لم يكن في حسبان 117 فلسطينيا أعيد توطينهم في البرازيل من مخيم رويشد أن الأمر سيؤول إلى حال مأساوية أكثر من الصحراء التي قضوا فيها أكثر من أربع سنوات، لكن المشهد المرير اليوم بعد انتهاء البرنامج الخاص بهم أصبح ضبابيا.
يقول أحد اللاجئين الفلسطينيين في البرازيل لم نستفد إطلاقا من السفارة الفلسطينية هناك أو الفدرالية، وقد تركنا لمواجهة مصيرنا وحدنا وأصبحت عملية استمرارية صرف المخصصات انتقائية وغير منصفة، حتى بلغ عدد الذين استمر البرنامج بحقهم 24 فلسطيني فقط وتم إهمال البقية.
ويفيد آخر أن هذا البرنامج يفترض أن يستمر لكافة اللاجئين لأنهم مشمولون بالقرار 194 المادة الثالثة والمادة الحادية عشر والتي تفيد بضرورة احترام اللاجئ الفلسطيني ومعاملته معاملة حسنة لحين عودته إلى وطنه الأم فلسطين، ويتم حديثه قائلا : أنهم بعد ما استقبلوهم في البرازيل وعدوهم بالأمن والأمان والاستقرار وأن يمنحوا جميع الحقوق من لم الشمل والسكن ومنحهم رواتب تقاعدية والرعاية الصحية، حيث طالب عدد منهم بتلك الحقوق إلا أنهم قوبلوا بالرفض.
ويشير بعض اللاجئين هناك أنهم طالبوا بتمديد البرنامج لصعوبة اندماج العوائل وقلة فرص العمل وتعقيد الحياة المعيشية، إلا أنهم رفضوا وتم التمديد فقط ثلاثة شهور أي لنهاية العام 2009 ، وقبل انتهاء المدة قامت بعض موظفات المفوضية بتسليمهم أوراق تنص على انتهاء هذه المدة وأنهم غير مسؤولين عليهم وقاموا بتهديدهم بالشرطة، ما أدى لحالة من الصخب والترقب لدى العديد من العائلات.
وبدوره أفاد أحد اللاجئين في البرازيل بأنهم قاموا بالاتصال بالسفارة الفلسطينية هنالك مرارا وتكرارا وأبلغوهم بأنهم لاجئون كسائر اللاجئين في العالم، فلم تلق لهم السفارة أي اهتمام وأخبروهم بأنهم تلقوا أسماء 24 فلسطيني فقط!!
ويذكر آخر بأن الفدرالية لا تمثل إلا نفسها وهي منشغلة بالرقص والدبكات عند قدوم أحد المسؤولين، وغير مكترثين بما يحصل لتلك العوائل المغلوبة على أمرها.
وبعد التحري تبين أن المفوضية استطاعت أن تقنع بيت أبو علاء وشملهم البرنامج وكذلك شمل أبو إيهاب، وأما عائلة أبو ثائر ( 4 أفراد ) حيث شمل البرنامج ثلاثة منهم وتم استثناء الرابع، وعائلة ولدهم أحمد أيضا استثنوا من البرنامج.
الفلسطينيون صافي وفاروق وأبو طلال شملهم البرنامج لأنهم كبار بالسن، وأحمد أبو العلا ( 4 أفراد ) لم يشملهم، وأما أبو وليد التميمي إذ شمل الأب والأم واستثني ابنهم الأعزب، وكذلك وليد مع عائلته تم استثنائهم ( 4 أفراد ).
الفلسطينيان سمير قدسية ( 4 أفراد ) وشقيقه خالد ( 4 أفراد ) أيضا تم استبعادهم من البرنامج، وعائلة أخرى شمل الأب والأم وتم استبعاد بقية أفراد الأسرة الخمسة، وتم أيضا شمول عائلة أبو فراس لكبرهم بالسن، وبخصوص عائلة أبو صفاء( 6 أفراد ) فقط شمل الأب البرنامج، وأبو أركان وياسر عرفات مشمولين أيضا.
أما عائلة عصام الجبالي ( 6 أفراد ) لم يشملوا، وأبو حمادة مشمول إلا أن ابنه استبعد، وتم استبعاد أيضا محمد رشيد وزوجته، وما تبقى من اللاجئين غير مشمولين بهذا البرنامج، لتبدأ مرحلة حرجة وحياة مليئة بالمفاجئات ما جعل عدد منهم يفكر بالاعتصام والمطالبة بمغادرة البلاد إلى دول أخرى يضمنوا حقوقهم.
والجدير ذكره أن عدد من العوائل الذين استبعدوا من البرنامج غير قادرين على العمل ولديهم حالات مرضية، ناهيك عن ظروف المعيشة الصعبة، بالإضافة إلى أن بعض العوائل فضلت الاعتصام في العاصمة برازيليا منذ شهور وهم يعانون من تدهور بأوضاعهم الصحية وأحدهم يعيش على أنبوبة الأوكسجين يفترشون الحدائق.
بعد أكثر من عامين على توطين لاجئين فلسطينيين في البرازيل يبقى السؤال الذي يطرح نفسه، إلى أين تصل أوضاع اللاجئين هناك وما هو مستقبلهم؟! نترك الجواب للأيام ومدى امكانية الاندماج من عدمه والقدرة على تحمل هذه البيئة الغريبة في كل شيء، وتبقى المسؤولية إلى ما شاء الله تتحملها الدول العربية نتيجة تخليها عن تلك الأقلية المهجرة.
تقرير خاص أعده أحد مراسلي موقع " فلسطينيو العراق"
21/2/2010
هذا الخبر بما فيه من تفاصيل حصري لموقع " فلسطينيو العراق "
"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"