بسم الله الرحمن الرحيم
لقد أحببت في مقالتي هذه أن أخص الشريحة التي تمثل العقل المدبر والقلب النابض واليد الساعية واللسان الناطق لجميع الفلسطينيين في جزيرة قبرص ولا أريد أن أخص الجمعيات او الجاليات فقط فكلنا في سفينة واحدة متى وأن أنطلقت فسوف تنطلق بالجميع ومتى وأن رست فسوف ترسي بالجميع ومتى وأن تلاطمت الأمواج بها فسوف تغرق بالجميع (لا قدر الله).
أن ما حصل مع فلسطينيو العراق منذ الاحتلال الامريكي قد ترك اثراً كبيراً في نفوسنا لما لاقيناه من ذل ومهانة واستبداد وقتل وبكل أساليب الوحشية التي مورست بحقنا كوننا فلسطينيون فقط لا غير ولكوننا ايضاً لا نقبل الذل والمهانة ونريد أن نعيش في عز وكرامة ونحن كذلك لسبب واحد كوننا بشر كسائر خلق الله لا نقبل الا بالعيش الكريم ولن نكون عبيداً لأحد لغير الله عز وجل.
لقد تركت لكم هذه المقدمة البسيطة لكي نبقى نتذكر ولا ننسى ما حصل لنا في الماضي لكي نتعظ على ما فاتنا ولا نجعل الفشل ان يسبقنا بل نسبق الفشل ونختار طريق النجاح لكي ترسو بنا السفينة في شاطئ الأمان فاتحين لأنفسنا ولأطفالنا طريق الأمل والنجاة من الأستبداد والعبودية وكما اسلفت .
ربما يعتبر البعض ان الكلمات التي كتبتها فيها نوع من المبالغة وخصوصاً عندما تكلمت عن الاستبداد والعبودية ولكنني سوف اقول لهم ان ما يتعرض له اخوتي في جزيرة قبرص قليل بأن يوصف بالاستبداد والعبودية ولأسباب كثيرة سوف أسردها لكم ولكل العالم ومترجمة على ارض الواقع وليست مبنية على الخيال او الوهم كما يعتقد البعض ممن لم تمسسهم النار بعد ولكنني أرجو بأن يشعروا بتلك الجراح لأن جرح أخي كجرحي وجروحنا واحدة يجب ان نشعر بها وكأنها فينا وعندما يتولد هذا الشعور في داخلنا سوف نستطيع بأن نلملم جروحنا ونعالجها ونبعد النيران والمكايد المحدقة بنا ونرفع شعاراً واحد نحن شعب لا نقبل بالعيش بذل ومهانة بل نريد العيش بعز وكرامة.
لقد قلت بأنني سوف أسرد لكم الأسباب التي دفعتني بأن اصف وضع الفلسطينيين في جزيرة قبرص بالعبودية والاستبداد ولكنني عندما تمعنت في تلك الأسباب وجدتها كثيرة وفي جميع الميادين وتحتاج الى وقت ليس بالقصير ولكنني سوف اختصرها لكم واترك الباقي الى اخوتي في قبرص لكي يشاركوني تلك الصرخة من خلال تعليقاتهم على ان تكون تلك التعليقات مبنية على الواقع وان تكون في صلب الموضوع وبعيدة عن التهجم لكي لا ياخذ الموضوع مأخذ اخر ونسلك طريقا بعيد عن الهدف الذي نسعى من اجله.
1- اريد ان اسأل اي شخص من الفلسطينيين في جزيرة قبرص هل هنالك قانون؟ او هل منا من يعرف بجميع تفاصيل قانون مكتب العمل الذي يطبق على الفلسطينيين وجميع اللاجئين في تلك الجزيرة ؟
نعم حتماً هنالك قانون في تلك الدائرة الرسمية ولكن هذا القانون لا يطبق بالشكل الصحيح ولا احد يعرف مجرى هذا القانون ولا يطبق منه الا الأمر السلبي واما الأمور الايجابية فتلك ليست من نصيبنا ولا أحد يعرف تفاصيلها وانا اعتقد بأن الموظف المسؤول عن ذلك لا يتصرف من تلقاء نفسة بل من أوامر من اسياده وطبعاً نحن لمسنا ذلك من خلال مراجعتنا المتكررة لتلك الدائرة وفي كل مرة يطبق علينا قانون جديد ليس في مصلحتنا بل لكي يوقعونا في مكائد لكي يستند عليها الموظف المعني في تلك الدائرة لأرسال تقارير سلبية الى دائرة الضمان الاجتماعي (الولفير) والمسؤولة عن صرف المعونة الشهرية للعوائل اللاجئة في تلك الجزيرة وطبعا تلك المكائد لا تعد ولا تحصى وجميعها خارجة عن اطار القانون وهنالك عوائل في هذا الشهر(ايلول) تم قطع عليهم المعونة الشهرية والأسباب ترجع الى مكائد مكتب العمل وتصرفاته اللاقانونية بحق تلك العوائل التي ليس لديها دخل شهري الا المعونة الشهرية المقدمة من قبل دائرة الوالفير .
الاستبداد والعبودية اليست كلمتين قليلة بحق تلك التصرفات التي يمارسها مكتب العمل بحقنا فقد اصبح مكتب العمل الكابوس الذي يلاحق الجميع في تلك الجزيرة فعند الذهاب الى موعد المراجعة المقرر والله كأنما ذاهبون الى محكمة وكأنما متهمون ونخشى من حكم الحاكم في تلك الدائرة وأن يحكم علينا بمكيدة جديدة تضعنا في دوامة الوهم والخوف من القادم وعند خلاص احدنا او نسائنا من تلك المكائد تبدأ التهاني والتبريكات تنهال علية كانما هو في احد العيدين.
تلك هي مختصر لتصرفات مكتب العمل او مكتب الأوهام كما ذكرها احد الاخوة سابقا في احدى المقالات التي خصت مكتب العمل.
2- اخوتي الكل يعرف بأن التعريف القانوني لدائرة الضمان الاجتماعي هي دائرة مختصة في تقديم الرعاية ومعالجة المشكلات الناجمة عن تطبيق التكنولوجيا وأساليب الانتاج ونمو المناطق العشوائية الحضرية ,هذه المشكلات التي لا يمكن معالجتها الا بتوفير خدمات اجتماعية تقدمها الدولة ,ويستخدم مصطلح الضمان الاجتماعي للدلالة على مجموعة من أنساق دعم الدخل مثل معاش التقاعد, والمرض , وتعويض الاصابة , والأمومة ,وتعويض العجز , وتعويض البطالة ,وتعويض نقص دخل الاسرة ولا يقتصر الضمان الاجتماعي في دعم الدخل فقط وأنما هو لحماية المجتمع بأسره من المخاطر الاجتماعية كافة.
انظروا اعزائي كم هو رائع التعريف القانوني لدائرة الضمان الاجتماعي في التعامل مع تلك الشرائح التي ذكرتها ولكننا نحن لم نلمس تلك الرعاية وحسب التعريف القانوني لتلك الدائرة بل لا نسمع منهم فقط التهديد بقطع الراتب بمجرد ارسال تقرير سلبي اليهم بحق طالب اللجوء من قبل مكتب العمل بل وعند مناقشتهم عن تلك التصرفات الصادرة من مكتب العمل وأرباب العمل يكون الجواب وبشكل صريح ومن غير نقاش بأنكم لا ترغبون بالعمل .
اضف الى ذلك بأن دائرة الولفير بدأت تختلق مكايد اخرى مضافة الى سلسلة المكايد الناجمة عن مكتب وأرباب العمل مثالها مكيدة تعلم اللغة نعم انها مكيدة وأن تمعنت بها قليلاً وجدتها مضحكة جداً فكيف لنا أن نتعلم اللغة عن طريق دورات غير منظمة وغير مدعومة من قبل الحكومة وفي وقت قصير وأن كانت مدعومة من قبل الحكومة فأنها ليست مهيئة لتقبل جميع اللاجئين وهنالك أدلة على ذلك فقد ذهب عدد كبير الى دائرة التربية والتعليم وقالوا لهم باننا نريد ان ندخل في دورة تعليم اللغة فقالوا لهم ان الدورة مهيئة فقط لستين شخص وهنالك اعداد كثيرة ولا نستطيع استيعاب الجميع .... نعم انها العبودية والاستبداد بعينها وبكل معانيها وتعاريفها .
3-اضف الى سلسلة المضايقات الناجمة عن مكتب العمل ودائرة الولفير بأن هنالك تعبئة ضد وجود اللاجئين في جزيرة قبرص من قبل بعض الاحزاب وهذا الشي لا يمكن تكذيبه فقد تم قراءة العديد من المقالات في صحفهم الرسمية وقد نظمت مسيرات لهذا الغرض وهذا خلق حالة من الكره بين المجتمع القبرصي تجاه اللاجئين وقد لاحظنا ذلك من خلال تصرفات البعض وليس الجميع لكي اكون صادق وغير مبالغ في تعبيري .
في بداية مقالتي هذه ذكرت عبارة أني أخص الشريحة التي تمثل العقل المدبر والقلب النابض واليد الساعية واللسان الناطق لجميع الفلسطينيين في جزيرة قبرص نعم انتم يا كبارنا ومشايخنا ووجهائنا عليكم التحرك ونحن من ورائكم من خلال فتح صفحة تحاور جديدة وجدية مع الحكومة القبرصية من خلال السعي في ترجمة القانون الذي تتعامل به الدوائر الرسمية معنا ووضع النقاط على الحروف في تقرير المصير المجهول وأن تعذر ذلك علينا طرق ابواب اخرى كأن تكون جهات انسانية او جهات تابعة الى الأمم المتحدة.
يجب على الجميع ان يتعظ من الدروس السابقة لكي لا يسبقنا الفشل من جديد ولن نجد حينها متسع من الوقت لكي نعالج جراحنا ولكي لا نفكر بالوسيلة الاخيرة التي يلجئ لها الفلسطيني في نهاية طريقه المسدود الا وهي أنشاء المخيمات ويبدء العد من الصفر وكأنما شئ لم يكن... اخوتي يجب علينا أن نساعد انفسنا في ايجاد مخرج يرضي جميع الفئات وبعيد عن اي أنشقاقات قد تنعكس علينا بشكل سلبي وتزيد جراحنا جروح اخرى قد تتطرحنا ارضاً ولن نقدر حينها الوقوف مرة اخرى فكل ذلك من أجل مستقبلنا ومستقبل زاهر ومشرق لأطفالنا...اعتذر لكم عن الأطالة ...وتحية الى جميع اخوتي في قبرص وفي الشتات ...ووفقنا الله واياكم الى مرضاته ...ولكم مني اطيب التحيات .
كاتب فلسطيني من قبرص
8/10/2010
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"