا امتهنت المرأة امتهنت الأمة كلها في كبرياءها وفي كرامتها ونهض وقام الكل للانتصار وللمرأة .
يحدثنا التاريخ أو تحدثنا جميع مصادر ومراجع التاريخ العربي الإسلامي ، انه في احد أيام الخلافة العباسية و بالذات في عهد الخليفة العباسي المعتصم بالله بأن جيش الروم العلوج الظلمة قد تعرضوا لإمرأة عربية مسلمة واحدة ، تعرضوا لها بالعدوان والأسر ، أجل تعرضت للأسر والمهانة امرأة عربية واحدة ، فجزعت المرأة وهي تعيش حالة استعلاء الإيمان وكبرياء العقيدة ، فولولت ، وصرخت مستنجدة ، مستغيثة بالحاكم الإسلامي ، الخليفة الحاكم والراعي ، راعي الأمة وخليفة المسلمين المعتصم بالله العباسي قائلة في طلب النجدة واستغاثتها :
- وامعتصماه ..! و أ إسلاماه .. ! .
فلما وصل خبر استغاثتها للخليفة العباسي ، استغاثة امرأة عربية مسلمة واحدة من عامة القوم وبأنها قد وقعت في الأسر ، غضب ، وجهز الجيوش العربية الإسلامية المقاتلة على الفور .. جهز جيوش إسلامية مقاتلة جرارة .. لفك اسر هذه المرأة .
دخلت جيوش المسلمين الجرارة الزاحفة في حرب مع الروم في عدة مناطق ، وعدة مواقع في معارك طاحنة .. توجت هذه المعارك بانتصار الجيش الإسلامي في معركة ومنطقة ( عمورية ) .. و كان النصر بفضل الله سبحانه و تعالى ، ثم بفضل عزيمة و إيمان جند الله .. لأنهم على حق ، يهدفون من معاركهم إلى رفع الحيف والظلم والأسر عن المرأة العربية ، لم تزحف جيوش المسلمين للعدوان والظلم و سفك الدماء من أجل الغنائم والمادة ، ولا سفك الدماء من أجل سفك الدماء وإنما لهدف سام ٍ نبيل مشروع والدفاع عن كرامة وهيبة الخلافة والأمة والمتمثل بامتهان امرأة مواطنة مسالمة بريئة .
تم البحث عن المرأة العربية الأسيرة وأطلق سراحها بالقوة وإعادتها موفورة الكرامة والهيبة .. الى وطنها وأهلها وأمتها .. كريمة عزيزة مسرورة .. عادت لها البسمة .. وإشراقة الحياة والأمل .
أي تعظيم وتوقير وتقدير ووفاء للمرأة المسلمة هذا ..!؟ .
أي إكرام واحترام لكرامة المرأة والحفاظ عليها ..!؟ .
إن تخليص امرأة عربية مسلمة واحدة من ربقة الأسر والذل هو عمل جسيم ومكلف ومشرف .. عمل كبير لتحرير المرأة .. لأجلها تطلب الأمر إعلان الحرب .. وإرسال الجيوش .. وخوض المعارك .. إذاً كم هي مكانة وموقع المرأة في الإسلام وفي المجتمع الإسلامي .. جيوش عربية وإسلامية عديدة جرارة بقادتها وأمرائها وجنودها وأبطالها وفرسانها وسلاحها وخيلها المسومة ومعداتها .. كل ذلك لأجل المرأة .. نعم العقيدة .. ونعم المنهج .
إنها امرأة عربية مسلمة من عامة القوم ولا هي ملكة ؟، ولا أميرة ، ولا وزيرة ، ولا ثرية ، ولا تاجرة ، انه الإسلام الذي لا يفرق بين الرعية فلا طبقية ولا تميز .
امرأة استغاثت بالحاكم المسلم وكأنها موقنة من هذا الحاكم انه سوف يعمل المستحيل لتخليصها ولإطلاق سراحها وحمايتها .. وإعادتها لبلادها ومجتمعها .. عزيزة مكرمة .. موفورة الكرامة .. فكان هذا الحاكم والرئيس الخليفة العباسي العربي المسلم عند حسن ظنها وأملها ومحل ثقتها .
إن هذه الشجاعة والقوة واستعلاء الإيمان والهمة .. قد لا نراها موجودة اليوم في كثير من حكامنا وقادتنا .. فاليوم نشاهد الحالة المأساوية والعصيبة لما حل بأمتنا وما أصابها من تداعي وامتهان وهوان .. فهناك قرابة (120) فتاة وامرأة عربية مسلمة مظلومة صابرة أسيرة في فلسطين يقبعن في السجون الصهيونية وهن يستصرخن قلوب وحمية وضمائر حكام وقادة العرب والمسلمين وكل الأحرار والإنسانية يناشدن الشرفاء والمؤمنين لتخليصهن من ربقة الأسر والذل الصهيوني الكافر المجرم .. يقبعن في السجون الصهيونية في مناطق ومدن مختلفة من فلسطين المسلمة العربية المحتلة .. يتعرضن يومياً للقمع والضرب والإهانة والجوع والشتم والاستفزاز والتحرش الجنسي والأذى .. فأين ضمائر الملوك والحكام والأمراء والقادة من نخوة المعتصم وأمثال غيرة المعتصم ..؟؟ أم ان استغاثتهن تذهب سُدى تنطبق على قول الشاعر عمر أبو ريشة في قصيدته العصماء ( متى ) حول نكبة ومأساة فلسطين العزيزة السليبة ..
ربِّ وامعتصماه أطلقت ملء أفواه الصبايا اليتم ِ
لامست أسماعهم لكنها لم تلامس نخوة َ المعتصم ِ
لا يلام الذئب في عدوانه ان يك الراعي عدو الغنم ِ
و لكن نقول لأبنائنا وإخواننا الأسرى نساء ورجال في السجون الصهيونية والأمريكية وغيرها في بلاد العرب والمسلمين نقول لهم .. صبرا .. صبرا .. الفجر المشرق قادم بإذن الله .. الغد المشرق آتي .. ولا بد لليل الظالم ان ينجلي والقيد ان ينكسر .. قال صلى الله عليه وسلم عن الطائفة البطلة ، المقاومة ، المؤمنة ، المرابطة المنصورة التي ستفك أسر النساء والرجال وتقيم شرع الله :
( لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لعدوهم قاهرين لا يضرهم من خالفهم إلا ما أصابهم من لأواء فهم كالإناء بين الأكلة حتى يأتيهم أمر الله وهم كذلك قالوا يا رسول الله وأين هم قال ببيت المقدس وأكناف بيت المقدس ) الراوي : أبو أمامة المحدث : ابن جرير الطبري - المصدر: مسند عمر - الصفحة أو الرقم : 2 /823 خلاصة حكم المحدث : إسناده صحيح .
والحمد لله رب العالمين .
رشـيد جبـر الأسعــد
أبو محمد
2 ربيع الثاني 1433هجري الموافق 25/2/2012م
البريد الالكتروني للكاتب (([email protected]))
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"