صبراً اختاه صبراً - محمد ماضي

بواسطة قراءة 2316
صبراً اختاه صبراً - محمد ماضي
صبراً اختاه صبراً - محمد ماضي

عند مشاهدتي للفلم الوثائقي الخاص بفلسطينيي العراق كنت اتوقع مشاهدة امور وثائقية وتاريخ مرحلة مهمة وصفحة من صفحات حياة وبؤس الانسان الفلسطيني على مر العصور، كنت اتوقع ان اشاهد بعض صور القتلى والجرحى وصور التعذيب التي اعتدنا عليها وصارت جزءا من قاموسنا نحن فلسطينيو العراق، كنت اتوقع مشاهدة لقاءات مع بعض الفلسطينيين والمحللين والباحثين والشيوخ، وهذا ما جرى وكان، لكن لحظة عصيبة مرت عليّ اثناء مشاهدتي للفلم لم استطع ان امسك نفسي فارتعدت فرائصي واقشعر بدني وانهمرت الدموع مني، عند سماع الاخت بسمة وهي تروي أحداث قتل ابوها واخوها، فذرفت دموعها حزناً وذرفت دموعي أنا ألما، ألم اعتصرني وقطع احشائي ما كنت لاتوقعه، لكثرة ما شاهدت وقرأت وسمعت وكتبت بخصوص فلسطينيي العراق لكنني لم اكن يوما كما كنت اليوم، لفكرة ارقتني واتعبتني، هي ماذا لو كنت انا مكانها ومكان ذوي القتلى والشهداء والمعتقلين، ماذا لو كانت امي أو اختي أو زوجي، كيف ستكون حالنا، حال لا يعلمها الا من عاشها، وأنا وان سلمني الله ولله الحمد، فإنني عشتها بتفاصيلها اليوم مع هذه الاخت الفاضلة وهي تروي مأساتها، مع الفارق بين صاحب الحال ومتخيل الحال، وأنا لست إلا متخيلاً، قصة بسمة هي قصة العشرات بل المئات من فلسطينيي العراق الذين قتلوا ظلما وعدواناً، فكيف كان حالهم، الله وحده يعلم..

كفكفت دموعي وهرعت الى حاسبتي لعلي اجد فيها السلوى وبدأت اقلب يمينا وشمالاً الا أن المنظر لم يفارق مخيلتي، فلم أجد الا الكتابة (افش غلي فيها) لعلها تطفئ من حرقتي وألمي، وتذكرت تلك الأيام الخوالي، تذكرت الأصدقاء والصحب الذين كانوا بيننا أمساً واليوم ما عادوا، لن اذكرهم حتى لا انسى احداً منهم فهم كثر....وسأتوقف هنا فما عدت بقادر على الكتابة.

رحمكم الله جميعاً يا شهداءنا الأبرار، وصبراً أخواتنا الحرائر صبراً، فليل الظلم وإن طال فلا بعد ان يعود النهار..

 

محمد ماضي

7/1/2011

 

المقال لا يعبر بالضرورة عن رأي الموقع

هذه الصور حصرية لموقع" فلسطينيو العراق" فلا يجوز إعادة نشرها بغير ذكر المصدر