النقد بغير حق دمار للفرد والمجتمع بقلم مريم العلي

بواسطة قراءة 2608
النقد بغير حق دمار للفرد والمجتمع بقلم مريم العلي
النقد بغير حق دمار للفرد والمجتمع بقلم مريم العلي

شاعت في الفترة الاخيرة من مجتمعنا فلسفة اصبحت الشغل الشاغل لمثبطي العزائم والنشطاء والمصلحين ليهبطوا من عزائمهم واجرهم وكانما يعملون وفق اجندة خاصة لكي يخلي المجتمع من اولئك الشرفاء فلا بد من وقفة جادة من العلماء والمثقفين والادباء لوقف هذا المد المتسارع والهائج انّ من شر ما تصاب به الأمم في اهلها وبينها أن تمتد ايدي فئات من مواطنيها وأصحاب المسؤوليات فيها إلى تناول والتعاطي ما ليس بحق  ولكن ليس كل خطأ يقابل بعقوبة أو بنقد لاذع  إلا إذا كان تجاوزا على شرع الله عز وجل  ويجب وضع هذا   في الاعتبار عند تناول الأفراد بالنقد والتجريح والنقد الهدام الذي هو العيب   وفيه إظهار عيب الآخرين للنيل منهم وتشويه سمعتهم والطعن في نياتهم من غير حجة ولا برهان - مذموم ومنهيٌّ عنه في ديننا فهؤلاء النقاد لا يذكرون فضائل أحد ولا حسناته بل كل همهم جمع المثالب وحشد المعايب وقد كثر دعاة هذا النوع من النقد في هذه الأيام للأسف  حتى صار من لا يحسن الكتابة   بل لا يجيد الإملاء يطعن في كرام النشطاء والوجهاء  وينتقد ويحمل على المصلحين والشرفاء وتتبع العثرات سمة بارزة من سمات هذا النقد الهجومي الهدام  متناسيا ومتجاهلا محاسنه من أجل زلة وقع فيها  فلا إنصاف عنده بالمرة  لو أصبتت تسعا وتسعين  واخطات واحدة  لأخذوا الواحدة  وتركوا التسع والتسعين

 

ان هذا النقد الهدام للنشطاء العاملين والمصلحين انما هو هدم صروح الأمة  ويقوضون أركانها  حين يزعزعون ثقة الناس بكبارهم ومصلحيهم  فينصرفون عن الخير الذي يعملون ويفتحون الطريق للجهال يقولون بغير علم فيضلون ويضلون؟!

 

وأنهم بنقدهم الهدام للصالحين وأهل الخير يشيعون سوء الظن والريبة بين الناس  فيفقد الناس قدوتهم حين يفقد المصلحون كرامتهم؟ نسي هؤلاء المتطاولون أن ديننا أمر بإقالة العثرات ونهى عن تتبع الزلات والثغرات قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أقيلوا ذوي الهيئات عثراتهم، إلا الحدود))؛ [رواه أبو داود] فمن الدِّين ومن المروءة جبرُ نقص ذوي الهيئات وعدم تصيُّد أخطائهم إذ لا معصوم سوى الأنبياء فيه انتهاك صريح لحقوق الإنسان وإخلال بمبدأ تكريمه إذ كيف تحفظ الكرامة مع رمي الناس بعضهم بعضًا بالمعايب والقبائح متسترين وراء إصلاح الخطأ تارة والنصيحة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر تارة أخرى بينما وِجهتهم بعيدة كل البعد عن هذا المبدأ النبيل والمطلب الجليل؟ فأهدافهم الخبيثة واضحة للعِيان ظاهرة لكل إنسان وهي الطعن والازدراء والسخرية والاستهزاء وإشاعة الفحش والسوء والنقد الهدام داخل في الغِيبة التي هي ذِكر الشخص بما يكره وهي من كبائر الذنوب وداخل في أذى المسلم على العموم وهو لا شك حرام مذموم إن تحقيق العدل والإنصاف في المجتمع لا يتأتى إلا بالنقد البنَّاء الناصح المخلص لا بمطلق التشهير والسب والتحقير والانتقاص  والشائعات، والوقوع في أعراض الناس وكيل الاتهامات وزرع الشحناء وتوليد العدَاوات مما يفرِّق وَحدة المسلمين ويمزق صفهم وهم أحوج ما يكونون إلى الوحدة ولمِّ الشتات فهم كالذباب لا يقع إلا على قبائح الأشياء وهم عونٌ للشيطان على إخوانهم المسلمين وهم خُدَّام

قد اقتصرت كل مهارتهم على الهدم

 

بئس ما قالوا وصنعوا ضلَّ مسعاهم وخاب مبتغاهم 

 إن علاج هذا النقد الهدَّام أن ينتهي صاحبُه عنه فورًا ويتوب إلى الله عز وجل منه فيا من وجَّه الانتقادات السلبية إلى الناس ظلمًا بغير حق وسعى إلى تقويض ما بنَوْا وهدم ما شادُوا تذكَّر حساب الآخرة وأنك تحبُّ أن تُذكَرَ حسناتُك وتُستَرَ سيئاتك فلربما أنصفت يومًا ويا أيها الذي سطرت مشاعرك وبنيت أحلامك وآراءك وسعَيْت لتحقيق آمالك لا يوقفِنَّك أمثالُ هؤلاء ولا يُوهِنَنَّ مِن عزمك تثبيطُهم وحقدهم ولا يعطِّلَنَّ مسيرةَ نجاحك نقدُهم وهجومُهم.

 

ثِقْ بربك وسِرْ على دربك واتركهم ينعِقون خلفك