فلسطينيو العراق في قبرص......إما العصا وإما العصا !!!! – بقلم : خالد مرتجى

بواسطة قراءة 3007
فلسطينيو العراق في قبرص......إما العصا وإما العصا !!!! – بقلم : خالد مرتجى
فلسطينيو العراق في قبرص......إما العصا وإما العصا !!!! – بقلم : خالد مرتجى

 

بسم الله الرحمن الرحيم

"رب اشرح لي صدري، ويسر لي امري ، واحلل عقدة من لساني يفقهوا قولي" .

تغنينا دوما بحبنا لقبرص وحب قبرص لنا ، وركبنا القوس الجميل بألوانه الزاهية كما كان يفعل سندباد أيام طفولتنا، وأيقنا ان الدنيا ضحكت لنا بعد سنوات عجاف ما عرفت الابتسامة خلالها إلى شفاهنا من سبيل ، واطمأن القلب إلى أن سنوات الفراغ الأمني أصبحت من الماضي الأليم واليوم آن لبناتنا وأبناءنا ، نسائنا وشيوخنا أن يتنقلو في فسحة من العيش الهانئ وهداءة البال ، دونما أي هاجس من أن يتعرض لهم احد بسوء بسبب الانتماء الوطني او الطائفي ، ويغادر الطفل ليلعب ولا نخشى عليه من العودة .

هكذا كان حلمنا الجميل دوما، أن نحيا كما يحيى الآخرون ، فكلنا من طينة واحدة....كلنا لآدم عليه السلام وادم عليه السلام من تراب ، من حقنا أن نحلم ما دامت الحقيقة على الأرض مريرة ، من حقنا أن نسمو بأنفسنا ونسج سياج الحمى حول ربوع وطننا وان نحكم كما يحكم الآخرون ولو بالحلم يا أساتذة ، والحمد لله أننا ملوك في مملكة الأحلام ولو كان للبعض سبيلا إلى أحلامنا لاقتحموها ودفعنا الغرامات لتجاوزنا الحد المسموح به من التطلعات في حلمنا !!! .

اكتب استجابة لنداء الأخ إبراهيم محمد زياد والمنشور بتاريخ 20/5 والذي لم أره إلا اللحظة لانشغالي الفترة السابقة ، ومع اختلافي مع الاخ الكريم في بعض النقاط التي يطرحها إلا أن الواجب يحتم أن نقوم بالتكاتف والتلاحم ونصرة المظلوم وأحييه على الدعوة، وهنا أيضاً لا بد من توضيح نقطة هامة وهي أننا نجتهد في الوقوف إلى جانب بعضنا البعض ولا نعدم من اجل ذلك الوسيلة ، وأحيانا قد نخطئ بالاجتهاد فنسأل الله المعافاة والصفح ونسأله التوفيق ، ونسأل أهلنا أن يرحمونا أيضاً ويحسنو الظن بنا !! .

لا شك وأقولها دائما إن قبرص قدمت الكثير لنا من مأوى وإحساس بالأمان ومعونة شهرية وتعليم وصحة ، ولا يسعني هنا إلا أن ارفع لهذه الدولة القبعة فقد قدمت ما لم يقدمه أبناء الجلدة ممن ادعوا دوما تبنيهم للقضية ، ولا شك أيضا أن قلة قليلة من داخل مجتمعنا أساءت إلى الغالبية الساحقة بتصرفات خاطئة ولا انوي نبش الماضي فالضرب بالميت حرام ، وعلى قاعدة السيئة تعم فقد عم البلاء علينا جميعا ، ومن لا يدري آخر البلاءات فليسأل أي من المصلين الذين يصلون في مسجد أم حرام عما حدث بين خطيب المسجد القبرصي التركي وبين حارس الأمن من ملاسنة أثناء الخطبة كان حارس الأمن قمة بالوقاحة ما عهدناها سابقا .

إذن نعم قدمت قبرص وشكرا لما قدمت ، وأساء البعض منا ولكن المسيئين موجودون في كل مجتمع وليست ظاهرة حكراً على المجتمع الفلسطيني، ولكن الحاصل الآن جريمة في حق الإنسانية بكل ما تحمله الكلمة من معنى، أخاطب الدولة التي أكن لها كل الاحترام للتاريخ الطويل الذي يربطنا ، ولكنها اليوم جزء من المشكلة ، بل إن كل الخيوط في يدها وإذا ادعيت أننا نملك خيطاً واحداً فقد كذبت !! .

أخاطب الضمائر يا دولة الحريات...أخاطب الإنسانية وأتساءل مستهجناً : عندما خط قلمكم القرار الجائر بإغلاق عدد من ملفات الفلسطينيين وقطع المعونة عنهم هل نظرتم إلى الضرر المترتب والمعاناة التي تضاف إلى المعاناة الأصلية لهذه الشريحة البائسة ؟؟؟! ، انأ لا أقول كما قال أخي إبراهيم زياد من ربط بين العلاقات مع "الصهاينة" وبين ما يجري ، ولكن لا شك أن الصهاينة استفادوا مما جرى ، ونحن لم نتعامل بعقلانية بل باندفاع وعاطفة غير حميدة مما زاد محنتنا وزاد الطين بلة .

وأعود إلى الدولة واعلم أن ما يجمعنا بها أكثر مما يفرقنا وأناشدهم النظر إلى محنتنا بواقعية أكثر ، إن ما يمارس اليوم بحق أبناء فلسطين في قبرص أراها بعين أنها حق مشروع تمارس الدولة من خلاله سيادتها على أرضها ، ولكن العين الأخرى تراها حرب إبادة تستهدف الفلسطينيين على وجه الخصوص ، فليس اشد وطئاً على النفس من أن يكون رب الأسرة غير قادر على توفير لقمة عيش كريمة لأولاده ، هذا إحساس لا أراكم الله إياه يمتزج الذل والمهانة فيه بالفاقة والحاجة للبشر وذاك أعطى وآخر اعتذر .

يا دولة الحريات والديمقراطية : إن لكم أن تمارسو سيادتكم فوق أرضكم وما نحن إلا ضيوف ، ولكن نناشدكم أن تعاملونا بروح القانون لا بالقانون المجرد ، نناشدكم إعادة النظر بقرارات عدة ليس أقلها غلق الملفات وقطع المعونة والإفراج عمن سجن ظلماً ، نحن أبداً لم نكن "كما يحلو للبعض أن يسوق" جزءاً من الملف السياسي القبرصي وانتخاباتها ، وإذا حاول طرف أن يدفع بهذا الاتجاه فلا ذنب لنا ، لا نطلب إلا الحياة الكريمة التي لا يمتزج المال فيها بالمهانة ، الحياة الكريمة التي تشعرنا بأننا ننتمي إلى بني البشر واننا نؤثر ونتأثر ، اليوم القلوب يقف النبض فيها من وقت لآخر بمجرد طلب استدعاء للمقابلة عند المسؤول الفلاني والكل ينتظر دوره ، وكل يوم إشاعة تجعل اليأس يستوطن الصدور، فهل آن لهذا الضيم أن ينجلي ؟؟ ، لا نريد أن نكون مخيرين إما بالعصا وإما بالعصا ، فلا تستقيم حياة بهذا المنطق .

وحتى أكون واضحاً أكثر أدعو أبناءنا إلى تحكيم العقل وعدم إثارة أي بلبلة ، فوضعكم لا يحتمل وكما قلت مراراً "اللي ايدو بالمي غير اللي ايدو بالنار" ، وبقاء الحال من المحال ، وسامحني أخ إبراهيم محمد زياد أن خالفتك الرأي في بعض النقاط ولكننا التقينا في امور كثيرة .

والله من وراء القصد ،،،

 

خالد مرتجى

31/5/2011

 

المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع

"حقوق النشر محفوظة لموقع " فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"