صحيفة الإمارات اليوم : 25/8/2008
" راسم " عالق في مطار الشارقة منذ 5 أسابيع
يعيش راسم علي الحرازين (26 عاماً)، فلسطيني، في ترانزيت مطار الشارقة منذ 14 يوليو الماضي عالقاً، لا يستطيع السفر إلى الخارج أو دخول الدولة، وفق الشاب موضحاً أنه «دخل الإمارات بطريقة قانونية، وعمل في إحدى الشركات في دبي، لكنه ترك العمل، ثم اتفق مع شركة أخرى لتوظيفه، طالبته بدخول المطار تمهيداً لإعطائه تأشيرة زيارة للسفر والعودة إلى الدولة مرة أخرى، إلا أنها أخلت باتفاقها معه، بعد أن ختم جواز سفره بالخروج، وتركته في حيرة منذ خمسة أسابيع».
فيما أكد مدير مطار الشارقة، علي المدفع، أن «هيئة الطيران المدني في الشارقة، تعاملت بشكل إنساني مع راسم، متجاوزة التعليمات التي تشير إلى استقبال حالات الترانزيت بين ثلاثة إلى أربعة أيام فقط، في حين تجاوز الشهر، وآن الأوان أن تتدخل جهات أخرى لإنهاء هذه المشكلة».
وفي التفاصيل، روى راسم لـ«الإمارات اليوم» قصته قائلاً «قدمت إلى الإمارات باحثاً عن فرصة عمل قبل نحو سنة ونصف السنة، وحصلت على عمل في إحدى الشركات في دبي وبعد فترة من الزمن طلبت منها إنهاء خدمتي من أجل البحث عن فرصة عمل أفضل، وبالفعل تم إلغاء إقامتي تبعها حرمان من العمل لمدة ستة أشهر».
وتابع قائلاً: «بقيت خلال فترة الحرمان بشكل طبيعي وقانوني من خلال الحصول على تأشيرة زيارة مرات عدة حيث كنت أخرج من الدولة وأعود بشكل رسمي، وبعد فترة وعدتني إحدى الشركات بفرصة عمل بعد انتهاء فترة الحرمان وتم الاتفاق على ذلك».
وزاد «طالبني مسؤولو الشركة بالتوجه إلى مطار الشارقة بانتظار إصدار تأشيرة العمل والمغادرة إلى أي دولة قريبة ثم العودة، لكني فوجئت بعد ختم جواز سفري بالخروج من الدولة بعدم وصول التأشيرة حسب الاتفاق، وبقيت في المطار منتظراً يومين وثلاثة وأكثر من شهر بلا فائدة، فمنذ 14 يوليو الماضي وأنا عالق في المطار، فلا مجال لدخول الدولة ولا مجال للمغادرة إلى غزة التي أُقفلت كل معابرها أمام الجميع».
وتساءل راسم «أين أذهب والتعليمات الخاصة بالمطار لا تسمح ببقائي أكثر من أربعة أيام في الترانزيت، لكن الانتظار طال وزاد على الشهر وها هو يدخل الشهر الثاني، فهل هذا هو المكان المناسب لقضاء رمضان؟». وأضاف: «لم يبقَ لي أي خيار سوى المغادرة إلى أي مكان، ولا أجد غير جزيرة كيش، لكني بلا مال ولا أمل بالعودة إلى الإمارات أودخول غزة فما العمل».
وأكد «دخلت الإمارات بطريقة قانونية وعملت فيها أيضاً بشكل قانوني، وبقيت فيها طيلة الفترة الماضية ولم تحدث من جانبي أي مخالفة لقوانين العمل والإقامة، ودخلت مطار الشارقة، لكني علقت هنا بانتظار الحل».
من جانبه أوضح مدير مطار الشارقة، علي المدفع أن «التعليمات لا تسمح ببقاء المسافر أكثر من أربعة أيام في ترانزيت المطار، ولذا خاطبنا القنصلية الفلسطينية لمساعدته والبحث عن حل له، لأننا كمطار لا يحق لنا تجاوز التعليمات، ومع ذلك بذلنا جهوداً غير عادية لتحمله واستيعابه ضمن ما هو مسموح لنا، لكن الحالة طالت وتجاوزت الشهر ومازال موجوداً في المطار ولا بد من اتخاذ إجراء ما».
وأضاف «بعد استضافته نحو خمسة أسابيع، مازلنا نبحث بشكل جاد عن مخرج مناسب له ضمن حدود صلاحياتنا وإمكاناتنا ونظرتنا الإنسانية والخاصة لمثل هذه الحالات».