فضائل الصحابي الجليل معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه والرد على شبهات الطاعنين
الحلقة (1)
بسم الله الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه وسلم
أما بعد :
كتب أحد الأخوة موضوع تحدث فيه عن الأنانية وفي ثنايا هذا الموضوع صب هذا الأخ جام غضبه على الصحابي الجليل معاوية رضي عنه ونعته بأوصاف لا تليق بمنزلة الصحابة رضي الله عنهم , وهذا منهج خطير وهو التعرض للصحابة الكرام رضي الله عنهم ، وبعد نصحة وبيان فيها حرمة هذا الفعل بالأدلة من القرآن والسنة وكذلك بالأدلة العقلية بقي مصرا , وبما أن هذا منهج خطير فأصبح علينا البيان ، وقبل الدخول في الموضوع : أنبه على مسألة مهمة وهي أن التهجم على الصحابة الكرام نابع من عدة أسباب أهمها هي الجهل بمنزلتهم وتاريخهم وحرمة التعرض لهم , وثانيا إن مخالطة أهل البدع من الذين يسبون الصحابة ويطعنون بهم تلقي بضلالها في الإنحراف العقائدي للشخص السني , لذا فقد أرشدنا الشرع الحنيف بالهجرة من الأرض التي يسب فيها الصحابة .
وقد قال الأخ كاتب الموضوع ان مقاله فيه خير كثير , ونقول له ان الخمر فيها منافع للناس وإثمهما أكبر من نفعهما فلربما قطرة من السم تفسد جرة من الحليب الصافي النافع ، ثم قال ان الصحابة ليسوا بمعصومين , نعم ليسوا بمعصومين ولكن هل من الأدب مع الصحابة أن نتكلم عليهم بهذه الطريقة هل يمكن لأحدنا ان يتكلم مع أبيه وأمه بمثل تلك الالفاظ الجارحة[1] :
يقول الأخ في تهجمه : ونكران الذات ولكن عقدة الانانية بقيت في الذات العربية بعد الرسول صلى الله عليه وسلم , الخلافة حتى رأيناها تجلت في أعظم صورها في معاوية ابن ابي سفيان الذي قاد الامة بسبب أنانيته الى دمار الى يومنا هذا عندما ألغى مبدا الشورى ليحل محله مبدأ التوارث في الحكم ليحافض على الملك له ولأولاده حتى أصبح يحكم الامة كل من هب ودب من الضعفاء ولا يحكم الامة افضلهم .[2]
هل من الأدب نعت الصحابي بالأنانية وأنه سبب هلاك الأمة بالرغم من الخدمات الجليلة التي قدمها معاوية رضي الله عنه وبشهادة الصحابة المعاصرين له ولا ندري هل حكم كاتب الموضوع أفضل من حكم الصحابة الذين مدحوا معاوية رضي الله عنه وحكم أهل العلم الى يومنا هذا .
هل يقبل أحدنا أن ينعت أمه وأباه بهذه الطريقة , ثم هل يوجد أحد من علماء الأمة قد نعت معاوية رضي الله عنه بهذا السوء أو حمله هذا الوزر هل نحن أهدى من الشافعي وأبو حنيفة ومالك وأحمد بن حنبل .
إن هذا يتنافى مع توقير الصحابة وأهل العلم : وقد قال ابن عساكر رحمه الله : لحوم العلماء مسمومة وعادة الله في هتك استار منتقصيهم معلومة , فإن من اطلق لسانه في العلماء بالثلب ابتلاه الله تعالى قبل موته بموت القلب قال تعالى : {... فَلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَن تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ } [النور : 63] ، (هذا في العلماء فكيف بالصحابة رضي الله عنهم) .
ثم بدعوى عدم العصمة هل نشهر بالصحابة الكرام الذين عندهم من الحسنات العظيمة ما تنغمر سيئاتهم بها وتذوب , والصالح ليس هو من لا يرتكب الذنب ولكن حسناته تتفوق , ولا تقارن بسيئاته وكل هذا سوف نفصله بالسطور التالية بإذن الله ونذكر أقوال أهل العلم بفضل معاوية رضي الله عنه .
ولأن الموضوع قد نشر علنا لفترة معينة في أحد المواقع قبل أن يتم رفعه لذلك اقتضينا أن يكون التنبيه وتكون النصيحة علنية كما بين أهل العلم حتى لا يغتر جاهل بمثل تلك الشبهات التي رد عليها أهل العلم قديما وحديثا , ونقول للأخ إن الصحابة هم من فتح فلسطين وبيت المقدس ولا يكون النصر على يد من انتقص منهم أو ذمهم .
قال شيخ الإسلام في مجموع الفتاوى ( 3/406) : وكذلك نؤمن بالإمساك عما شجر بينهم ، ونعلم أن بعض المنقول في ذلك كذب وهم كانوا مجتهدين ، إما مصيبين لهم أجران أو مثابين على عملهم الصالح مغفور لهم خطؤهم ، و ما كان لهم من السيئات ، و قد سبق لهم من الله الحسنى ، فإن الله يغفر لهم إما بتوبة أو بحسنات ماحية أو مصائب مكفرة هـ .
وقال ابن قدامة المقدسي الفلسطيني في اللمعة (ص175) : ومن السنة تولي أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ومحبتهم و ذكر محاسنهم والترحم عليهم والاستغفار لهم ، والكف عن ذكر مساوئهم وما شجر بينهم ، واعتقاد فضلهم ومعرفة سابقتهم ، قال الله تعالى : { والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا و لإخواننا الذين سبقونا بالإيمان ولا تجعل في قلوبنا غلاً للذين آمنوا } [الحشر : 10] وقال تعالى : { محمد رسول الله و الذين معه أشداء على الكفار رحماء بينهم } [الفتح : 29] وقال النبي صلى الله عليه وسلم : لا تسبوا أصحابي فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه . البخاري مع الفتح (7/25) ومسلم برقم (6435)هـ .
وقال أبو بكر الخلال في السنة "758" بسند صحيح عن الإمام أحمد قال : من تنقص أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم , فلا ينطوي الا على بلية , وله خبيئة سوء , إذا قصد الى خير الناس وهم أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم حسبك هـ .
يقول العبد الفقير : هذا كلام عام من الامام أحمد ويشمل كل الصحابة ومن ضمنهم معاوية رضي الله عنه .
وسئل المعافي بن عمران أيهما أفضل معاوية أو عمر بن عبد العزيز ؟ .
فغضب وقال للسائل : أتجعل رجلا من الصحابة مثل رجل من التابعين معاوية صاحبه وصهره وكاتبه وأمينه على وحي الله .
وقال الفضل بن زياد سمعت أبا عبد الله وقد سئل عن رجل تنقص معاوية وعمرو بن العاص أيقال له رافضي . فقال إنه لم يجترىء عليهما إلا وله خبيئة سوء ما انتقص أحد أحدا من الصحابة الا وله داخلة سوء .
وقال ابن المبارك : عن محمد بن مسلم عن ابراهيم بن ميسرة قال: مارأيت عمر بن عبد العزيز ضرب انسانا قط الا إنسانا شتم معاوية فإنه ضربه أسواطا .
وقال أبو توبة الربيع بن نافع الحلبي : معاوية ستر لأصحاب محمد صلى الله عليه وسلم فإذا كشف الستر إجترأ على ما وراءه .
يقول العبد الفقير : أي إن من تجرأ على معاوية فإن المرحلة القادمة يكون الطعن ببقية الصحابة ومنهم أبي بكر وعمر , لأن كل طاعن بالصحابة يبدأ بمعاوية والسيئة تتبعها سيئة هـ .
في البداية وقبل الدخول في الموضوع نذكر تعريف الصحابي لنرى هل معاوية رضي منهم أم لا :
تعريف الصحابي :
والصحابي: من رأى رسول الله صلى الله عليه وسلم في حال إسلام الراوي، وإن لم تطل صحبته له، وإن لم يرو عنه شيئاً .
هذا قول جمهور العلماء، خلفاً وسلفاً.
وقد نص على أن مجرد الرؤية كاف في إطلاق الصحبة: البخاري وأبو زرعة، وغير واحد ممن صنف في أسماء الصحابة، كابن عبد البر، وابن مندة وأبي موسى المديني، وابن الأثير في كتابه " أسد الغابة في معرفة الصحابة " . وهو أجمعها وأكثرها فوائد وأو سعها. أثابهم الله أجمعين [3] .
يقول إبن حجر : وهو من لقي النبي صلى الله عليه وسلم مؤمنا به ومات على الإسلام , ولو تخللت ردة في الأصح .
والمراد باللقاء : ماهو أعم : من المجالسة , والمماشاة , ووصول أحدهما الى الآخر , وإن لم يكالمه , ويدخل فيه رؤية أحدهما الآخر , سواء كان ذلك بنفسه أم بغيره [4] .
يقول العبد الفقير : فمعاوية رضي الله عنه لقي رسول الله مؤمنا به ومات على الإسلام فهو من الصحابة رضي الله عنهم أجمعين .
الأدلة من القرآن على فضل الصحابة وحرمة التعرض لهم :
قال تعالى : { مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً } [الفتح : 29] .
قال ابن الجوزي : وهذا الوصف لجمع الصحابة عند الجمهور .
قال القرطبي رحمه الله : قوله تعالى " وعد الله الذين آمنوا " أي : وعد الله هؤلاء الذين مع محمد وهم المؤمنون الذين اعمالهم صالحة " مغفرة وأجرا عظيما " أ ثوابا لا ينقطع وهو الجنة , وليست ( من ) في قوله منهم مبعضة لقوم من الصحابة دون قوم , ولكنها عامة مجنسة مثل قوله تعالى { ... فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنَ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ } [الحج :30] . لا قصد للتبعيض لكنه يذهب الى الجنس . أي فاجتنبوا الرجس من جنس الأوثان .
قال أبو عروة الزبيري رحمه الله : كنا عند مالك فذكروا رجلا نتقص أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقرأ مالك هذه الآية : { مُّحَمَّدٌ رَّسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاء عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاء بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعاً سُجَّداً يَبْتَغُونَ فَضْلاً مِّنَ اللَّهِ وَرِضْوَاناً سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِم مِّنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُم مَّغْفِرَةً وَأَجْراً عَظِيماً } [الفتح : 29] .
فقال مالك : من أصبح وفي قلبه غيظ على أصحاب محمد عليه السلام فقد أصابته الآية .
ونقل القرطبي هذا الأثر وعزاه للخطيب ثم قال : لقد أحسن مالك في مقالته وأصاب في تأويله فمن نقص واحدا منهم أطعن عليه في روايته فقد رد على الله رب العالمين وأبطل شرائع المسلمين .
يقول العبد الفقير : أليس هذا الوعيد يشمل من طعن بمعاوية رضي الله عنه .
وقال تعالى : { وَمَا لَكُمْ أَلَّا تُنفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلِلَّهِ مِيرَاثُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ لَا يَسْتَوِي مِنكُم مَّنْ أَنفَقَ مِن قَبْلِ الْفَتْحِ وَقَاتَلَ أُوْلَئِكَ أَعْظَمُ دَرَجَةً مِّنَ الَّذِينَ أَنفَقُوا مِن بَعْدُ وَقَاتَلُوا وَكُلّاً وَعَدَ اللَّهُ الْحُسْنَى وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرٌ } [الحديد : 10] .
قال في تفسير الجلالين : (وما لكم) بعد إيمانكم (ألا) فيه إدغام نون أن في لام لا (تنفقوا في سبيل الله ولله ميراث السماوات والأرض) بما فيهما فتصل إليه أموالكم من غير أجر الإنفاق بخلاف ما لو أنفقتم فتؤجرون (لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح) لمكة (وقاتل أولئك أعظم درجة من الذين أنفقوا من بعد وقاتلوا وكلا) من الفريقين وفي قراءة بالرفع مبتدأ (وعد الله الحسنى) الجنة (والله بما تعملون خبير) فيجازيكم به [5] .
يقول العبد الفقير : بالنسبة لمعاوية رضي الله عنه قد أسلم عام الفتح فلذلك يشمله الوعد بالجنة وهي الحسنى كما ذكرت الآية الكريمة .
قال الذهبي في السير: قيل: إنه أسلم قبل أبيه وقت عمرة القضاء، وبقي يخاف اللحاق بالنبي صلى الله عليه وسلم - من أبيه - ولكن ما ظهر إسلامه إلا يوم الفتح، وقيل: لو كان قديم الإسلام ما أعطاه النبي صلى الله عليه وسلم مع المؤلفة قلوبهم .
قوله تعالى : { والذين يؤذون المؤمنين والمؤمنات بغير ما اكتسبوا فقد احتملوا بهتاناً وإثماً مبيناً } [الأحزاب : 58] .
وجه الدلالة : أن النهي عن سب المؤمنين والمؤمنات بما ينسب إليهم مما هم منه براء لم يعملوه ، فإن الصحابة رضي الله عنهم في صدارة المؤمنين ، فإنهم المواجهون بالخطاب في كل آية مفتتحة بقوله { يا أيها الذين آمنوا } . إلى غيرها من الآيات الكثيرة .
حرمة التعرض للصحابة بسوء :
قال الإمام مالك في الذين يقدحون في الصحابة : إنما هؤلاء أقوام أرادوا القدح في النبي صلى الله عليه وسلم فلم يمكنهم ذلك ، فقدحوا في أصحابه حتى يقال رجل سوء و لو كان رجلاً صالحاً لكان أصحابه صالحين . الصارم المسلول (ص 553) .
روى البخاري (2/292) بإسناده إلى أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( لا تسبوا أصحابي فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهباً ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه ) .
وجه الدلالة : أن الوصف لهم بغير العادلة سب لا سيما و قد نهى صلى الله عليه وسلم بعض من أدركه وصحبه عن التعرض لمن تقدمه, لشهود المواقف الفاضلة فيكون من بعدهم بالنسبة لجميعهم من باب أولى .
عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : من سب أصحابي فعليه لعنة الله و الملائكة والناس أجمعين . أورده السيوطي في الجامع الصغير ، و حسن إسناده الألباني في صحيح الجامع .
روى الطبراني من حديث عبدالله بن مسعود رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : إذا ذكر أصحابي فأمسكوا . مجمع الزوائد (7/202) .و صحح الألباني سنده في صحيح الجامع .
من كلام السلف في تحريم سب الصحابة :
إن النصوص الواردة عن سلف الأمة وأئمتها من الصحابة و من جاء بعدهم من التابعين لهم بإحسان التي تقضي بتحريم سب الصحابة والدفاع عنهم كثيرة جداً ، و متنوعة في ذم وعقوبة من أطلق لسانه على أولئك البررة الأخيار ، فمن ذلك :-
1. ذكر ابن الأثير في جامع الأصول (9/408-409) عن رزين من حديث جابر بن عبدالله رضي الله عنهما قال : قيل لعائشة : إن ناساً يتناولون أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم حتى أبابكر وعمر ، فقالت : و ما تعجبون من هذا ؟ انقطع عنهم العمل فأحب الله أن لا ينقطع عنهم الأجر .
2. روى ابن بطة في شرح الإبانة (ص 119) بإسناد صحيح إلى ابن عباس رضي الله عنه قال : لا تسبوا أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم ، فلمقام أحدهم ساعة يعني مع النبي صلى الله عليه وسلم خير من عمل أحدكم أربعين سنة .
3. قال أبو زرعة ـرحمه الله ـ: «إذارأيت الرَّجلَ يَنْتَقِصُ أحدًا منْ أصحابِ رسولِ الله صلى الله عليه وسلَّم؛ فاعْلَمْ أنَّه زِنْدِيقٌ، وذلك أنَّ الرَّسولَ صلى الله عليه وسلَّم عندنا حق، والقرآنُ حقٌّ، وإنَّما أدَّى إلينا هذا القرآنَ والسُّنَنَ أصحابُ رسولِ الله صلى الله عليه وسلَّم، وإنَّما يريدون أن يُجَرِّحُوا شهودَنا ليبطلوا الكتاب والسُّنَّةَ، والجَرحُ بهم أَوْلَى وهم زَنادِقَة» . [«الكفاية في علم الرواية» (ص97)] .
4. وقال الإمام أبو نعيم رحمه الله : فلا يتبع هفوات أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وزللهم ويحفظ عليهم ما يكون منهم في حال الغضب والموجدة إلا مفتون القلب في دينه). ويقول أيضاً: (لا يبسط لسانه فيهم إلا من سوء طويته في النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته والإسلام والمسلمين) .
5. وقال الإمام أحمد رحمه الله: (إذا رأيت رجلا يذكر أحداً من الصحابة بسوء فاتهمه على الإسلام).
تكملة الموضوع في الحلقات التالية بإذن الله
17/3/2012
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"