قصة قصيرة: فلسطيني أنا ج2- صالح صلاح سلمي

بواسطة قراءة 2868
قصة قصيرة: فلسطيني أنا ج2- صالح صلاح سلمي
قصة قصيرة: فلسطيني أنا ج2- صالح صلاح سلمي

الاهداء الى صديقي الشاعر   عبد القادر السماك وكل ابناء شعبي

 اصوات جنون ما زلت في الطريق الى الموت وجراحي تنزف واوجاعي تشتد ..واشد ما يؤلمني ويثقل همي فلسطينيتي التي اخشى البوح بها حتى وانا على هذا الحال .. وزادت وثيقه سفري من وجعي وضنوني ..فكل الاوراق في حقبه يد وضعتها الا وثيقتي ففي جيبي ..واحترقت كل الاوراق الا هي فأنا اعلم انها قبل ان تحترق ستحرقني:

اه  ياوجعي  ويا حزني ..

 وددت لو استطيع التخلص منها تلك التي ترافقني منذ وجودي مثل اسمي ..ولكن كيف السبيل الى ذلك وانا ممدد انزف هنا ورجل الشرطه هذا يراقبني  ,وقد حنا عليّ يخفف عني .. ولو علم اني فلسطيني ما كان سيفعل .. فأنا ابن فلسطين قد داويت  لكل الناس جراحهم  ولم اجد من يد
اوي جرحي ..فليسألوا الخليل  والمسيح وليسألوا قدسي .. وانرت الدروب للسائرين الى الله : فلما استناروا واهتدوا نكصوا على الاعقاب وعلى صخره المعراج نقشوا جرحي..

اه يا جرحي ويا حزني..

 مدتت يدي متصاعبا وهالتني بركه الدماء تحتي .سحبت  وثيقه سفري برفق من جيبي ووضعتها في الدم تحتي وشددت جسمي  وقلت موتي واهلكي واغربي عني  فما غاص في برك الدماء قوم الا هلكوا..لعلك اذا هلكت هلكتّ وارحت نفسي ..فأنا لم اعد افكر في الخروج ولم  اعد احتمل جراحي واشتدت اوجاعي  وتمنيت الموت ..

اه  ولكن اين هو الموت..

فأنا ما زلت اجول  في حدائق الموت عليّ اجد له بابا..

ووجدت كل الابواب موصده  وسدت عليّ منافذه..

فكل الناس من الابواب الى بيوت الموت تدخل الا انا وشعبي متا ما تغربنا عنك يا فلسطين فأنا من الاعقاب الى بيوت الموت ندخل ...اه ياجرحي ويا حزني..

وصلت الى المستشفى وانزلوني ..ووجدت جرحى قد استبشرت وجوههم وان بدا عليهم الالم والتعب .. وفي عيونهم فرحه النجاه من الموت وأمل بالغد..الا أنا فقدحاصرتني  ضنوني و همومي ..  فكيف اذا عرفوا اني فلسطيني ؟ اه يا حزني ويا همي   .. وسيأ تيهم الاهل والاحباب يتفقدوا ويخففوا عنهم , الا انا الغريب المقطع   فمن سيأتيني .. و سيدخلون غرف العمليات بجوازاتهم  الا انا فسابقي في صالات الانتضار وبين الحدين وعلى المعابر انزف..

اه يا حزني ويا همي..

عزت عليّ نفسي وانهمرت دموعي . وتذكرت امي واخي وجزمت انهم الان يفتقدوني وعيونهم تراقب الدرب ينضروني..ولكن اعلم انهم قبل  ايام لن يبحثوا عني..

اه ياوجعي ويا امي ويا حزني..

 اقترب مني رجل وفي يده يحمل جرحي وخشيت انه  قد عرف ما يحمل قال لي  في جهل : هذا دفتر توفيرك سقط في الدماء هل اضعه امانه عندهم ؟ تناولتها منه مستعجلا, لا فأنا لا اطيق البعد البعد عن دفتر تحقيري..

 اه ياهمي ويا حزني  فوثائق الحقاره تلك لا تريد ان تفارقنا..دسست جرحي هذا تحت وسادتي ,فجراح الناس تبرا الا جرح ابن فلسطين كلما طال الزمان يندا...

نزفت كثيرا واشتدت عليّ اوجاعي  واحسست ان يد الموت بأت تدنو مني وان ابوابه قد شرعت فتساوت عندي كل الامور  ولم اعد يعنيني الا اشتداد جراحاتي ووجعي..                          وجائني رجل يسأل عن فصيله دمي :وفي وجع وفي جنون صرخت :فلسطيني عراقي: جحضت عيناه مستعجبا .قلت كل الناس لهم فصائل دم معروفه.الا نحن  ففوق فصائل الدم لنا فصائل : ففي العراق فصيل وفي الشام فصيل وفي مصر فصيل والضفه فصيل وغزه فصيل : اه ياوجعي وياجرحي ويا وطني..

جاشت روحي  واحسست بأجنحه الموت ترفرف فوق رأسي وأنفاسي تتقطع واشتهيت الموت اخرجت وثيقه سفري  من تحت وسادتي مضرجه بالدماء مددتها اليه في وهن وفي تعب قلت:هذه فصيله دمي .هذه فصيله دمي::::::::::::::::::::::::::::::::::::: واحسست بدموع اخي ساخنه على صدري  وهو يكفنني .. وسمعت امي منتحبهّ تلقنني .. وشفتاها تلثم شفتي..

الله ربك..يا ابني

  القرءان كتابك..يا ابني

محمد نبيك..يا ابني

 

صالح صلاح سلمي

8/1/2011

 

المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع

هذه الصور حصرية لموقع" فلسطينيو العراق" فلا يجوز إعادة نشرها بغير ذكر المصدر