فقد أقيم في الساعة العاشرة من يوم الأحد الموافق 2/10/2005 على قاعة الحرية في كلية العلوم السياسية في جامعة بغداد وتحت اشراف مركز الدراسات الفلسطينية مؤتمر يوم القدس وتحت شعار "ستبقى القدس الاسيرة في ضمائرنا " .
وقد استهل الحفل بتلاوة عطرة من ايات الذكر الحكيم من سورة الاسراء التي لن يُنسى الاقصى مادامت تتلى ، ثم بعد ذلك تقدم رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر الدكتور هاني الحديثي بكلمة ترحيبية بالحضور وعلى راسهم الدكتور محمد المبارك ممثل وزير التعليم العالي والبحث العلمي مع ترحيبه بالوفد الفلسطيني ، مركزا على اهمية الاقصى التاريخية والدينية ، تلاها كلمة للدكتور حاتم الربيعي ممثل رئيس جامعة بغداد الدكتور موسى جواد الموسوي اكد فيها على ان الاقصى سيبقى في ضمير الامة وان جامعة بغداد تتشرف باقامة مثل هذا المؤتمر الذي يعكس وجدان الامة ، ثم تلاه كلمة للدكتورة نظيره محمود خطاب رئيسة مركز الدراسات الفلسطينية في جامعة بغداد والتي قالت فيها انه وبقرار من اتحاد الجامعات العربية في اعتبار يوم الثاني من تشرين الاول يوم احتفال بيوم القدس لانه في مثل هذا اليوم من عام 1187 ميلادي حرر القائد الاسلامي صلاح الدين الايوبي بيت المقدس وقالت انها تشعر بالفخر لان اقامة المؤتمر قد اوكل الى مركز الدراسات الفلسطينية ، وقد سلطت الدكتورة نظيرة في كلمتها الضوء على البعد المقدس في الضمير الاسلامي والعربي بل انها اشد عمقا من بعدها في الضمير اليهودي وحتى لو قالوا شلت يميني ان نسيتك يا اورشليم، لانهم وبدلالات المؤرخين لم يحكموها متحدة الا سبعون عاما بينما هي في ضمائرنا وتحت الحكم العربي والاسلامي الاف السنين واشارة الدكتورة نظيرة في كلمتها الى ان الاحتلال يحاول تغييرها ويهدد الوجود الفلسطيني فيها وان مجموع الاعتداءات وصل الى 287 اعتداء على بيت المقدس وقد اعتبرها المسؤولون عن الاماكن التاريخية والمقدسة في العالم انها من الاماكن المهددة بالخطر ليس هذا فحسب بل ان العدو الصهيوني في تعامله مع الفلسطينيين قد ضرب كل الاتفاقيات العالمية ومنها اتفاقية جنيف عام 1947 وقامت بنقل الاهالي جبرا من مناطق سكناهم واشارة الى ان الاحتلال الصهيوني يتحدى العالم كله بهذه الافعال وختمت كلمتها بقصيدة مخاطبة فيها فلسطين :
نحن يا اخت على العهد الذي قد رضعناه من المهد كلانا
ومن ابرز الحاضرين كان الدكتور عصام الراوي رئيس رابطة التدريسيين الجامعيين والذي القى كلمة قسمها الى اربعة محاور جاء فيها :
1- ان هناك خطأ تاريخي يقع فيه الباحثون وهو أن بيت المقدس لم يبنه اسحاق ابن ابراهيم عليهما السلام لان الحديث الصحيح عن ابي ذر قال "سالت رسول الله اي مسجد بني اولا قال:بيت الله الحرام ، قلت :ثم اي قال:المسجد الاقصى قلت كم كان بينهما ، قال: اربعون سنة " ومن هنا وبما ان البيت الحرام بني في زمن ادم عليه السلام فان المسجد الاقصى بني في زمن ادم لانه بني بعده باربعين سنة فقط اي في نفس الزمن وان اسحق جدده
2- لا يمكن ان يكون الاقصى ملك للفلسطينيين او العرب او المسلمين لانه قبلة الموحدين في الارض لذلك لا يمكن لاحد التنازل عنه مهما كان ومهما أقامت الدول من اتفاقيات وغيرها .
3- لا يوجد شيء اسمه هيكل داوود وانه فقط جدد بناء بيت المقدس مثل اسحق ، لان الانبياء والاولياء لا يعرفون القصور ولا القلاع ،اين قصور النبي محمد عليه الصلاة والسلام ؟ اين قلاع عمر بين الخطاب ؟ اي قصر عمر بن عبد العزيز ؟ ، بينما الظلمة تجد لهم قصور وقلاع ومن هنا فان سليمان ايضا لم يبني ما اسموه الهيكل بل انه جدد بيت المقدس ايضا ولكنهم عندما عادوا من السبي اليوناني تعلموا طريقة البناء اليوناني ونسبوه الى داوود عليه السلام .
4- ديننا في الارض دين واحد من بدء الخلق الى الان ونحن اولى بموسى من بني اسرائيل كما ذكر تعالى :لا بل ان الموسوعة الاميركية ذكرت ان اليهود في العالم الان 92% هم من بقايا مملكة الخزر ولا علاقة لهم ببني اسرائيل لا بل ان الباقي منهم هم من العرب حيث اعتنق اليهودية العرب في يثرب وفي اليمن ومنهم ذو نواس والذي جاء ذكره في القران كيف حفر الاخاديد والقى فيها المؤمنين .
واشار الى انه عام 1932 في مؤتمر الاجناس العالمي قالوا ان اليهودية ليست جنسا انما هي دين مثلها مثل الاسلام او المسيحية ومن هنا لا يجوز الانتساب الى داوود او سليمان او يوسف .وقد شاركت الباحثة الهام عطية بقصيدة بعنوان "صوت هز وجداني "
ثم بعدها بدأت وقائع المؤتمر وكانت الجلسة الاولى برئاسة الدكتور غانم محمد صالح والذي قدم وقال ان اليهود يسمون فلسطين الارض الموعودة ونحن نقول لهم انكم لم تاتوا بوعد من الله بل بوعد من بلفور ، ثم بعدها القى الباحثين بحوثهم وهم :
د.ضياء خميس علي الخصائص العمرانية للمسجد الاقصى
د. فوزي عباس قدسية المدينة لدى الاديان السماوية الثلاث
سعاد العامري عروبة القدس
د.حميد فاضل حسن مكانة القدس في الفكر اليهودي
سعاد ابراهيم القدس في الادبيات الصهيونيةاما الجلسة الثانية فكانت برئاسة الدكتور حسن البزاز وكانت البحوث :
1- المتغير الدولي وقضية القدس د.هاني الحديثي
2- الموقف الاميركي من القدس د.ياسين العيثاوي
3- الوضع القانوني للقدس من وجهة نظر القانون الدولي احمد المعاضيدي
4- مخططات الاستيطان في القدس حتى عام 2010 د.منار مضر الشاويتلاها استراحة قصيرة ثم الجلسة الثالثة وكانت برئاسة د.حسام باقر الغرباوي وكانت البحوث :
1- التطهير الاثني في القدس الشرقية عبد الحميد العيد الموساوي
2- تهويد القدس دينا هاتف
3- الاعتداءات الاسرائيلية على المسجد الاقصى (الارهاب الصهيوني) صبيح بشير عذاب
القدس والجدار العازل وليد حسن محمدوقد تخلل الحفل توزيع الهدايا على الحضور وعلى الاساتذة الذين تولوا رئاسة مركز الدراسات الفلسطينية وعلى الشخصيات الاكاديمية الحاضرة لهذا المؤتمر .
جزى الله خيرا كل من ساهم وحضر الى هذا المؤتمر الذي أعطى شعورا بأن هذا البلد لازال يقف مع قضايا الامة رغم الاحتلال الاميركي ورغم الجراح التي تنزف من جسمه .