إن ما نعرج عليه هنا هو عبارة عن نماذج لجزء قليل من تلك المعاناة الحقيقية لثلة قليلة من الفلسطينيين الذين كان قدرهم أن يعيشوا في بلاد الرافدين عدة عقود .
أحد هؤلاء اللاجئين واسمه أياد فريد من مواليد بغداد متزوج ولديه أولاد ويسكن في منطقة تسمى حي الرئاسة القريبة جدا من منطقة الفضيلية ويكثر في تلك المناطق عناصر جيش المهدي ، ولك أن تتخيل حي غالبيته من تلك العناصر وفيه عائلة أو أكثر فلسطينية .
في تاريخ 23/5/2006 وبينما كان عائدا مع عائلته إلى منزله في حي الرئاسة تم الاعتداء عليه قرب مسكنه في محاولة لتصفيته فأصيب على أثرها بعدة إطلاقات إحداها أصابت العمود الفقري ولا زالت مستقرة فيه ونجا من موت محقق ، وبدأت رحلة جديدة من المعاناة .
إضافة لذلك وبعد تركه لمنزله تم الاستيلاء عليه من قبل بعض العوائل الشيعية في المنطقة ، ومن مدة قريبة اتصل به أحد المواطنين العراقيين الشيعة من سكنة المنطقة وقال له : أريد شراء البيت الذي تسكن فيه عائلة فلان عنوة !! فرح بذلك ووافق لأن ذلك سيساعده في دفع مصاريف العلاج الذي توقف بسبب ارتفاع كلفة العلاج .وصل خبر بيع البيت لجيش المهدي فأرسلوا تهديدا إلى ذاك الذي يريد شراء البيت وقالوا له : إن هذا البيت لا يمكن بيعه بأمر من مكتب الشهيد الصدر !!!!!.
فما كان من المشتري إلا أن تراجع عن الشراء وازدادت معاناة أياد ، وليت الأمر توقف عند هذا الحد ، ومن جهة أخرى أتت هذا اللاجئ المشرد المغلوب على أمره طعنة أخرى وهي قطع راتبه إذ أنه مفرغ ومحسوب على القوات التابعة لمنظمة التحرير الفلسطينية ، وتبين أن هنالك وشاية من أحدهم من خلال كتابة تقرير على أياد بأنه قد سافر إلى السويد ، وللأسف تم اعتماد ذلك من قبل المسؤولين في الداخل وفعلا قطع راتبه منذ مدة طويلة .
بدلا من أن تكون تلك الجهات عونا لمثل هؤلاء المنكوبين يكونوا نقمة عليهم فإلى الله المشتكى من كثرة المنافقين وإهمال المسؤولين .
18/8/2008