حيث صرح مؤخرا وسط تجمع كبير من الشيعة وأتباع الصدر : "ان سماحة (الامام) مقتدى الصدر
هو رمز من رموز العالم الذين وقفوا بوجه الظلم والظالمين ",مشيراً إلى أن
آباء الصدر وأجداده كانوا يهتفون على مدى التأريخ لأبناء الشعب الفلسطيني وقال
متسائلاً (من يقف مع المظلوم غير المظلوم؟(" .
لا أريد الخوض بكم الشهداء بإذن الله الهائل الذين سقطوا على يد
جيش المهدي وكم الأرامل والأيتام والمعاقين والمفقودين والمطرودين من بيوتهم والمهددين
ومفترشي الصحراء ولكن أود أذكر حادثة مميزة وهي ماذا يقول دليل القسوس بنصير
المظلومين الذي قابله وفد من فلسطينيي العراق وأعطاهم الأمان ثم يختطف رئيس وفد
اللقاء الشيخ توفيق عبدالخالق رحمه الله تعالى من قبل جيش المهدي ومليشياته ليتم
العثور على جثته بعد أيام وعليها آثار تعذيب شديد وبعدها يفعل نفس الشيء بعضو وفد
اللقاء الأخ حامد الحانوتي رحمه الله تعالى ، فأين نصرة المظلوم هذه التي تتحدث
عنها يا حضرة السفير .
ولا أريد الخوض في دحض هذا التصريح المخزي ومقولة دليل هذه عن طريق
استعراض ما جرى للفلسطينيين في العراق على يد جيش المهدي خلال السنين العجاف التي
مضت فالأخوة في موقع فلسطينيو العراق قد كفوّا ووفوّا ، ولا أريد الخوض بتقارير
منظمات حقوق الإنسان والأمم المتحدة وتقاريرها والتي أكدت وبشكل متكرر ان الاستهداف
للفلسطينيين في العراق هو طائفي وعلى أيدي مليشيات شيعية وعلى رأسها جيش المهدي
ومقتدى الصدر ، ولكني سأقوم باستعراض بعض مقولات وتصريحات دليل القسوس نفسه السابقة
في تلك السنين والتي تتعارض مع هذا التصريح وتناقضه :
ففي تاريخ 28/2/2006 صرح دليل القسوس لوكالة فرانس بريس بمقتل عشرة لاجئين فلسطينيين في بغداد، في الأحداث التي أعقبت تفجير مرقد الإمامين علي الهادي والحسن العسكري في سامراء ، وقال القسوس حينها إن "عشرة مواطنين فلسطينيين قتلوا في أعمال بربرية في الأيام القليلة الـماضية" .
فمن كان يقصد بهذا التصريح ومن يعني بأصحاب
الأعمال البربرية الذين استهدفوا الفلسطينيين في العراق بعد تفجير "مرقد
الإمامين" ، فالكل يعلم ان جيش المهدي ومن ورائهم مقتدى الصدر هم من تسببوا
بإحداث هذا الخراب في العراق في حينها وبالرغم من ان القسوس كان غير واضح في
اتهامه ولم يتكلم بشكل مباشر وربما حاول التغطية على جيش المهدي ومقتدى الصدر لكنه
عندما ذكر أصحاب الأعمال البربرية الذين استهدفوا الفلسطينيين في العراق بعد تفجير
"مرقد الإمامين" فهو بالتأكيد نصير المظلومين الذي يهتف هو وآبائه وأجداده
يهتفون للشعب الفلسطيني ومن يكون غيره يا حضرة السفير .
ثم يقوم بعدها حضرة السفير بالتصريح في لقاء
عبر الهاتف مع قناة الجزيرة مباشر بأنه يطلب نقل اللاجئين الفلسطينيين في العراق
لأي صحراء عربية ، فإذا
كان نصير المظلومين بظهرهم في العراق وينصرهم عبر هتافاته للشعب الفلسطيني هو
وآبائه وأجداده فلماذا يتركون العراق ويذهبون لأي صحراء عربية .
وفي تاريخ 20/3/2006 يعلن القسوس لوكالة الصحافة
الفرنسية فرانس بريس ان 89 فلسطينيا من حملة الوثائق العراقية غادروا هربا من
الاوضاع الامنية الحالية المتردية باتجاه الاردن واضاف انه ما لا يقل عن 55 فلسطينيا قتلوا في
العراق منذ سقوط نظام صدام حسين قبل ثلاث سنوات ، فإذا كان نصير المظلومين معهم ويقف
بوجه الظلم والظالمين وهو رمز من الرموز الذين تصدوا للظلم والظالمين فلماذا
يهربون إلى الصحراء ومن قام بقتل هؤلاء الـ 55 فهل هناك أناس هبطوا من الفضاء وقاموا
بارتكاب الجريمة ام تريد القول كما يقول عصام عدوان رئيس دائرة اللاجئين في حركة
حماس بأن عصابات مجهولة تقوم بذلك ، فليفرح نصير المظلومين إذن .
ثم
بتاريخ 27/3/2006 يصرح دليل القسوس لـ «الحياة» ان العائلات التي تركت بيوتها عانت
من القتل والتهديد ، عجبا فنصير المظلومين موجود بجوارهم ويهتف للشعب الفلسطيني
هو وأجداده على مدى عقود مضت ويعانون من القتل والتهديد !؟ .
ثم
يضيف «الحياة» : ان 16 عائلة حاولت الفرار الى عمان لكنها رفضت استقبالها ما دفع
بقوات الحدود العراقية الى اعادة افرادها الى الاراضي العراقية لكنهم يرفضون
العودة الى بغداد بسبب الوضع الامني وحوادث استهدافهم ، فماذا يجبر هذه العائلات على هذه
المذلة ويوجد عندهم في العراق من يساندهم وهو مقتدى الصدر فعجبا لك يا حضرة السفير
.
ثم
بتاريخ 3/6/2006 يأتي تصريح لمصدر مسؤول في السفارة الفلسطينية التي على رأسها
دليل القسوس بأن 65 فلسطيني قد قتلوا في العراق منذ الغزو عام 2003 وان فلسطينيا
يقتل كل 24 ساعة من قبل مجهولين بحسب صحيفة الغد الأردنية .
ثم
بتاريخ 14/10/2006 يصرح القسوس بأن عوائل فلسطينية من سكنة مدينة الحرية في بغداد قد
تلقت تهديد بإخلاء منازلها وأضاف إلى أن المليشيات المسلحة قامت بإغلاق منازل
عشرات الفلسطينيين في مدينة الحرية واستولت على الأثاث وطردت أهلها من دون تقديم
أي سبب لهذا التصرف ، فيا حضرة السفير هل يعقل هذا مدينة الحرية معقل جيش المهدي
ومقتدى الصدر نصير المظلومين الفلسطينيين حسب قولك يا حضرة السفير وذو نفوذ كبير
له هناك ، هل يعقل أن يقوم نصير المظلومين بذلك !؟ .
بتاريخ
23/10/2007 يعلن السفير دليل القسوس لوكالة آكي الإيطالية عن بدء سفارة فلسطين في
العراق في توزيع استمارات على جميع الفلسطينيين العالقين على الحدود العراقية مع
كل من سوريا والاردن وكذلك المقيمين منهم داخل العراق لاعادة توطينهم في السودان وقد قامت
بذلك بالفعل وكلنا يتذكر بأن محمد عبدالواحد مسؤول دائرة اللاجئين قد ذهب بنفسه
إلى مخيم الوليد في حينها وأنجز الأمر ، فكيف لسفير يقول بأن
مقتدى الصدر هو نصير المظلومين في العالم ويهتف للشعب الفلسطيني هو وآبائه واجداده
كيف له أن يساهم بتوزيع هذه الاستمارات لماذا لا يبقي الناس تحت ظل ورعاية وكرم
نصير المظلومين الفلسطينيين !؟ .
ثم يتابع لوكالة آكي : المشمولين بهذا القرار هم نحو ألف
وثمانمائة فلسطيني يقيمون بمعسكرات مخيم الوليد و حوالي ثلاثمائة وخمسين آخرين
يقيمون في مخيم التنف قرب الحدود السورية – العراقية ، فلا بد ان
هؤلاء كلهم على خطأ يا حضرة السفير ليتركوا كرم ونعيم مقتدى نصيرهم ليفروا
بأرواحهم وابنائهم ويفضلون السودان (مع احترامنا وتقديرنا واعتزازنا للسودان
الشقيق وموافقته على استضافتنا) على ما فيه من مشاكل على البقاء في ظل هذا النعيم
.
ويقول أيضا لوكالة آكي ان هذه التهديدات التي ما زال يتعرض
لها الفلسطينيون في العراق ما زالت مستمرة لكنه كالعادة
ينفي بعدها لوكالة آكي وبشكل متناقض استهداف جيش المهدي للفلسطينيين في العراق
ويقول ان "علاقتنا" جيدة بالتيار الصدري .
ثم
بتاريخ 15/7/2009 يصرح دليل القسوس الذي زار أربيل مع وفد رياضي فلسطيني أن
البارزاني وافق على نقل 13 ألف لاجئ فلسطيني مقيم في المناطق الجنوبية والوسطى من
العراق إلى مدن إقليم كردستان ، فلماذا كل
هذه الترتيبات والتنسيقات مع البارزاني لنقل اللاجئين الفلسطينيين عنده ونصير
المظلومين موجود ويرعاهم فمن يقف مع المظلوم غير المظلوم ؟ .
ثم يأتي دليل القسوس بتاريخ 30/7/2011 ليصرح ويناقض نفسه
بتصريح هو نوعا ما الأقوى حيث صرح لوكالة آكي الإيطالية بأن وضع اللاجئين الفلسطينيين في العراق بأنه
"الأسوأ مقارنة مع أي مكان في العالم"
مشيرا إلى أن
عدد الفلسطينيين في العراق انخفض من 35 ألفا قبل الحرب إلى 22 ألفا مباشرة بعد الحرب ، ووصل الآن إلى سبعة آلاف فقط وقال القسوس "بتقديري أن الوضع على اللاجئين في العراق أسوأ من لبنان وأي مكان آخر
على وجه الأرض". عن
واقع "صعب للغاية" يعيشه اللاجئون الفلسطينيون في العراق والذين أشار إلى انهم
توزعوا بعد الحرب إلى أربعين دولة حول العالم .
ثم وقع بلسانه
وقالها صراحة "كان هناك
وضع استثنائي في العراق وتعرضنا للاتهام بأننا من السنة ، رغم أنه في فلسطين لا توجد عندنا هذه المسميات والادعاء بأننا من جماعة
صدام حسين ما أدى إلى الوضع الذي نحن فيه الآن" .
فمن يا قسوس يستهدفنا لأننا سنة !!؟؟ ثم تأتي بعد عام
ونصف لتقول عنه نصير المظلومين وانه يهتف للشعب الفلسطيني هو وآبائه وأجداده !!؟؟
.
ثم أضاف انه سعى لدى قادة العراق من مختلف الأطياف لوقف هذه المعاملة ، وقال "لي علاقات مع كل
الأطياف العراقية حيث التقيت المرجع الشيعي الأعلى علي السيستاني لأحصل على فتوى بتحريم الدم
الفلسطيني وكذلك مقتدى الصدر والرئيس جلال الطالباني والحارث الضاري،
فالكل كان يعرض علي خدماته للفلسطينيين بصدق ولكن كان الوضع الاستثنائي أقوى من
اي تحرك نظامي" .
إذن فلماذا لحد الآن لم يصدر مقتدى هذه الفتوى التي
طلبتها منه بتحريم الدم الفلسطيني لا هو ولا السيستاني !؟ . ثم تعود لتصفه بأنه
نصير المظلومين وانه يهتف للشعب الفلسطيني هو وآبائه واجداده .
ثم تابع القسوس"بقي في العراق الآن سبعة آلاف مواطن فلسطيني موجودين في البلديات مثل الطوبجي والزعفرانية والدورة ومدينة
الحرية وهم يعانون من الفقر بسبب الغلاء في العراق وقلة العمل والعناية حيث تقوم الأمم
المتحدة فقط بتقديم بعض المساعدات لهم وأقول هذا الكلام وأنا اشعر بالألم
الشديد على وضع شعبنافي العراق" .
ولفت السفير
الفلسطيني في العراق إلى أن "القليل منهم يعمل ولا يخرجوا من تجمعاتهم والوضع الاقتصادي صعب جدا
عليهم" ، ووجه نداء إلى السفراء الفلسطينيين في الدول التي هاجر إليها لاجئين فلسطينيين
من العراق لتقديم العون لهم .
عجبا لماذا انخفض العدد إلى سبعة آلاف في ظل رعاية
وحماية نصير المظلومين ولماذا حالتهم الاقتصادية متردية أين كرم نصير المظلومين
عليهم !؟ فمن
يقف مع المظلوم غير المظلوم؟ .
قد يقول قائل ومن ضمنهم بعض المنتفعين من رجال التنظميات
وبعض المبررين بشكل وقح انه أجبر على هذا الكلام بوصف مقتدى انه رمز من رموز العالم الذين وقفوا بوجه
الظلم والظالمين وأن آباء الصدر وأجداده كانوا يهتفون على مدى التأريخ لأبناء
الشعب الفلسطيني كي يجلب المنفعة للفلسطينيين في العراق ويسوي الأمور لصالحهم ،
فنقول لهم انه قد قال أقوى من ذلك في أوج مذابح الفلسطينيين في العراق بتاريخ
24/1/2007 وبرأ حينها جيش المهدي ومقتدى الصدر من كل الجرائم التي ارتكبوها في
العراق وذلك في تصريحه لوكالة آكي الإيطالية ، فماذا حصل بعدها وما هي المنفعة
التي جلبها للفلسطينيين منذ ذلك التصريح وحتى الآن والتصريح هو :
السفير الفلسطيني في العراق لـ
آكي : جيش المهدي لا يهددنا وعلاقتنا طيبة بجميع المرجعيات الدينية
عدد(24 كانون الثاني/يناير)
وكالة (آكي) الايطالية للأنباء - نفى السفير الفلسطيني في العراق دليل القسوس، تعرض مواطني بلاده المقيمين في
العراق إلى أية تهديدات من ميليشيا جيش المهدي التابعة للتيار الصدري، الذي يقوده
رجل الدين الشاب مقتدى الصدر.
وأضاف القسوس في حوار عبر الهاتف مع (آكي) أن "جيش المهدي لا
يمكن أن يقدم على مثل هذه الأعمال، لأنه جيش عقائدي إسلامي، ولا يمكن أن يوجه
أية إساءة لإخوته الفلسطينيين المقيمين في العراق" وأوضح أن "لديه
العديد من الاتصالات مع قياديي التيار الصدري، ومنهم أعضاء في مجلس النواب العراقي من بينهم
بهاء الاعرجي، وعلاقاتي طيبة معه للغاية" وأشار إلى أن "الفلسطينيين في
العراق يعانون، حالهم حالالمواطنين العراقيين، من وضع
استثنائي نتيجة غياب الاستقرار الأمني، وقيام جهات غير رسمية، هي عبارة عن عصابات ومسلحين مجهولين بالاعتداء على الجميع دون
استثناء، ومن بينهم رعايانا، لغايات لا تخفى على أحد "رافضا توجيه اتهام لأي
من الأطراف، حول الاعتداءات التي يتعرض لها مواطنو بلاده، واصفا ما يربطهم بجميع
أطياف الشعب العراقي، وقياداته السياسية بـ"العلاقة الطيبة"، وهذه
الحال تنطبق على جميع المرجعيات الدينية".
فإلى أين
ومتى سوف تستمرون بترخيص بالدم الفلسطيني ؟ .
علي جابر
1/4/2013
"حقوق النشر محفوظة لموقع "
فلسطينيو العراق" ويسمح بإعادة النشر بشرط ذكر المصدر"