من واقع ومعاناة اللاجئين الفلسطينيين في البرازيل- عصام عرابي

بواسطة قراءة 2318
من واقع ومعاناة اللاجئين الفلسطينيين في البرازيل- عصام عرابي
من واقع ومعاناة اللاجئين الفلسطينيين في البرازيل- عصام عرابي

لطالما تحدثنا عن معاناة كبيرة تواجه اللاجئين الفلسطينيين في البرازيل من جميع الجوانب على الإطلاق ، وعن مصير مجهول وتلاعب بمصير ومستقبل عوائل وأطفال بعمر الزهور والذي لم يعد أحد يعلم ما هو مصيرهم في بلد مثل البرازيل ، وكنا قد تكلمنا عن مؤامرات ضد اللاجئين الفلسطينيين في البرازيل تضم عدة أطراف وللأسف بعض هذه الأطراف فلسطينية الإسم فقط !!!.

فلا يجد اللاجئين الفلسطينيين أي مناصرة لهم من هذه الأطراف ..

بل على العكس تتعاون هذه الأطراف تعاوناً كاملاً مع أي كان ضد اللاجئين الفلسطينيين ..

من هم اللاجئون الفلسطينيون في البرازيل أيها السادة ؟

اللاجئون الفلسطينيون هم عوائل وشبان ونساء وأطفال كانت تعيش حياتها بأمان في العراق عندما كان يسوده الأمان ، بكرامة ورأس مرفوعة ، ثم شاءت الظروف الخارجة عن كل إرادة أن يصبح هؤلاء اللاجئين هدفاً من أهداف الحرب وفريسة سهلة للميليشيات والعصابات المسلحة هناك ، ومن منا لا يخاف على عائلته وأطفاله من مثل هذه العصابات الظالمة التي لا ترحم أحداً ....فإضطرت الظروف المذكورة هذه العوائل العُزل المجردة حتى من وسائل الدفاع عن نفسها ترك كل شيئ ورائها والرحيل ، وكل شيئ يعني حياتهم وماضيهم وماكانوا يخططون من مستقبل لهم ولأبنائهم في الحياة ....

ومن هنا بدأت المعاناة ، بداية ً بالرحيل إلى المخيمات إلى واقع أليم في البرازيل ، وصلت هذه العوائل إلى المعاناة والجحيم الأكبر الجحيم البرازيلي ,, ولو تحدثنا عن معاناة المخيمات فهذا أمر طبيعي ، فلمجرد أن تنطق كلمة مخيم لن يكون لهذه الكلمة معنى غير معاني البؤس والحرمان وإنعدام أدنى متطلبات الحياة ...

أما أن تدخل بلداً من المفروض أنها بلد المستقر لتعيش فيها حياة آمنةً كريمة تتوفر فيها متطلبات العيش الكريم تجد فيها مستقبلاً آمناً للأطفال ، لتبدأ فيها مرحلة جديدة من المعاناة أكثر من معاناة المخيمات ...

فهذه المسئلة لافتة للنظر !!!

لماذا يعاني اللاجئين الفلسطينيين في البرازيل ؟

يعاني اللاجئين الفلسطينيين في البرازيل منذ الأشهر الأولى لوصولهم برأس القائمة ممن جلبوهم للبرازيل فلم تكن لا المفوضية العليا للاجئين ولا المؤسسات المشرفة على هذا البرنامج على قدر المسئولية لذلك .

فقد فتحوا الأبواب على مصراعيها أمام اللاجئين لقائمة طويلة عريضة من المعاناة ، والعجيب أن هذه القائمة لها بداية وليس لها نهاية .....

فالبرازيل هي نفسها بلد تعاني أكثر من اللاجئين ، من أوضاع لاتختلف بكثير عن الأوضاع في العراق ، لكن الفرق أن العراق عانى هذه الأوضاع جراء الحروب ، أما البرازيل من دون حروب تعاني ويلات منها البطالة وقلة العمل تفشي العصابات واللصوص وقطاع الطرق وظاهرة المتشردين في الشوارع وإلخ ..

ولو وصفنا وضع اللاجئين والمتغيرات عليه ستكون كالأتي :

منذ الأشهر الأولى التي وصل فيها اللاجئين الفلسطينيين إلى البرازيل إصطدموا بواقع مظلم وإهمال شديد وظل الإهمال ينمو ويكبر ، ويزداد الوضع سوءً ، إلى أن وصلت الأوضاع إلى ماهي عليه الأن من إعتصام في الشوارع ورفض من قبل غالبية اللاجئين لهذه الأوضاع وتزايد المطالبات للخروج من هذه البلد حتى لو كان للصحراء ... ولم يتبقى ما يربط اللاجئين بمن جلبهم إلا الراتب الذي يرسلونه إلى حساباتهم فمنذ سنة كاملة لم يقم أحد بزيارة اللاجئين أو الإطلاع على مشاكلهم ..

ولو أن زياراتهم للاجئين لم تكن إلا زيارات إستفزازية يرفضون من خلالها أي شيئ يطالب فيه اللاجئين ، فما من مريض تم علاجه وما من صاحب مشكلة تم حل مشكلته ...

وليومنا هذا لم يتضح مصير اللاجئين ، وماهو نهاية المطاف بهم ؟ ولا أحد يتكلم عن ذلك ، ولا أحد يجيب عن هذا السؤال وإذا أجابوا كذبوا ...

في البرازيل تزداد الدسائس والمؤامرات على اللاجئين بل أنهم يُحكِمون الموضوع جيداً ، وخير دليل على ذلك عدم إلتفات أي جهة برازيلية لمشاكل اللاجئين والوقوف عندها ومحاولة إيجاد السبل لحلها ، بل إن دور الحكومة البرازيلية معدوم بشكل نهائي عن كل ما يحدث على أراضيها مع اللاجئين الفلسطينيين ، وكأننا في بلد ليس فيها حكومة ...

ومن جهة أُخرى ما قرأناه مؤخراً بمقالة الأخ جاد الله نقلاً عن صحيفة برازيليا عن وجود جهاز تنصت في منزل أحد الأخوة من اللاجئين الفلسطينيين القاطنين في ولاية ساوباولو ،،، آلا تلفت هذه المسئلة الأنظار آلا تستحق الوقوف عندها ؟، عوائل جائت من معاناة وظلم الحروب والقتل وظلم الصحراء والمخيمات ، على ماذا يتجسسون ؟ لا يوجد بجميع اللاجئين الفلسطينيين الذين تم جلبهم للبرازيل خبيراً نووياً أو عالم ذرة أو وزير سابق .

ولايوجد بينهم أحد من أقارب الزرقاوي أو إبن لادن أو مساعديهم ليتم التجسس عليهم بهذه الطريقة ،، آلا يدعو ذلك للسؤال من هي الجهة التي تقف وراء ذلك العمل ؟ وكم عدد العوائل التي تم وضع مثل تلك الأجهزة في منازلهم ؟ ولماذا ؟ وما الذي يريدونه من اللاجئين ؟ آلا يكفي ما يعانون !!.

هذا ما وصل له الحال في البرازيل ، في كل لحظة تمضي يزداد المصير غموضاً وسواداً ، نعيش ولكننا فعلياً أموات ، نمشي وتمضي الأيام لكننا فعلياً واقفين في نفس المكان ، نبحث ونبحث ولكننا لن نجد شيئاً في مثل هذه البلد ، ننادي ونصيح وما من سامع أو مجيب لندائنا كالواقف في مقبرة يصيح ، نتمنى أن من يتنصت على اللاجئين يسمع ندائهم لربما من خلال تنصته عليهم يكون قد سمع مشاكلهم ومعاناتهم ، ولا نعرف ما هو الذي ينتظرنا في الأيام القادمة ، فبعد مصير الشوارع الذي ينتظره اللاجئين بعد نهاية مدة البرنامج وضياع مستقبل أطفالهم مروراً بالتجسس عليهم لربما يكون إنتهاءً بتلفيق تهمة لكل لاجيئ ....

3/8/2009

 

بقلم - عصام عرابي - البرازيل

 

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"