عند زيارة الرئيس الفلسطيني ابو مازن للعراق قبل اشهر تم تسريب بعض المعلومات عن احدى طلبات ابو مازن للعراقيين وهو منح الفلسطينيين في العراق جواز سفر عراقي وانه سوف يتم المباشرة بهذا الموضوع ووضع له الترتيبات من قبل دليل القسوس ووكيل وزارة الداخلية العراقية .
ثم في منتصف الشهر الماضي قام دليل القسوس بزيارة مجمع البلديات والتقى الفلسطينيين هناك في جامع القدس وتطرق الى عدة قضايا من بينها موضوع منح الجواز العراقي للفلسطينيين في العراق فنفى هذا الامر وقال أنه لم يبلغ رسميا في هذا الموضع إطلاقا ، ولو كان هنالك شيء يتم تبليغنا ، وقد سأل دليل في إحدى لقائاته عدنان الأسدي عن هذا الموضوع فنفى أن يكون له أي شيء من الصحة .
وفي نهاية الشهر الماضي وبالتحديد في تاريخ 31/7/2009 عرضت قناة السومرية العراقية برنامج عن منح الفلسطينيين ليس جواز عراقي فحسب وانما جنسية عراقية للذين ثبتت اقامتهم اكثر من عشرة سنوات في العراق وظهر مسؤولي وزارة الداخلية العراقية يأكدون صحة هذا القرار وظهر دليل القسوس ايضا في نفس البرنامج يشير الى ان الرئيس ابو مازن أصدر قرار على الفضائيات بأنه أي فلسطيني مقيم بأي دولة وبإمكانه أن يتجنس بجنسية الدولة المقيم فيها السلطة الفلسطينية ليس لديها أي مانع على الإطلاق.
دوامة كبيرة من التصريحات المتناقضة يعيشها اللاجئون الفلسطيون في العراق وهذه التصريحات لا تصدر من هنا وهناك بل من كبار المسؤولين العراقيين والفلسطينيين ، ولا نعلم لماذا هذا التناقض وهذا الارتباك في هذه التصريحات ، هل يوجد سعي حقيقي في هذا الموضوع الا انه دون تنظيم ودون تنسيق وبشكل يغلب عليه الفوضى ، ام هنالك موضوعا اخر مبيتا ضد الفلسطينيين في العراق خصوصا بعد ما يسمى استلام السلطة والسيادة من الجانب الامريكي ، وليس حادثة معسكر اشرف عنا ببعيدة رغم حيادنا في هذا الموضوع الا اننا يجب ان ننتبه من انه تمت هذه الحادثة بنفس توقيت هذه التصريحات تجاه الفلسطينيين ، الغريب في الامر انه لم يصدر لحد الان أي توضيح او تكملة لهذه التصريحات رغم مرور اكثر من عشرة ايام على صدورها لا من الجانب العراقي ولا من الجانب الفلسطيني .
نامل ان يتم توضيح هذا باسرع ما يمكن كي لا يبقى الفلسطينيون في العراق يعيشون في دوامة من الارتباك وعدم الاستقرار في حياتهم اليومية والقانونية ، اما الان الاوان ان يشعر الفلسطيني في العراق بانه في وضع قانوني مستقر بعيدا عن التصريحات التي تطلق هنا وهناك دون تطبيق على ارض الواقع والتي لا نعلم ما هو المغزى الحقيقي منها ، فاذا كان لا يوجد أي اساس لهذا الامر فنرجو الكف عن هذه التصريحات والعمل على اخراج الفلسطينيين من العراق الى أي بلد يعيشون فيه بامان وبوضع قانوني مستقر .
عبد العزيز المحمود
كاتب فلسطيني – بغداد
27/8/2009
هذا الخبر حصري لموقع " فلسطينيو العراق "
"حقوق النشر محفوظة لموقع "فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"