فالمدلول السياسي واضح وهو واجب علينا كوننا السباقون
دوما بكسر الحصار الرياضي عن العراق، وكان ذلك بداية في العام 2009 باللعب في
بغداد واربيل، والان لعبت فلسطين بالبصرة من اجل كسر الحصار الرياضي عن هذه
المدينة وهذا الملعب وكل ذلك يحسب لفلسطين ولـ"اللواء" جبريل
الرجوب رئيس الاتحاد الفلسطيني لكرة القدم الذي يكون دوما مناصرا وداعما للرياضة
العربية .
اما الكويت فالجميع يعلم ان الاتحاد الدولي كان اوقف
الاتحاد الكويتي لمدة تزيد عن السنتين ونصف السنة وبعد انتهاء الايقاف سيبدأ
الكويت ببناء منتخبه من جديد ، وكنا السابقين لقبول دعوتهم التي تصب في مصلحة
البلدين.
اما من الناحية الفنية لاجراء المباراتين فكانت مباراة
العراق القوية التي انتهت بالتعادل السلبي حيث لعب المنتخبان تقريبا باللاعبين
المحليين دون وجود محترفين وقدما مباراة تليق بهما، وكان مستوى فلسطين جيد وافضل
حتى من العراق من خلال التشكيلة التي لعب بها نور الدين ولد علي وكيفية التعامل
معها والخطة التي واجه بها اسود الرافدين، والتنظيم الجيد للدفاع والاندفاع
المدروس للهجوم والسيطرة على خط الوسط ، فكانت المباراة جيدة فنيا وكانت الاقرب
بالنتيجة لفلسطين لو كان هناك لاعب مخلص قناص يترجم الهجمات المنسقة الى اهداف.
لكن مباراة الكويت اختلفت كليا عن مباراة العراق
لاعتبارات كثيرة ، اولها غياب اهم عنصرين في الدفاع الفلسطيني عبد اللطيف البهداري
ومحمد درويش لظروف خاصة.
ثانيا: حاول المدرب نور الدين البدء منذ هذه المباراة
بالتحضير الحقيقي للمنتخب لامم اسيا 2019 من خلال الدفع بمعظم اللاعبين والتغيير
الكلي في التشكيلة من اجل الوقوف عن كثب لمراكزهم ومستوياتهم الحقيقية ولياقتهم
البدنية، وفي ظل غياب لاعبين مهمين في الخط الدفاعي، فكانت المباراة فرصة حقيقية
لمثل هكذا تجربة ومعرفة الكثير من الامور الصغيرة التي قد تكون كبيرة ولها مدلول
كبير في المستقبل.
ثالثا: كانت الاستفادة مهمة للمدرب في هذا اللقاء
بمعرفة النواقص بالمنتخب والمراكز التي يجب التعزيز بها من خلال المحترفين ومعرفة
مستوى كل لاعب شارك بالمباراة .
رابعا: الاستفادة من قبل اللاعبين الذي يجب عليهم
الادراك ان اي مباراة مع اي منتخب هي مباراة كبيرة يجب عدم الاستهانة باي لقاء كان
، كما الاستفادة لكثير منهم للتركيز في مركزه باللعب ومعالجة الاخطاء الان قبل
الوصول الى التشكيلة النهائية للوطني.
خامسا: كان هم المدرب ولد علي في لقاء الكويت تجربة
العديد من اللاعبين الذين من غير الممكن تجربتهم في مباريات دولية اخرى حتى يقف على
مستوياتهم ، لان هناك مباريات ودية تحضيرية للوطني قد تكون اصعب بكثير من مباراة
الكويت ولا يستطيع المدرب المغامرة والزج بهم في مثل هكذا مباريات، فاستغل الفرصة
وشارك العديد حتى يبدا بوضع المداميك الاولية والاساسية للوطني حتى يصل مع انطلاق
بطولة امم اسيا الى تشكيلة مقنعة ومنافسة خاصة في ظل وقوعه في مجموعة نارية.
سادسا: لا نستطيع الحكم على المدرب او على المنتخب من
خلال مباراة ودية تحضيرية لها مداليل كثيرة، فالفدائي مثلا لعب مباراته والعراق
يوم الثلاثاء وسافر برا الى الكويت ولعب يوم الجمعة وتدرب يوم واحد فقط للقاء مع
الكويت لانه لا يوجد وقت لاخذ قسطا من الراحة او حتى وقتا للتدريب اكثر من
يوم وهذا اثر اكيد على الاداء والنتيجة.
فالملخص من كل ذلك زرع الثقة بالمنتخب وباللاعبين
واعادتها كما السابق وهو نجح فيها بمباراة العراق التي هي الاقرب للحكم على المدرب
وعلى المنتخب ، بينما مباراة الكويت تختلف كليا في جميع الامور ولا تقاس بالمستوى
الفني ولا التكتيك والخطط التي سيظهر بها الفدائي مستقبلا.
ومن هنا على الجميع التروي بالحكم على المدرب وعلى
الفدائي وعدم التسرع بالنقد دون معرفة بواطن الامور ، لان البناء صعب والهدم سهل جدا.
المصدر : الحياة الجديدة
28/8/1439
14/5/2018