هويدي لفت
لـ" النجاح الإخباري" السبت الى أن إعادة تعريف مسمى اللاجئ الفلسطيني الذي
تدعو اليه الادارة الامريكية زورا يَصْب في هذا الاتجاه وأن الموضوع لا يقتصر فقط
على اللاجئين في مناطق عمليات "الاونروا" الخمس ولكن سينطبق على بقية
اللاجئين في العالم اي حوالي ٨ ملايين لاجئ.
وحذر هويدي من
بدء تطبيق "صفقة القرن" بأدوات مختلفة ترمي في نهاية المطاف الى توطين
اللاجئين وسلخهم عن قضيتهم.
وبالعودة الى
ملف فلسطيني العراق يؤكد هويدي أن العشرات من العائلات الفلسطينية المقيمة
في مناطق مختلفة من البلاد قد جرى نقلهم الى بريطانيا بدافع انساني مما يعني
واقعيا تشتيتهم وتذويبهم.
بدوره يشدد
الكاتب والإعلامي العراقي - المقيم في لندن - عثمان المختار أن خطوة توطين
عائلات فلسطينية من العراق الى بريطانيا تأتي في توقيت حساس ما قد يكون مساهمة
بريطانية في تطبيق مخرجات "صفقة القرن".
وتحدث المختار
لـ"النجاح الإخباري" عن خطة توطين فلسطيني العراق حتى عام 2020.
وحاول
"النجاح الإخباري" الإتصال بالسفير الفلسطيني في العراق احمد عقل للحصول
على توضيح خاص بهذه المسألة الا أننا لم نفلح فيما ينتظر أن يتفاعل الموضوع على
أكثر من صعيد على ضوء توقيته الحساس.
فصل جديد من
المعاناة
ويفتح قرار
الرئيس العراقي فؤاد معصوم القاضي بحرمان وتجريد الفلسطينيين المقيمين في العراق
من كافة الحقوق والامتيازات التي كانت ممنوحة لهم في السنوات الماضية، فصلاً
جديداً من فصول معاناة اللاجئين الفلسطينيين الذين يعيشون في العراق منذ العام
1948.
يلغي القرار
الذي وقعه معصوم قبل أيام ويحمل الرقم 76 القانون 202 الصادر عن مجلس قيادة الثورة
المنحل في عام 2001 وكل ما يترتب عليه من امتيازات ويضع اللاجئ الفلسطيني في
العراق ضمن خانة المقيمين الأجانب.
من الناحية
القانونية، بقي وضع اللاجئين الفلسطينيين في العراق ضبابياً قابلاً للتأويل على
أكثر من وجه حتى صدور القرار 202، ففي سنة 1961 صدر قرار مرقم بـ 26 ينظم عملية
منح الفلسطينيين في العراق وثائق سفر خاصة ويحدد مدة صلاحيتها، وفي سنة 1964 صدر
قرار بمعاملة الفلسطيني معاملة العراقي في الوظائف الحكومية من حيث الرواتب
والعلاوات، لكن الفلسطيني استثني بموجب هذا القرار من حصوله على امتياز الخدمة
التقاعدية بحجة أن ذلك قد يدفعه للتمسك بالبقاء في العراق والتفريط بحق العودة،
ومنح الفلسطيني المنتهية خدمته راتب شهر واحد عن كل سنة من خدمته، وفي سنة 1965
صدر قرار بشطب صفة (اللاجئين) من وثائق السفر.
من هم فلسطينيو
العراق ؟
وكان عدد
الفلسطينيين في العراق قد تراجع بعد سقوط النظام السابق اثر تعرضهم لحملة اغتيالات
وعمليات اعتداء وتهجير نفذتها مليشيات مسلحة مقربة لإيران بذريعة دعمهم لذلك
النظام .
وكان اول اجراء
مضاد تعرض له فلسينيو العراق عندما نزع الحاكم المدني في العراق بول بريمر مطلع
عام 2004 بقرار حمل رقم 50 صفة المقيم الدائم عنهم إلى لاجئ.
ووقع الاعتداء
الأول على الفلسطينيين في العراق منتصف عام 2003 بعد سقوط النظام بأسابيع قليلة
حين هاجم جنود أميركيون مبنى السفارة الفلسطينية في بغداد وحطموا أبوابها
وصادروا وثائق ومعلومات فيها واعتقلوا ستة موظفين فلسطينيين بينهم دبلوماسي وأطلق
سراحهم جميعاً بعد نحو عام.
وفي
سبتمبر من العام نفسه، طاول قصف أميركي أكبر المجمعات السكنية للفلسطينيين في
حي البلديات شرقي بغداد، أسفر عن مقتل وجرح 57 فلسطينياً.
كما قامت حكومة
رئيس الوزراء السابق نوري المالكي بالاستيلاء على منازل الفلسطينيين التي كانوا
يسكنونها في مجمعات كبيرة خصصت لهم منذ سبعينات القرن الماضي في بغداد والبصرة
فضلاً عن طردهم من وظائفهم الحكومية وحرمان المتقاعدين منهم ممن خدم في الدولة
العراقية من مرتباتهم الشهرية.
وكان يقطن
العراق حوالي 42 الف فلسطيني يقيم معظمهم في بغداد والبصرة والموصل لكن هذا العدد
تقلص بعد عام 2003 الى اقل من 7 الاف يعيش مئات منهم في مخيمات على الحدود
العراقية بعد أن رفض الاردن وسوريا دخولهم الى اراضيهما، فيما تم توطين آخرين في
بلدان ثالثة.
وقد أعربت
المفوضية العليا للامم المتحدة لشؤون اللاجئين UNHCR في اكتوبر عام
2015 عن قلقها من تدهور اوضاع الفلسطينيين في العراق فيما اصدر "المرجع
الشيعي الاعلى" في العراق علي السيستاني قبل ذلك فتوى في ابريل عام 2006
تقضي بمنع أي هجمات على الفلسطينيين في البلاد.
وينحدر غالبية
الفلسطينيين في العراق من قرى إجزم وجبع وعين غزال بمدينة حيفا المحتلة، بالإضافة
الى مئات العائلات الأخرى من يافا ونابلس والقدس وحيفا حيث حطوا رحالهم في بغداد
والبصرة والموصل، وقبلهما الفلوجة التي تعتبر أولى محطاتهم، آتين من الأردن عام
1948.
المصدر : موقع
النجاح الإخباري
12/1/1440
22/9/2018