من ذكريات لاجئ فلسطيني في بغداد ( 1 ) - فلسطينيو العراق وأحمد الشقيري - رشيد جبر الأسعد

بواسطة قراءة 7353
من ذكريات لاجئ فلسطيني في بغداد ( 1 ) - فلسطينيو العراق وأحمد الشقيري - رشيد جبر الأسعد
من ذكريات لاجئ فلسطيني في بغداد ( 1 ) - فلسطينيو العراق وأحمد الشقيري - رشيد جبر الأسعد

من ذكريات لاجئ فلسطيني في بغداد

( 1 )

حينما استقبل فلسطينيو العراق أحمد الشقيري لأول مرة عام 1963م

بقلم / رشيد جبر الأسعد (أبو محمد)

 

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف المرسلين و على آله وصحبه و من تبعه إلى يوم الدين

وبعد :

اللاجئون الفلسطينيون في العراق منذ هجرتهم وجلبهم بسيارات الجيش العراقي من جنين إلى بغداد في أواخر صيف ورمضان عام 1948م وحتى الستينات لم يكن لديهم تمثيل رسمي في العراق ، فلا مؤسسة رسمية ولا شبه رسمية ، تنطق بإسمهم ، وتعبر عن آرائهم ، وترعى مصالحهم .

كانت (مديرية الخدمات الاجتماعية العامة ) التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية ، من ضمنها يوجد غرفتان أو ثلاث لإدارة شؤون اللاجئين الفلسطينيين .

في أواخر عام 1959م وبداية عام 1960م أعلن عبدالكريم قاسم رئيس وزراء العراق عن تشكيل أول فوج عسكري لجيش التحرير الفلسطيني في معسكر الرشيد ببغداد .

بعدها تنادى المثقفون الفلسطينيون الاكاديميون لتأسيس رابطة أبناء فلسطين في العراق عام 1961م مقرها في ( شارع السعدون ) في بغداد .

ثم تأسس اتحاد طلبة فلسطين في الجامعات العراقية ، ثم تشكيلات اتحاد عمال فلسطين – فرع العراق .. وغيرها .

في أواخر عام 1962م وصل بغداد في زيارة رسمية مفتي فلسطين ورئيس الهيئة العربية العليا لفلسطين الحاج محمد أمين الحسيني رحمه الله واجتمع مرارا مع صديقه عبدالكريم قاسم رئيس وزراء العراق .

تم غلق رابطة أبناء فلسطين في شارع السعدون ، و افتتاح مكتب للهيئة العربية العليا في منطقة الوزيرية ببغداد عام 962-1963م .

في العام 1963م كثر الجدل والحديث على الساحة السياسية العربية بضرورة تشكيل كيان سياسي رسمي يمثل الشعب الفلسطيني ليأخذ بيده نحو التنظيم والتحرير .

وقع اختيار الجامعة العربية على مندوب السعودية في الأمم المتحدة المحامي الفلسطيني أحمد أسعد الشقيري الذي تم تخويله زيارة أماكن تواجد اللاجئين الفلسطينيين في البلاد العربية والتشاور معهم بهدف تشكيل منظمة التحرير الفلسطينية و هياكلها و مؤسساتها .

قرر أحمد الشقيري المجيء لبغداد .

كنت اتابع الامر باهتمام ، عز علي شخصيا أن يأتي هذا الممثل أو المندوب الرسمي الفلسطيني ولا يوجد له استقبال شعبي فلسطيني ولو صغيرا ومحدودا أما الاستقبال الرسمي فذلك من اختصاص الخارجية العراقية .

وتحركت بسرعة بتأمين سيارة تحمل 14 شخص نوعها آنذاك فورد وتحرك معي لجلب عدد من الشباب الفلسطيني أخي وصديقي المرحوم بإذن الله ( أحمد محمد صالح ابن أبو صابر القاروط أبو غسان / جبع – حيفا ) كانت ساحتنا شارع الكفاح ومقاهيه وملجأ المرحوم بإذن الله طلفاح أبو فوزي الدوايمة ( مدرسة منشي صالح ) ، وغيرها من التجمعات في محلة "التوراة" اضافة لأحمد محمد صالح جاء صديقي وائل درويش الجلاد رحمه الله وأحمد محمود حسين الشيخ قاسم (أبو حاتم) الذي ذكرته بهذا الموقف قبل أيام فقال ممن جاء معنا صبحي أمين بدوان ، وحسن سليم الشيخ قاسم وعادل عصفور ومصطفى شريف وآخرون .

في المساء سارت بنا السيارة ( الممتلئة ) نحو مطار بغداد الدولي ، مطار المثنى قرب المحطة العالمية ببغداد .

وبعد انتظارنا في صالة الاستقبال وصل أحمد الشقيري أول رئيس لمنظمة التحرير الفلسطينية ، سلمنا عليه واستقبلناه بالهتاف ، عدنا مساءا إلى شارع الكفاح ودفعت أجرة السيارة من عندي البالغة 8 دراهم أي 400 فلس ، كنت أعمل في بيع الفلافل ، وفي أخبار تلفزيون بغداد مساءا ورد خبر (وصول أحمد الشقيري وكان في استقباله لفيف من اللاجئين الفلسطينيين في العراق ... ) ، وهذا ما كنت أسعى إليه وأصحابي .. أيام مضت .. وسنين مضت .

{ ... وتلك الايام نداولها بين الناس ... } [آل عمران : 140] .

وتشكلت منظمة التحرير الفلسطينية ، وكانت لها مؤسساتها كالصندوق القومي الفلسطيني ، وجيش التحرير الفلسطيني ، ومركز الأبحاث الفلسطيني في بيروت ، والدائرة السياسية ، وبقية المؤسسات .

وعقد أول مؤتمر فلسطيني عام 1964م ومثل العراق محمد حسين البرماوي ( أبو وائل ) ومطيع الشيخ طه ( أبو سهاد ) عن فلسطينيو العراق ، وافتتح أول مكتب للمنظمة في بغداد مديره داود عودة ( رحمه الله ) مدير "البنك" العربي ( صديق عبدالسلام عارف رئيس الجمهورية ) .

وتوالت المسيرة ، وعرف أحمد الشقيري في دهاليز السياسة العربية والدولية بصاحب الموقف المبدئي والثابت فلم يعترف بالكيان الصهيوني وبقي على الثوابت ، رحم الله احمد الشقيري ومن قبله أمين الحسيني ومن بعده ياسر عرفات ورحم الله المؤمن القائد صاحب الهمة أحمد ياسين .

والمسيرة مستمرة ، والهدف واحد ، علمنا التاريخ ان الباطل والظلم والتزوير لا بد وأن يزول ، لا بد وأن يكون لنا العشرات بعزيمة وإيمان وتضحية وهمة الشيخ عزالدين القسام رحمه الله , وعلى ذكر الشيخ عزالدين القسام فإن أعوانه الذين لم تكتب لهم الشهادة والذين قدمهم الانكليز للمحاكمة كان يومها محاميهم هو أحمد الشقيري رحمه الله .


رشيد جبر الأسعد

أبو محمد

2 رجب 1433هـ الموافق لـ 23/5/2012م

 

http://www.paliraq.com/images/paliraq2012/shoqairy1.jpg

http://www.paliraq.com/images/paliraq2012/shoqairy2.png

 

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"