في ساحة المركز الإسلامي بالعاصمة البرازيلية برازيليا جلس الشاب الفلسطيني لؤي سمير عودة يقلب عينيه في السماء منتظرا ما يخفف عنه محنته بينما كانت قارورة غاز الأكسجين التي تمتد منها الأنابيب التي يتنفس بواسطتها مسندة على جذع شجرة.
وصل لؤي البرازيل قبل سنتين قادما من مخيم الرويشد على الحدود العراقية الأردنية مع أمه وإخوته الثلاثة ضمن عملية للم شمل العائلات بعد أن رفضت جدته الحاجة رشيدة السفر إلى البرازيل دون مرافقة ابنتها وأحفادها الأربعة.
لكن ظروف اللجوء في البرازيل فرقت بينها وبين الأبناء، فالحاجة رشيدة ترقد الآن في أحد المستشفيات في جنوب البرازيل حيث تعاني من قصور في الكليتين، حسب ما يقول حفيدها حسام.
واضطرت ابنتها وأحفادها لمغادرة مدينة فناسيو أيرس وتركها وحيدة هناك بعد أن تدهورت صحة لؤي الذي يقول إن الأطباء أكدوا له أنه يعيش على نصف رئة فقط وأن موته سيكون محققا في وقت وجيز إذا لم تجر له عملية جراحية معقدة ومكلفة في الآن ذاته.
بانتظار الجراحة
وأبلغ لؤي الجزيرة نت أن المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة قد أدخلته أحد المستشفيات لتلقي العلاج، وأن الأطباء كانوا على وشك إجراء عملية جراحية له وفجأة عدلوا عن موقفهم مدعين أن لا جدوى من العملية، ويفسر لؤي ذلك بارتفاع كلفة العملية الجراحية وعدم استعداد المفوضية لتحمل تلك التكاليف.
غير أن متحدثا باسم المفوضية نفى للجزيرة نت أن تكون المفوضية تتعامل بانتقائية مع مثل هذه الحالات، وقال إن التقارير الطبية تؤكد أن الشاب الفلسطيني يعاني من تشوه وراثي وليس مرضا مزمنا وإنه لا توجد أي جراحة لعلاجه.
اعتصام
ودخل اعتصام لؤي وأفراد أسرته أمام مقر المركز الإسلامي في برازيليا شهره الثالث بعد أن نقلت المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة مقرها إلى مكان مجهول إثر الاعتصام الذي نفذه لاجئون فلسطينيون أمامها قبل أشهر واستمر زهاء عام كامل للمطالبة بترحيلهم من البرازيل.
وتقول عائلة لؤي إنها تريد من الأمم المتحدة والسلطات البرازيلية نقلها إلى بلد يمكن لابنها أن يتلقى العلاج فيه.
أما المفوضية فتكرر دائما أن نقل اللاجئين الذين جاءت بهم إلى البرازيل منتصف العام 2007 لإعادة توطينهم هنا ليس بيدها وأنه يخضع لموافقة الدول التي يطلب اللاجئون الذهاب إليها وهي دول أوروبية في أغلب الأحيان.
غير أن بعض اللاجئين الفلسطينيين يطالبون الآن بإعادتهم لمخيمات اللجوء الموجودة في دول عربية، وهو ما تقول المفوضية إنها تتفاوض مع الدول المعنية بشأنه.
وفي انتظار ما ستسفر عنه تلك المفاوضات يظل لؤي وأفراد أسرته وعدد آخر من اللاجئين الفلسطينيين يعانون مرارة الحياة في بلد لم يستطيعوا الاندماج فيه بعد أن انتهى البرنامج الذي وضعته المفوضية السامية لشؤون اللاجئين والحكومة البرازيلية لإعادة توطينهم.
دداه عبد الله- برازيليا
الجزيرة نت